«الخشت»: جماعات التطرف وراء الضجة المثارة حول رئاستى لـ«جامعة القاهرة»
«الخشت» خلال حواره مع «الوطن»
قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الضجة التى أثيرت حول تنصيبى رئيساً لجامعة القاهرة تندرج تحت حملات «جماعات التطرف» ضدى، مطالباً بضرورة إيجاد خطاب دينى جديد قوامه فهم جديد للقرآن والسنة مدعوم بالعقل والتنوير، مشيراً إلى أنه يجرى العمل لتحويل مقررات الكتب الجامعية إلى «إلكترونية»، وكذا تطوير الـ«البابل شيت» والتحول إلى «الامتحانات الموضوعية».
رئيس الجامعة لـ«الوطن»: يجب أن نأتى بخطاب دينى جديد قوامه فهم جديد للقرآن والسنة
وأضاف «الخشت»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن «لطفى السيد» أصبح رمزاً تنويرياً ثقافياً فى تاريخ الجامعة نحاول استعادته بما يتناسب مع روح العصر، لافتاً إلى أن أول قراراته كان إنشاء «مجلس ثقافة وتنوير» يضم رموز الحركة الثقافية، كما شكّل لجنة لمكافحة الفساد داخل «الحرم الجامعى». وإلى نص الحوار:
ما تفسيرك للضجة التى صاحبت شَغلك منصب رئيس جامعة القاهرة؟
- الضجة التى أُثيرت حول شخصى الضعيف لا أساس لها، وهى تندرج ضمن حملات الجماعات المتطرفة ضدى، خاصة عقب صدور كتاب «المجتمع المدنى والدولة» منذ سنوات، الذى يتحدث عن حق المواطنة للمسلم والمسيحى، ويسير فى إطار الفكر التنويرى، وذكرتُ فيه أن الحق فى المواطنة لا يقوم على أساس الدين، إنما بالانتماء لأرض الوطن، وهذه الحملة المغرضة لم أكن أنا المقصود بها بقدر ما كان المقصود بها الدولة، فكتبى تصدر تباعاً منذ 1982، وأفكارى كلها مرتكزة إلى عصر الحداثة، وتسعى إلى تجديد الخطاب الدينى.
ما حقيقة موقفك من تجديد الخطاب الدينى؟
- الخطاب الدينى هو خطاب بشرى حول النص المقدس «القرآن الكريم والسنة الصحيحة»، ولأنه بشرى، وقناعتى أننا بدلاً من تجديده علينا أن نأتى بخطاب جديد، فهو كالبناء القديم الذى عليك أن ترممه ليصبح أثراً، وهذا معناه أننى أدعو إلى خطاب دينى جديد يقوم على فهم جديد للقرآن والسنة، وأبعاد ذلك تتضح فى كتابى «نحو تأسيس عصر دينى جديد» وفيه تحدثتُ عن ضرورة تجديد المسلمين وليس الإسلام.
كيف سيتم نشر هذا بين الطلبة والدارسين؟
- ثمة عدة طرق لتحقيق ذلك، أولاً: من خلال الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والفنية المتعلقة بالتذوق الفنى، وتوسيع الإدراك العام ليسهم بالتأكيد فى فهم الطالب للدين، ثانياً: إدخال مجموعة مناهج جديدة مثل مادة التفكير النقدى التى تُعلم الطالب كيف يفهم النص بطريقة علمية، ثالثاً: تنمية الأخلاقيات المشتركة «والقاسم المشترك» بين الشعوب والأديان والثقافات ليعتاد الطالب على التنوع والتعددية وقبول الآخر، وهى من سمات الخطاب الدينى الجديد القائم على الحرية والتعددية والتعايش مع الآخر والتنوع فى الوحدة، وهو نموذج موجود فى الدول المتقدمة التى تُوجد بها عشرات التيارات، ولديها نظام يحكم هذا التنوع، رابعاً: لا بد من تأسيس علم أخلاق جديد لتغيير سلوكيات الناس، خصوصاً أنه تبين لى أنها فى الشارع تتعارض مع السلوكيات السائدة فى المجتمعات المتقدمة.
نعمل على تحويل مقررات الكتب إلى «إلكترونية».. ونسعى لتطوير الـ«البابل شيت» والتحول إلى «الامتحانات الموضوعية»
يتردد أنكم تسعون إلى تغيير شكل امتحانات الـ«بابل شيت»؟
- قدتُ عملية تحول الجامعة لـ«البابل شيت» عندما كنتُ نائباً لرئيس الجامعة، وفى المستقبل سيتم تطوير وإضافة تعديلات له عن طريق التحول إلى نظام الامتحانات الموضوعية الذى يعتمد عليه، كما يقيس القدرة على الفهم والتحليل لأنه لا يقيس أسلوبية الطالب، خصوصاً فى الكليات النظرية، لذلك لا بد من وجود جزء مقالى بمعنى إضافة سؤال مقالى وآخر حل المشكلات، ولقد اعترض الطلاب على هذا النظام، لكننا اتبعنا معهم سياسة الإقناع، وأصبحوا الآن من أشد المتحمسين له، وفى كلية الحقوق مثلاً هناك بعض الأساتذة يرفضون طريقته، لأن هذه الكلية بالذات تحتاج إلى إضافة قضايا للنقاش ومشكلات أخرى لحلها.
ما شعورك وأنت تجلس على مقعد أحمد لطفى السيد باشا عندما كان رئيساً لجامعة القاهرة؟
- لطفى السيد أصبح رمزاً تنويرياً ثقافياً فى تاريخ الجامعة، ونحاول الآن استعادته على نحو أوسع وأعمق بما يتناسب مع روح العصر، ومن أول القرارات التى أصدرتها هو إنشاء «مجلس ثقافة وتنوير» يضم رموز الحركة الثقافية، وقمنا بأول اجتماع وإعداد وثيقة تنوير باسم الجامعة، وهى تعيد هويتها ومبادئها الأساسية.