«عزبة يوسف» فى دسوق.. مبنى آيل للسقوط وأهالى «العزبة»: «لو اتهدت مش هتتبنى تانى»
مدرسة «عزبة يوسف» تحتاج إلى تطوير شامل
مبنى قديم، تبدو عليه علامات التهالك، يشير إليه غالبية سكان القرية بأنهم «اتولدوا لقوه كده لا اتهد واتبنى ولا اتعمل له صيانة، واهى العيال بتتعلم فيه وخلاص لحد ما ربنا يعدلها والحكومة تبنى لهم مدرسة جديدة»، الأمر الذى أثار حفيظة بعض أبناء القرية، ودفعهم لـ«الجرى» فى القطاعات الحكومية المعنية، من أجل إعادة تشييد المبنى حتى لا يتسبب فى حدوث كارثة، خاصة أنه أصبح آيلاً للسقوط فى أى لحظة، فجاء الرد إليهم، بأن الهيئة لا تمانع فى هدم المبنى وتوزيع الطلاب على المدارس فى القرى المجاورة، والانتظار لحين أن يأخذ دوره بالبناء فى جدول مدارس هيئة الأبنية التعليمية، ما تسبب فى تراجع الأهالى عن الفكرة، خشية من «مرمطة عيالهم فى البلاد المجاورة»، وبعد تفكير للخروج من مأزق الجدران المتهدمة فى المدرسة، عادوا لمطالبة المسئولين بترميم المدرسة، ليصدمهم الرد مرة ثانية، بأن العمر الافتراضى للمدرسة انتهى، وأنه لا يجوز لها الترميم، وأن الحل الوحيد هدمها وإعادة بنائها مرة أخرى، وبين تأخير عملية إعادة البناء بعد الهدم وتوزيع الطلاب على المدارس المجاورة، وعدم إجازة ترميم المدرسة لتهالكها، لا يزال الخطر والقلق يسيطر على الأهالى فى القرية، خشية أن يستيقظوا من نومهم على كارثة كبرى.
«مصطفى»: الحوائط متهدمة ودورات المياه غير صالحة والكثافة مرتفعة ولا أحد يسمع شكوانا
يقول مصطفى أحمد، أحد أبناء العزبة، إن المدرسة تم بناؤها منذ عشرات السنين، ومنذ ذلك التاريخ، لم يتم ترميمها أو صيانتها حتى الآن، وفى بداية كل عام، يقوم أحد الأهالى من أبناء العزبة، بالتبرع لصيانة دورات المياه وتجديد زجاج النوافذ، باستثناء ذلك، لم نر أو نسمع عن قيام أى جهة حكومية بالتدخل لصيانتها، وبعد أن ساءت حالتها، وأصبحت آيلة للسقوط، تحت مرأى ومسمع الجميع، قدم عدد من أبناء القرية طلباً إلى الجهات المعنية للمطالبة بهدمها وإعادة بنائها، خوفاً من سقوطها على رؤوس الأطفال أثناء الدراسة، فجاء رد المسئولين بعدم الممانعة، ولكنها سوف تندرج فى خطة الانتظار فى كشوف هيئة الأبنية التعليمية، لحين أخذ دورها الذى قد يستمر لبضع سنوات، وخلال تلك المدة الزمنية سوف يتم توزيع الطلاب على المدارس فى القرى المجاورة، الأمر الذى رفضه الأهالى، وأعادوا صياغة الطلب بأن يتم ترميمها وتوسعتها نظراً لارتفاع الكثافة الطلابية فيها، وعدم احتوائها على معامل أو غرف أجهزة كمبيوتر، فجاء الرد إليهم بأن المدرسة دخلت حيز الخطورة ولا بد من هدمها، وأن الهيئة لن تتدخل بصيانتها طالما تحتاج للهدم والبناء.
واتهم العيسوى محمد، أحد أبناء العزبة، الأجهزة المعنية، بأنها لا تتذكر أزمة المدرسة، إلا فى حالة ذهاب الأهالى للشكوى من سوء حالتها، وعندما نذهب نفاجأ بأن المسئولين «نسيوها ومش فاكرين موضوعنا أصلاً»، وفى كل مرة يطلبوا منا ملخص سريع عن المشكلة، ويجىء ردهم علينا بأن «المشكلة دى متكررة فى كل المدارس»، الأمر الذى تسبب فى خفض عزيمتنا فى بناء مدرسة جديدة تصلح للأجيال الحالية والمقبلة، ويستفيد منها أبناء خمس عزب ملاصقة لعزبتنا.
«العيسوى»: كل 4 طلاب فى مقعد واحد بخلاف عدم صلاحية مياه الشرب.. «يعنى مفيش تعليم والعيال هتخرج من المدرسة عيانة»
وأضاف «العيسوى»، أن المبنى الحالى يعانى من الكثافة الشديدة حيث يجلس كل أربعة طلاب فى ديسك واحد، بخلاف سوء حالة دورات المياه لدرجة كبيرة، وعدم صلاحية مياه الشرب فى المدرسة للاستخدام الآدمى، نظراً لقدم حالة مواسير المياه، التى تنزل منها مياه الشرب مخلوطة بالصدأ، الأمر الذى دعا الأهالى إلى تحذير أطفالهم من الشرب أو استخدام دورات المياه إلا فى أضيق الحدود، خوفاً من إصابتهم بالأمراض، قائلاً: «يعنى مفيش تعليم والعيال هتخرج كمان عيانة؟»، مشيراً، إلى أن الحل الأمثل حالياً - من وجهة نظره - هو فتح باب التبرع من الأهالى لإعادة صيانة المدرسة وتجديدها قدر المستطاع، قبل بدء العام الدراسى الجديد، حتى يقضى الأطفال عامهم الدراسى فى مأمن من الكوارث والأمراض، «ومن هنا للسنة الجاية يمكن ربنا يحلها وحد من المسئولين يسمع شكوتنا ويحلها لنا».