«الفردوس».. محاصرة بالتكاتك والقمامة وسوق الخضار
فناء مدرسة الفردوس
فى أحد الشوارع الرئيسية بمنطقة حى مسجد الطاهرات بمدينة بلبيس تقع مدرسة الفردوس الابتدائية التى يعود تاريخها إلى ستينات القرن الماضى، بحسب الأهالى، فى منتصف سوق للخضراوات والفواكه، بينما تتراكم على أسوارها المشوهة أكوام من القمامة، ولا يخلو الأمر من اصطدام مركبات «التوك توك» بالتلاميذ خلال خروجهم لعدم وجود مطب صناعى. وتتكون المدرسة من 12 فصلاً دراسياً موزعة على مبنيين، بالإضافة لحجرة تضم عدداً من المكاتب مخصصة لمديرة المدرسة والمعلمين.
يقول إبراهيم يوسف حسن، أحد سكان المنطقة: «المبانى فى المدرسة سيئة وآيلة للسقوط، ولم تطرأ عليها أى تجديدات منذ سنوات طويلة»، وتابع: «كنت طالباً فى المدرسة فى المرحلة الابتدائية منذ عام 1970 حتى عام 1975 وكانت المبانى حالتها جيدة والكثافة فى الفصول لا تزيد على 30 طالباً وطالبة، ومع مرور الزمن تبدّل الحال وتدهور حال المبانى ولم يطرأ عليها تغيير منذ كنت طالباً فيها وحتى الآن سوى أن الأمر يزداد سوءاً». ويرى وليد عبدالعزيز، صاحب أحد المحال المجاورة للمدرسة، أن الإهمال يحل بالمدرسة مثلما يحل بالشوارع المحيطة بها، مستنكراً حالة الفوضى التى تعانيها، ما سيعود على العملية التعليمية بالسلب، مشيراً إلى أن التأثير سيكون بشكل مباشر على التلاميذ ومدى استيعابهم للمواد الدراسية، ويقول: «البيئة داخل المدرسة غير مهيأة بالشكل المناسب لاستقبال الطلاب بسبب تهالك المبانى مروراً بالمقاعد وعوامل الإضاءة والتهوية وتكدس الطلاب فى الفصول، حيث تصل كثافة الفصل ما بين 50 و60 طالباً، أما فى الخارج فلا يخلو الشارع من أصوات السيارات والتكاتك والدراجات البخارية وكذلك أصوات الباعة الجائلين، فبخلاف وجود العديد من الباعة على مسافة قريبة من المدرسة يتم تنظيم سوق يوم الخميس من كل أسبوع، وعند الانتهاء يغادر الباعة تاركين المخلفات والقمامة أمام المدرسة».
«عبدالعزيز»: فوضى خارج وداخل المدرسة.. وكثافة بعض الفصول تصل إلى 60 طالباً
ويشير «وليد» إلى أن حركة السيارات تشكل خطورة على التلاميذ وقت دخولهم وخروجهم من المدرسة، ومع ذلك ليس هناك أى مطبات أمام المدرسة أو بالقرب منها، وتابع: «تقدم عدد من الأهالى بطلب لمركز مدينة بلبيس منذ عدة أشهر لعمل مطب صناعى لتوفير قدر ملائم من الحماية اللازمة للتلاميذ، وبالفعل تم عمل مطب على مسافة قريبة من المدرسة إلا أن الأسابيع القلية الماضية شهدت رصف الشارع وتم تكسير المطب أثناء عملية الرصف دون إعادته مرة أخرى»، مطالباً الجهات المسئولة بعمل مطب أو اثنين خاصة أن المنطقة تُعتبر تقاطعاً يؤدى إلى 4 مدارس أخرى إحداها للصم والبكم.
وقال حسن رمضان، صاحب محل بقالة: «أنا فاتح المحل فى الشارع من أكتر من 30 سنة والمدرسة على حالها ماتغيرش أى شىء، والعديد من أولياء الأمور تقدموا بطلبات إلى الإدارة التعليمية بمركز بلبيس للمطالبة بإعادة بنائها دون جدوى»، ويضيف «عبدالحى»، سائق «توك توك»، أن لديه 3 أبناء يدرسون بالمدرسة، أحدهم بالصف الخامس والثانية بالصف الثالث والأخير سيلتحق بالصف الأول الدراسى هذا العام، قائلاً: «رغم تهالك المبنى فإن توزيعنا الجغرافى سبب دخولهم هذه المدرسة»، مشيراً إلى أن منزله يبعد بمسافة تقدر بنحو كيلومتر عن المدرسة، وأن وضعها لا يرضيه بسبب تراكم القمامة خارجها وتهالك المبنى لكن الظروف تحتم عليه قبول الوضع السيئ، معلقاً: «ما باليد حيلة».