«الوطن» زارت المدينة المنكوبة واستمعت إلى أهلها.. «فيروس الصحراء» ينتشر فى «القصير».. وكلمة السر «البعوض»
رعب بين أهالى القصير بسبب حمى «الضنك»
أصوات عربات الإسعاف ترتفع فى شوارع المدينة لتختلط بكلمات الذكر والتراتيل التى تتعالى من داخل المقاهى الصوفية التى تضج بها الشوارع والأزقة.. وفى داخل القصير، تبدو الأوضاع هادئة، شوارع خاوية، بنايات صغيرة تحتمى بجبال شاهقة تحيط بالمدينة، يظهر فى المكان صمت مطبق ينطوى على غضب مكتوم وخوف رابض، الكل ينشغل بذلك الفيروس الغامض الذى يلهب الأجساد، لا منزل يخلو من مصاب أو أكثر، ولا حديث تتناقله الألسنة سوى تلك المصيبة التى حلت على المدينة التى يمتد تاريخها إلى 5000 سنة مضت. منذ أكثر من شهر ظهر فى المدينة «فيروس» ظل غامضاً لفترة طويلة، أصاب الآلاف من أهالى البلدة بإعياء شديدة وارتفاع فى درجات الحرارة، حتى أعلنت وزارة الصحة أنه فيروس «حمى الضنك»، الذى تنقله بعوضة تعيش فى المياه العذبة، رغم أن الأهالى يعانون من أزمة عطش، بسبب قلة المياه، وينتشر بالمدينة السقاءون وباعة جراكن المياه فى شوارعها، ورغم كشف وزارة الصحة لحقيقة هذا الفيروس فإن الأمر ما زال يكتنفه الغموض ويثير الشكوك لدى المواطنين بسبب ظهور بعض حالات مصابة بـ«التيفويد».
«سيد»: الناس فقدت الثقة فى مستشفى القصير ولجأوا لحميات قنا وأسيوط للبحث عن علاج.. ومدير المستشفى: أعلنا حالة الطوارئ.. والوزارة تعلم كل شىء عن الوضع فى القصير منذ اليوم الأول
ظهور الفيروس
على ربوة عالية بالقرب من سفح جبل شاهق، تظهر بنايات فقيرة من طابق واحد تتخذ من أعلى تلك الربوة مستقراً لها، شوارع ضيقة، ومنازل تضيق على أهلها، يسيطر عليها الهدوء، يعيش فيها خليط من البدو وعدد من المقبلين من جنوب الصعيد، هنا «العوينة» أحد أحياء المدينة الفقيرة، الحى الذى شهد أولى حالات الإصابة بالفيروس، لينتشر بعد ذلك فى المدينة، لدرجة أن يصاب به 120 شخصاً يسكنون شارعاً واحداً وهو شارع «شعب الرحلاوى»، بخلاف من رفض العلاج فى مستشفى الحكومة أو رفض المستشفى تسجيله ضمن المصابين.
على سيد، شاب عشرينى يعمل مدرساً، يعيش فى أحد منازل منطقة العوينة، كان من أوائل من أصيبوا بذلك الفيروس، يقول إنه شعر بسخونة شديدة تتسلل إلى جسده، تبعتها قشعريرة هزت بدنه بشدة، وآلام قوية فى العظام، انتقلت إلى المعدة، ليحدث قىء وإسهال لا يتوقف حتى أصيب جسده بالجفاف، ودرجة حرارة الجسم فى ارتفاع مستمر، لا تجدى معها المسكنات وأدوية خافضات الحرارة أى نفع.
ببشرته السمراء، وملامحه المتعبة، يتابع «سيد» المصابين وما ينقصهم، بعدما قرر بمجرد تعافيه أن ينخرط وسط المتطوعين لمحاولة مساعدة أهل البلدة، فى وجه ذلك الفيروس الغامض، يقول: «الفيروس بدأ فى الانتشار منذ أكثر من شهر، ولم نكن وقتها نعى أو نتنبه للأمر، ظل مجرد حالات تعد على أصابع اليد الواحدة والكل يتحدث عن أنها نزلة برد، ولكن مع زيادة الحالات فى كل أسرة قلنا «فيه حاجة غريبة فى البلد، كل بيت فيه 5 و6 و9 مصابين كمان، والمصابين لا تفلح معهم علاجات نزلات البرد العادية».
ظل الأمر لمدة 15 يوماً يتوافد الأهالى على المستشفى المركزى بالقصير بالمئات، وكان التشخيص دائماً أن الأمر لا يتعدى إنفلونزا موسمية، تتطلب تناول أدوية خافضة للحرارة فقط والراحة فى المنزل، وهو ما تسبب فى فقدان الأهالى الثقة فى المستشفى، الذى افتتح بعد تجديده قبل أربعة أشهر فقط، ليلجأوا إلى مستشفيات حميات محافظات قنا وأسيوط بالصعيد، للبحث عن علاج من ذلك المرض الذى أصابهم، حسب «سيد».
الفيروس ظهر فى المدينة منذ شهر فى حى العوينة وانتشر فى بقية الأحياء.. ونائب مدير المستشفى: «المستشفى متوفر به جميع الأدوية.. وفيه حالات مش مستاهلة علاج يا دوب بس خافض حرارة»
استغلال الأزمة
وصفى تمير، أربعينى، يخط الشيب رأسه، يعتصر قلبه على نجله «زياد» المصاب بتلك الحمى، ولم تفارقه منذ أكثر من تسعة أيام، تنخفض درجة الحرارة وتعود لترتفع من جديد مرة أخرى، ولم يقتصر الأمر على نجله فقط، ولكن أيضاً تسعة من أفراد عائلته أصيبوا بذلك الفيروس، ويقول إنه بعد 15 يوماً من انتشار الفيروس الغامض بدأت بوادر تحرك من الدولة من خلال تحليل لعينات من المصابين.
جاء تحرك الدولة بعدما رفضت المستشفيات فى محافظات الصعيد استقبال حالات جديدة، نظراً لكثافة المصابين بالفيروس، كما رفضت صرف علاجات لمن يأتونها من القصير، وقتها أبلغت المستشفيات فى الصعيد، خاصة قنا، وزارة الصحة بالقاهرة بضرورة التحليل لمعرفة سبب ذلك المرض: «يعنى لك أن تتخيل المحافظة المجاورة هى اللى تبلغ!!»، يقول «تمير».
ظل «تمير» وأهل بلدته فى انتظار ما ستعلنه وزارة الصحة عن نتائج تحليلاته، كانت الشائعات قد بدأت تنتشر بين الأهالى، ظهر وقتها بائعو الوهم من الصيادلة والأطباء الذين راحوا يبيعون أدوية بأسعار باهظة للمصابين، وسط حالة من الهرج، تسببت فيها الطوابير التى لم تكن تختفى من أمام أبواب الصيدليات، حتى وصلت أسعار علاج خافض الحرارة إلى أضعاف سعرها الحقيقى: «وصلت حقنة خافض الحرارة لـ50 جنيهاً، وكيس المحلول الملحى 60 جنيهاً»، وبدأ الجميع يستغل الأزمة لجمع أكبر قدر من الأموال على حساب المرضى، بحسب «تمير».
على أبواب المستشفى
الأحاديث لا تتوقف عن الفيروس، والسخط كله ينصب من الأهالى على المستشفى وأطبائه، الذين لا يعرفون سبباً واضحاً لذلك الإعياء الذى يبدو على عدد كبير من السكان، والكل يتوافد على مستشفى القصير المركزى القابع خارج البلدة على مسافة 6 كيلومترات، الأطباء يهرولون، وموظف الاستقبال يسجل الحالة 4522 منذ 11 سبتمبر الماضى.
كانت الحالة 4522 التى سجلها الاستقبال منذ بداية الأزمة لمسعف، طاله هو الآخر الفيروس جراء عمله طيلة 30 يوماً داخل عربته الصفراء، يقول بملامحه المنهكة: «شكل الدور جاى عليا»، يسنده زميله، ويدفع به نحو سرير الاستقبال ليستريح، بينما يداعبه الطبيب: «إن شاء الله شوية برد وميكونش الفيروس»، يقاطعه المسعف: «لا يا دكتور.. أنا عارف الأعراض كويس؛ هو الفيروس».
على أحد المقاعد الأنيقة، التى ما زالت تحتفظ ببهاء التجديد الذى طال المستشفى، يجلس «كرم محمد»، الإعياء يظهر على ملامحه الشاحبة، ووجهه الأسمر الذى يصبغه اللون الأحمر من شدة سخونة جسده، وإلى جواره والدته بملابسها الرثة، السيدة «انتصار محمد»، تقول بصوت متهدج، وعيناها يطل منهما الخوف، إن الفيروس أصاب ابنها منذ ستة أيام وتماثل للشفاء، ثم عاد له من جديد، والمستشفى يرفض حجزه لديه، مما اضطرهما للتوجه لعيادة خاصة، لكن أيضاً لم تُجدِ نفعاً، فعادا للمستشفى مرة أخرى على أمل حجزه ليلقى رعاية مناسبة.
ورغم ما أعلنته وزارة الصحة عن أن الفيروس هو «حمى الضنك» ولكن الخلط لا يزال مستمراً، وهو سبب انتشار حمى «التيفويد» بين أهالى المدينة ولكن بنسبة أقل، بسبب تشابه الأعراض، حسبما قال الدكتور «عمرو محمد» الذى يتابع الحالات منذ البداية بحكم عمله بغرفة استقبال الطوارئ بالمستشفى، ويقول إن 20% وقد تزيد قليلاً من المقبلين لديهم أعراض إصابة واشتباه فى «تيفويد». يضيف «عمرو» أن الاستقبال يقبل عليه 200 إلى 300 حالة خلال 12 ساعة فقط، وإن هناك صعوبة فى التفريق بين «التيفويد» وحمى الضنك، ولا يمكن ذلك إلا بالتحليل للمريض.
ويقول أحمد صابر، مدير مستشفى القصير، إن المستشفى أعلن حالة الطوارئ. ورفض -عبر الهاتف- التعليق على سبب التأخر فى أخذ العينات للتعرف على هوية فيروس حمى الضنك، وألقى بالمسئولية على إدارة الطب الوقائى بالقصير، وقال: «الوزارة تعلم كل شىء عن الوضع فى القصير من اليوم الأول».
الدكتور إبراهيم صالح، نائب مدير المستشفى، يقول إن كشف الفيروس كان يتطلب معامل متطورة وإمكانيات غير متوافرة إلا فى القاهرة، وإن الفيروسات ليس لها علاج وكل ما يمكن تقديمه للمصاب هو علاج للأعراض، وإن الحالات التى وصلت للمستشفى سواء تم احتجازها أو إمدادها بالعلاج لتعود للمنزل لم يكن بينها أى حالات وصلت لمرحلة الخطر «مضاعفات المرض»، وأن احتجاز المريض يتوقف على ارتفاع درجة حرارته، وما إذا كانت تعدت الأربعين درجة، أو حالته الجسدية تتطلب الرعاية والملاحظة أم يقتصر على تناول العلاج والمتابعة فى المنزل.
يقتصر تعامل «صالح» وزملائه من أطباء المستشفى مع المصابين على قياس درجة الحرارة، وكتابة دواء خافض للحرارة، أو محلول لو كان جسده هزيلاً، ويقول إن المستشفى متوفر به كل العلاجات ولكن الذعر لدى المواطنين يدفعهم للمطالبة بالحصول على علاج أياً كانت حالتهم: «فيه حالات مش مستاهلة علاج، يا دوب بس خافض للحرارة».
الشائعات وسبب المرض
أعلنت وزارة الصحة حقيقة الفيروس وأسباب انتشاره بين أهالى القصير: «إن الفيروس الغامض الذى أصاب الحالات هو نوع من أنواع الحمى المعروفة بحمى الضنك، وهو غير مُعدٍ، وينتقل عن طريق أحد أنواع البعوض». ولكن حتى الآن لم تعلن سبب ظهوره لتلك البلدة الصحراوية، وهو ما دفع لانتشار الكثير من الشائعات عن أسباب ظهور المرض بينهم، ويقول أحمد على إن السبب غير معروف مما دفع كثيرين من الأهالى لوضع أسباب غير حقيقية وغير موثقة: «مينفعش الدولة تسيبنا كده من غير ما تعرّفنا سبب ظهور الفيروس فى البلد».
البعض ذهب، حسب حديث «على»، إلى أن السبب هو وفاة 3 من مريدى الشيخ أبوالحسن الشاذلى مصابين بذلك الفيروس خلال رحلتهم لضريحه الذى يستقر فى مرسى علم، بقرية عيذاب، وسط الصحراء، جنوباً، ويمر مريدوه بالقصير للاستراحة وأخذ الأطعمة والشراب. فيما ذهب البعض الآخر إلى أن سودانيين ممن يعملون فى الجبال على التنقيب عن الذهب هم من تسببوا فى نقل الفيروس اللعين، خاصة أنهم يأتون لمصر عن طريق التهريب ولا يخضعون لأى حجر صحى أو كشف طبى سليم. لكن، رغم ذلك يقول «على» إن ما قامت به وزارة الصحة من حملات توعية مؤخراً، فى المساجد وأماكن تجمعات المواطنين، لم تتطرق لأى من تلك الأسباب وتركت الأمر مفتوحاً لتكهنات الأهالى وانتشار الشائعات.
مطاردة البعوض
فى الصباح الباكر مع بزوغ شمس يوم جديد، بدأ مجموعة من أهل القرية معاينة الأماكن المشتبه أن يكون لجأ إليها البعوض الناقل للفيروس للتكاثر، تمهيداً للعمل على القضاء على تلك الأماكن. حسن عياش، مهندس عمل لسنوات طويلة فى قطاع البيئة مع شركات البترول، كان فى رفقة «الوطن» للتوجه لأكثر الأماكن المملوءة بالمياه فى وادى «العمبجى».
فى طريق «القصير- قفط» الذى يصل المدينة الساحلية بصعيد مصر، وبعد قطع 30 كيلومتراً وسط الجبال الشاهقة، تظهر خضرة كست وادياً فسيحاً، أشجار ونباتات وأرض رطبة، يقول «عياش» إن ذلك الوادى هو ملتقى السيول التى تنزل من الجبال، وهى ما أنبتت ذلك العشب، وصنعت ذلك الفيض الهائل من المياه سواء ما يظهر منها على السطح أو فى باطن الأرض، وهو ما صنع بيئة خصبة لتكاثر ملايين من بعوض الضنك، التى تبيض الواحدة منها أكثر من 300 يرقة: «تخيل الكم الهائل الذى يسكن تلك المنطقة».
فى وسط وادى «العمبجى» يظهر خط سكة حديد يعود تاريخه للاحتلال الإنجليزى الذى صنعه ليقطع الوادى نحو مناجم الفوسفات التى تتوسط الطريق، بخلاف ممرات للمياه التى تأتى من مخرات السيول من الجبل، ووسط كل ذلك يغطى العشب الهائل مساحات واسعة، وبين ثنايا الخضرة والأعشاب تظهر المياه المتراكمة منذ فترة طويلة.
لا يكتفى «عياش» بما أطلقته عربات قطاع الطب الوقائى بالمدينة من أبخرة ومواد نحو ذلك الوادى، ويقول إنها ليست كافية وإن هناك الكثير من الحلول الأكثر نفعاً، ومنها استخدام الرش الثقيل من خلال خلط مواد كيميائية بزيت السيارات مما يصنع طبقة ثقيلة تمنع البعوض من ترك يرقاته فى الوادى، وهى طريقة سبق له العمل بها مع شركات البترول فى بعض الوديان التى انتشر بها البعوض بجانب مقرات الشركة فى جنوب سيناء وأتت أكلها.
يتذكر «عياش» فى ثمانينات القرن الماضى، حينما كان يظهر رجال أشداء يرتدون بدلات بيضاء بكمامات من نفس اللون، لتنظيف وتطهير أماكن تجمع مياه السيول وغيرها من خزانات المياه فى القرية كل عام، وكانوا يُعرفون باسم «الرشاشين»، وهم الذين اختفوا مع الزمن، وحتى وزارة الصحة لم تقُم بنشر سيارات الرش فى المدينة إلا بعد انتشار الفيروس.
ليس وادى «العمبجى» وحده الذى يشتبه أهالى القصير فى إيوائه لبعوضة الضنك، ولكن هناك كثيراً من المستنقعات التى صنعتها مياه المجارى تظهر فى وسط شوارع المدينة، بقع من المياه الخضراء والروائح التى تزكم الأنوف تتوسط العديد من ميادين وشوارع المدينة الصحراوية.
أزمة عطش
حسب المعلومات التى تنشرها منظمة الصحة العالمية عن بعوضة الضنك، فهى تعيش فى المياه العذبة، وهناك أماكن إيواء تظهر فوق أسطح منازل القصير لتلك البعوضة، حيث تظهر خزانات المياه التى تصل إلى كل حى بالمدينة مرة واحدة أسبوعياً، مما يدفعهم لتخزينها، بل وشرائها فى أحيان كثير من «السقايين» لملء تلك الخزانات لتكفيهم طيلة الأسبوع.
بجانب منصة خرسانية تحمل عدداً من المواسير تطلق المياه دون صنبور، وقف عدد كبير من السقائين من حمَلة الجراكن على موتوسيكلات صغيرة، لنقلها لخزانات أهل المدينة، يقول «رمضان على»، سقاء أربعينى، إن المدينة تعانى من قلة المياه لأن خط المياه المقبل من محافظة قنا لا يكفى أهل المدينة، ومحطة التحلية تنتج الكثير من المياه الصالحة للشرب المقبلة من البحر الأحمر ولكن تفسدها مواسير المياه المتهالكة القابعة تحت الأرض، ما صنع تلك المهنة التى يقتات منها، فيملأ تلك الجراكن ويبيعها للمواطنين، ويقول إن الخزانات فى كثير من الأحيان لا تكون نظيفة، فيضطر الأهالى لاستخدام مياهها فى الغسيل فقط، لأنها تكون مخلوطة بمياه التحلية الفاسدة التى تصل إلى المنازل، والصحة لا تفتش ولا تتابع تلك الخزانات باستمرار.
بجوار مبنى مغلق بقفل كبير، تظهر عليه لافتة ممهورة باسم: «مركز إغاثة»، وإلى جواره ينتشر العاملون ببيع المياه، يقف «عبدالناصر» السقا، يقول إن هذا المركز لم يفتح أبوابه إلا وقت كارثة سيول رأس غارب، والغريب أنه لم يساعده أو يدعمهم وقت أزمة الفيروس المنتشر بينهم.
الطب الوقائى
على مكتب خشبى، يتوسط غرفة ينتشر على جدرانها لافتات التوعية بالفيروسات والأمراض والأوبئة، تجلس الدكتور «سعدية»، رئيسة قطاع الطب الوقائى بالقصير، بكلمات مقتضبة قالت إنها لم تقصر فى عملها، وإنهم يقومون الآن بالكثير من حملات الرش بعربات جاءت دعماً من الغردقة وبقية المحافظات.
وعن عدم تطهير الخزانات قبل ظهور الأزمة من البداية قالت: «دى نظافة شخصية للناس»، وتابعت: «لا نمتلك سوى جهاز رش واحد فى القصير، وبايظ».. ورفضت استكمال حديثها.
حاولت «الوطن» الحصول على رد من رئيس المدينة لكنه رفض الحديث دون الحصول على موافقة من محافظ البحر الأحمر، كما رفضت رئيس الإدارة الصحية الإدلاء بأى تصريحات.