«التموين»: قصر صرف حصص الخبز داخل المحافظة يوفر مليار جنيه سنوياً.. ومواطنون: «ارحمونا»
المنظومة الجديدة للخبز تربك حياة المواطنين
كشف مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية عن أن قرار اقتصار صرف حصص الخبز المدعم داخل نطاق المحافظة التى يوجد فيها صاحب البطاقة التموينية سيوفر لخزينة الدولة والوزارة قرابة «مليار جنيه» سنوياً تهدر من خلال إجراء عمليات صرف وهمية من قبل بعض أصحاب المخابز بالتواطؤ مع بعض الموظفين.
مصدر: تغيير «البطاقة» خلال 48 ساعة.. و«شعبة المخابز» تشيد بقرار «المصيلحى» بمد المهلة لـ«المغتربين» لـ10 أيام
وأوضح المصدر، لـ«الوطن»، أن إتاحة صرف الخبز فى مختلف المحافظات أدت إلى ازدواج الصرف الجماعى لبطاقات الخبز فى أكثر من محافظة، ما يُعد إهداراً للمال العام المخصص للدعم.
وأشار إلى أن استخراج البطاقات الذكية تنفذها 3 شركات، وأن كل شركة تستخرج البطاقات فى عدد من المحافظات، الأمر الذى سيجعل اقتصار صرف الخبز للمواطنين فى المحافظة محل إقامتهم يضبط المنظومة، وسيوفر الأموال المهدرة من عمليات الصرف المزدوج أو «الوهمى».
وقال ممدوح رمضان، المتحدث باسم وزارة التموين، إن الوزارة شرعت فى فتح التحويل للبطاقات التموينية لإثبات محل السكن الجديد للمواطن المغترب، للحصول على الخبز المدعم، مؤكداً أن مدة التحويل تستغرق 48 ساعة فقط، ويبدأ المواطن فى الصرف دون أدنى مشكلة. وأضاف «رمضان» أنه بالنسبة لتحويل البطاقة فإنه على المواطن المغترب التوجه إلى أقرب مكتب تموينى لإثبات محل سكنه، أو التعهد بوجوده فى محل السكن الجديد، ليبدأ تحويله فى المنظومة من السكن القديم إلى الجديد ويستفيد من الصرف.
وأكد عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز، أن الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، استجاب مشكوراً لطلب الشعبة وفتح النظام الإلكترونى أمام المغتربين، وإعطائهم مهلة 10 أيام من أجل تحويل البطاقات الخاصة بهم على محل الإقامة القائم به، حتى لا يتضرروا من صدور هذا القرار.
وأضاف «غراب»، فى تصريحات أمس عقب لقائه الوزير، أنه لن يحرم المغتربين فى المحافظات داخل القاهرة أو العكس من صرف الخبز فى أماكن إقامتهم، مؤكداً أن القرار من شأنه تنظيم عمليات إنتاج رغيف الخبز المدعم، ووصوله للمواطنين مستحقى الدعم بسعر 5 قروش، موضحاً أن وزير التموين أصدر تعليماته لمديريات التموين وشركات تطبيقات الكروت الذكية بإتمام عمليات تحويل البطاقات السارية للمواطنين المغتربين للمحافظة الحالية المقيمين بها.
وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من قرار وزير التموين باقتصار صرف الخبز على محل الإقامة، وقال أبوالوفا عبدالحافظ، 40 عاماً، وأحد سكان منطقة بولاق الدكرور، إنه فوجئ بتوقف المخبز الذى يتعامل معه عن الصرف منذ أيام، نظراً لوجود محل إقامته بمحافظة قنا، قائلاً: «الأسبوع ده كله ما عرفتش أصرف عيش، عشان بطاقتى، ولحد دلوقتى بصرف تموينى من هناك، لكن العيش كنت بصرفه من هنا».
وأكد «عبدالحافظ» تضرره من القرار: «يعنى دلوقتى لما أكون عاوز عيش، أسافر لحد قنا عشان أجيبه، ولا أستنى بقى لما يكون حد من قرايبى جايلى، وأقعد أنا وعيالى من غير عيش باليومين والتلاتة»، مشيراً إلى أنه علم أن لديه فرصة 10 أيام لتحويل محل إقامته، مضيفاً: «هاروح إدارة بولاق الدكرور، وأعمل ورقة تثبت إنى موجود هنا، عشان أقدر أرجع أصرف العيش».
«هأكّل عيالى الستة عيش منين، ده ولا بعشرين جنيه عيش يكفيهم فى اليوم الواحد»، قالها بنبرة غاضبة، رجل فى أواخر الستينات، يدعى على عبدالعزير، من سوهاج، وأحد سكان «صفط اللبن»، عند حديثه عن مأساته، قائلاً: «كنت تعبان ومحجوز فى المستشفى من أسبوع، ولما خرجت رُحت أجيب عيش، لقيتهم بيقولوا لى مفيش، روح اشترى من محافظتك اللى فى بطاقتك، استغربت جداً، واضطريت إنى أروح أشترى عيش سياحى الرغيف بنص جنيه، عشان عيالى ياكلوا»، مضيفاً: «أنا معاشى 835 جنيه، هيكفو إيه ولا إيه، عشان يحرمونى من الدعم فى العيش، ربنا يصبرنا على اللى احنا فيه». وقال السيد على، 55 سنة، من «أسيوط»، يسكن بمنطقة كوبرى الخشب بالجيزة، إنه لا يتخيل ماذا سيفعل فى حال تطبيق ذلك، موضحاً أنه «مش عارف إزاى الوزارة تفكر فى حاجة زى كده، العيش ده ماحدش يقدر يعيش من غيره، ولا حد معاه فلوس يشترى عيش من بره البطاقة».
وقال محمد سويد، مستشار وزارة التموين، إن الوزارة تلقت خطاباً رسمياً من الحجر الزراعى، يفيد بإتمام عملية «الغربلة» وفصل ثمار بذور خشخاش الزهور، وإعدام الشحنة الأولى من القمح الرومانى الواردة من دولة رومانيا «بحراً»، والبالغة 63 ألف طن، على أن يتحمل المستورد كل التكاليف لعمليات الغربلة والتخلص من مخلفاتها.