بعد نشر مقالى «مستشفى شطورة المركزى.. ضرورة ملحة» يوم 30-8-2017م، تفاعلتْ محافظة سوهاج مع المقال باعتباره خدمة عامة لآلاف المواطنين، ثم وعد الأستاذ الدكتور حلمى الجرادى بتوفير التمويل اللازم، واتصل بالسيد المحافظ، ثم عرض ثلاثة أحدهم من سوهاج والآخران من القاهرة، والثلاثة متخصصون كبار فى طب وجراحة وتجميل العيون، تقديم مساعدات للقرية والقرى المجاورة، ثم علمتُ أن جهوداً مشكورة بُذلت قبل وبعد كتابة مقالى السابق من أبناء القرية، ثم نشر الأستاذ مصطفى سالم، عضو مجلس النواب عن دائرة طهطا، قراراً يقول إن وزارة الصحة اختارت سبعة مستشفيات من بينها «شطورة» لإنشاء مراكز أمومة وطفولة متطورة، وسيتم تجهيز دورين لقسم أمراض ورعاية النساء والولادة، وقسم للأطفال المبتسرين بتكلفة نحو 6 ملايين جنيه، وقد خرجت أصوات تشكرنى وتشكر غيرى لكل هذا.
وكان من الأهمية أن أبين أن كل الجهود المبذولة مع تقديرنا لها إلا أنها فى حدود (العادية والواجب) فلا تستحق كل هذه المبالغات فى الشكر، فلو أن فلاناً أجرى اتصالاً بمسئول أو كتب مقالاً فى جريدة حرك المياه الراكدة، أو أن عضواً أدى بعض مهامه التى انتُخب من أجلها فإن هذا كله لا يخرج عن الضرورى الذى من غيره يقع التقصير والعتاب.
الأمر الآخر أن فرقاً كبيراً بين صدور قرار بتمويل المشروع، وبين اتخاذ خطوات عملية تنفيذية، فلا ينبغى التدليس على الناس بمجرد صدور قرار، بل ننتظر حتى تتحول القرارات إلى خطوات وإجراءات عملية، بمعنى آخر أنه يمكن القول بأن كل الجهود المبذولة حتى الآن جهود عادية، وأن الحالة الوحيدة التى تستحق الامتنان لفلان أو فلان حين نرى طفلاً مبتسراً عولج فى المستشفى، كما أن توفير مبلغ 6 ملايين قليل جداً، والمشكلة تكمن فى التحويل من وحدة رعاية لمستشفى مركزى، وليس لمركز أمومة وطفولة، فأخشى بعد تحويله لمركز أمومة وطفولة أن يغلق الباب على تحويله لمستشفى، باعتبار أن الوزارة لن تموله مرتين، كما أخشى من تعطيل الأولى فتضيع الثانية، فلا حصلنا هذه ولا تلك.. والأمور معقدة، والجهود المبذولة مشكورة، ولكنها لم ترق بعد للمستوى المطلوب وما زلنا ننتظر.
أنتقل لنقطة أخرى، فقد أذن الله لبعض مقالاتى أن يكون لها زخم عند البعض، حتى داخل المشيخة نفسها، فبينما هم ينكرونها إلا أن لها أثراً كبيراً، وما ذلك بحول منى ولا قوة، بل إن الله -سبحانه- هو الذى يعطى الإذن للشىء بالتأثير، فالدواء سبب لكنه لا يشفى المريض إلا فى حالة أن يأذن الله للدواء بالتأثير، وعليه فقد جاءتنى استغاثة من عدد من الفتيات بشأن ما يحدث فى إدارة محو الأمية وتعليم الكبار بفرعى طهطا وسوهاج، حيث إن الإدارة قامت -حسب كلامهن- بوضع أسماء معينة لتثبيتها مع ترك معلمات متميزات فى الإدارة يعملن من 2007م حتى 2017، وأن الاختيار يتم بالوساطة والمحسوبية -كعادة معظم المصالح الحكومية، وأضع هذه الرسالة أمام المسئولين بمحو الأمية، وأذكرهم بأن أكثر مظلمة تقع على الإنسان وتؤذيه نفسياً ومادياً ومعنوياً حين يكون له الحق فى شىء فينتصب الغشاشون والمزورون لتقديم معارفهم وأقاربهم على حساب المستحقين، وإن كنا نشدد على أن هذا جرمه أشد حين يقع من قيادات فى المؤسسة الدينية، فإن الأمر، أياً ما كان فاعله، فيه إهانة وظلم لكل مستحق فى أى مكان ومؤسسة، ولست هنا أتهم إدارة محو الأمية بطهطا وسوهاج، فقد لا يعلمون بالأمر، ولكنى أدعوهم لإحقاق الحق، ورفع المظالم، وتصحيح الأوضاع، ووضع شروط عامة يكون على أساسها الاختيار، وأدعو السيد المحافظ للمتابعة، ورفع الظلم، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.