من يختزل العلاقة بين الرجل والمرأة فى مجرد (سرير)، فقد ظلم هذه العلاقة ظلماً بيناً.. وانتزع منها حميميتها الراقية، وألبسها ثوب الدواب التى جُبلت على الحفاظ على النوع، أما من يريد العودة إلى أصل هذه العلاقة فليقرأ قوله تعالى.. (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة...)
من المعلوم أن "الإنسان" تحركه دوافع كثيرة ومتقاطعة أحياناً، فتتصارع بداخله الكثير من الرغبات التى غالباً ما تكون سبباً فى الجَور على حق الآخر حتى ولو عن غير قصد.. وتأتى العلاقة الزوجية فى مقدمة العلاقات الإنسانية الأكثر تداخلاً وتعقيداً، وذلك لأن كلا الطرفين يحتاج من الآخر نفس الاحتياجات تقريباً سواء كانت هذه الاحتياجات مادية أو معنوية أو جسدية، وبالتالى يظل كل منهما فى انتظار عطاء الآخر.. وعلى قدر هذا العطاء تستقيم العلاقة.
واقعياً تمر بعض العلاقات الزوجية بعدة مراحل، ونذكر منها أهم مرحلتين، اما الأولى فهى مرحلة الفتور، والثانية هى مرحلة التنافر، وعلى الرغم من هذا التطور الذى قد يهدد سلامة العلاقة وربما استمرارها، إلا أن هناك بعض من الأمور التى لو أدركتها المرأة لحسمت القضية لصالحها بل لصالح العلاقة ذاتها.
ويأتى فى مقدمة هذه الأمور فهم المرأة الخاطئ لموضوع "القوامة" فلطالما انزعجت المرأة من هذا الموضوع لاحساسها بأن قوامة الرجل عليها تخصم من مساحة تحركها فى الحياة وتحولها الى "إنسان" من الدرجة الثانية.. على الرغم من أن القوامة بمفهومها الصحيح لا تعنى التسلط، بل تعنى فى المقام الأول مسئولية الرجل عنها "مع احترام إرادتها" واحتوائها والحفاظ على كرامتها كشريك حياة وليس كتابع ضعيف.
أما المرحلة الثانية وهى مرحلة التنافر والتى تبدأ عندما تحاول المرأة أن تنزع عن الرجل رداء قوامته، ظناً منها أن ذلك سيحقق لها ذاتها ويعظم شأنها، وحال تمكنها من ذلك تكون قد انتزعت عن شريكها روح رجولتة وطاقته الإيجابية التى تصب فى منطقة أنوثتها وقوتها الناعمة دون أن تدرى، لتكتشف بعد ذلك أن شريكها لم يعد فيه ما يستحق اهتمامها، حتى ولو كانت فحولته تفوق فحولة ذوات الأربع.. فتتحول حياتها وسريرها الى حلبة للصراع النفسى الذى يسكن أجساداً ملتصقة ولكنها باردة ومتنافرة.
من هنا تأتى أهمية إدراك المرأة بأن للرجل تركيبة خاصة، صحيح أنها تبدو فى ظاهرها "تركيبة سلطوية"، ولكنها فى حقيقة الأمر تركيبة لا تستقيم إلا باستقامة مفاهيم المرأة وقناعتها بأنها شريكة معنوية ورفيقة حياة وليست منافس كل غايته الفوز بالنزال، ولأن الرجل "عملياً" هو الطرف الفاعل والأكثر تحركاً وأخذاً للقرارات وحسماً للمواقف، فكل هذه الأمور ما هى إلا مظاهر سيادة، وليست أدوات سيادة يشهرها الرجل فى وجه شريكته.
لذلك فقد أخطأت المرأة عندما اعتبرت أن قوامة الرجل عليها هى "سلطة قهرية"، والصحيح كما قلنا أن القوامة مسئولية تجاه المرأة وليست تمييزاً عنصرياً ضدها، فضلاً عن اعتقادها الخاطئ أيضاً بأن غاية الرجل الأولى هى العلاقة الحميمة، "على الرغم من أهمية هذه العلاقة عند الرجل" إلا أنه من الثابت علمياً عند انقطاع هذه العلاقة عن الشريكين أو حتى تأخرها.. يختل مزاج الطرفين وبالتالى يختل التواصل بينهما وتدب الخلافات، ولكن لأن الرجل هو الأجرأ والأكثر تعبيراً عن تأثره بغياب هذه العلاقة.. من هنا تعتقد المرأة أن الغاية الأهم عند الرجل هى غرفة النوم.. أما الطرف الآخر "المرأة" فتحكمها بعض القيود الأنثوية التى تحول بينها وبين التعبير عن رغبتها، وبصرف النظر عمن يمتلك شجاعة التعبير عن رغبته، فمن المعلوم ان العلاقة الحميمة لا تحقق الإشباع النفسى والجسدى إلا فى ظروف نفسية مستقرة للطرفين ومن خلال طقوس نسبية تحددها ثقافة الشريكين.
خلاصة القول.. أن المرأة التى تنساق وراء ما تعتقد أنه يتناسب وأنوثتها، كأن تفرض إرادتها مثلاً أو تسلب من الرجل صلاحيات أو مقومات رجولته التى خلق من أجلها، هذه المرأة خسرت بالتأكيد شفرتها الخاصة، وخسرت حميمية سريرها، وانتقصت كثيراً من صفاتها التى تميزها كأنثى.. فياريت بلاش تسترجلى وكرامتك محفوظة برضه.