«الشيخ مبارك» فى بلطيم.. حلم المدرسة الثانوية يُنهى معاناة الأبناء من السفر للتعليم فى الدقهلية
قرية «الشيخ مبارك» بدون مدرسة ثانوية
يعانى أبناء قرية «الشيخ مبارك» بـ«بلطيم»، من عدم وجود مدرسة للمرحلة الثانوية، الأمر الذى يضطرهم للذهاب إلى مدارس القرى المجاورة التى تبعد عنهم ما يزيد على 15 كيلومتراً، على حدود محافظة الدقهلية، ومن ثم استكمال يومهم فى تلقى الدروس لدى مُعلمى المحافظة المجاورة لهم، ما يتسبب فى ضياع يومهم ما بين الذهاب والعودة، وأيضاً حضور الدروس الخصوصية، بخلاف معاناة الأهالى من المصروفات اليومية التى تفوق مستوى دخولهم.
يقول خيرى الطيب، أحد أبناء القرية، إن عدم وجود مدرسة للمرحلة الثانوية العامة، يتسبب فى ضياع مستقبل الطلاب، الذين يقضون يومهم فى التنقل عبر المواصلات، ومن ثم يعودون فى نهاية اليوم مرهقين وفى حاجة إلى الراحة، بما يعنى أنهم لن يتمكنوا من تحصيل دروسهم، لذلك يمتنع غالبيتهم عن الذهاب للمدرسة التى تقع على حدود محافظة الدقهلية، إلا فى أضيق الحدود «بيغيبوا بالأسبوعين والتلاتة ورا بعض، لحد ما يجيلهم إنذار بالفصل، يروحوا يوم أو اتنين وبعدين يبدأوا الغياب من أول وجديد».
وأضاف الرجل الأربعينى، أن أحد أبناء القرية تبرع بقطعة أرض مملوكة له، بغرض بناء مدرسة عليها، وبالفعل تم تشكيل لجنة من أبناء القرية، وذهبوا بمحضر التبرع إلى هيئة الأبنية التعليمية فى المحافظة، من أجل اعتماده، وهنا كانت الصدمة الحقيقية - على حد وصفه-، حيث أبلغنا المسئول فى الهيئة بأن المحضر سوف يتم تسجيله ضمن كشف التبرعات، ولكن لن يتم البدء فى البناء، إلا بعد إدراجها فى ميزانية الهيئة، وأن الإدراج يتم بناء على أقدمية التقدم من ناحية، ومدى احتياج القرية للمدرسة من ناحية أخرى، سألناه عن المدة الزمنية المتوقعة، فجاء رده «قولوا يارب».
«الطيب»: تبرعنا بقطعة أرض وكلما ذهبنا إلى الهيئة للاستفسار عن بدء البناء قالوا لنا: «قولوا يارب»
واشتكى حمدى مصطفى، ولى أمر لطالبين بالمرحلة الثانوية، وأحد أبناء القرية، من ارتفاع تكلفة ذهاب وعودة ابنيه كل يوم إلى المدرسة، قائلاً «كل ولد بياخد عشرين جنيه كل يوم الصبح على ريق النوم، ده غير فلوس الدروس بتاعتهم اللى بتحرق القلب، ومصاريف الأكل والشرب وفواتير المرافق»، بخلاف حالة القلق التى تسيطر علينا من لحظة خروجهم فى الصباح الباكر، وحتى عودتهم فى نهاية اليوم، وبمجرد موافقة الجهات المسئولة بالسماح لنا ببناء المدرسة، سوف تنتهى تلك المعاناة، سواء الخاصة بإرهاق الطلاب وضياع وقتهم فى شىء بلا فائدة، ورحمة أولياء الأمور من تحمل تكاليف وأعباء إضافية، تزيد من إرهاقهم فى ظل حالة الغلاء التى ضربت الجميع.
وأضاف «حمدى»، أن وجود مدرسة ثانوية عامة فى القرية، سوف يخدم أبناء 11 قرية مجاورة، جميعهم يعانون من سفر أبنائهم كل يوم، وضياع يومهم بلا فائدة فى التنقل بين العربات، مما دفع البعض إلى التفكير فى جمع التبرعات وبناء المدرسة على نفقة الأهالى، وألا يتم انتظار «الدور» فى كشوف هيئة الأبنية التعليمية، وبالفعل، ذهبت مجموعة من أبناء القرية إلى أحد المسئولين فى مديرية التربية والتعليم لإبلاغهم بالاقتراح، فأخبرهم بضرورة الحصول على موافقات البناء من أجل تجهيز طاقم عمل للمدرسة، من معلمين وإداريين، وبالفعل قمنا بتقديم الطلب منذ أربعة أشهر، وحتى الآن لم تصلنا إشارة بدء العمل.