مين هيشترى الورد يا «إسماعيل»؟ هاقطفه وأبيعه بالكيلو
«إسماعيل» يقطف الورد لبيعه بالكيلو
«هيشترى.. مش هيشترى» جملة يرددها وهو يقطف أوراق الورود الموجودة بمحله ورقة تلو الأخرى، فعزوف الزبائن عن شراء الورد دفعه لقطف أوراقه وتعبئته فى أكياس وبيعه بالكيلو لتعويض الخسارة بدلاً من بيعه بالواحدة. يومياً وإلى جوار محكمة شمال الجيزة، يقف إسماعيل أحمد، 20 عاماً، على عربة أمام محله وإلى جانبه أخوه الأصغر، أمامهما سلة بها باقة من الورود الحمراء والزهرية والبيضاء يقطفها ويقطعها ويبيعها بالجملة لمن يقومون بأعمال التزيين ويحتفظ بما يتبقى منها لتجفيفه: «محدش بقى يشترى ورد وأنا لازم أدوّر على مكسبى».
الظروف المعيشية الصعبة هى التى دفعت «إسماعيل» إلى عدم انتظار الزبون الذى يصادفه كل فترة: «أنا بساعد والدى فى المصاريف والورد المتقطع ليه زبونه وبيتشال على طول»، حيث إن أصحاب محلات تزيين عربات الزفاف للعرائس والكوشة ومن يقومون ببعض الأعمال اليدوية «الهاند ميد» هم أكثر الزبائن إقبالاً على الشراء: «بابيع الورد المتقطع حسب الوزن وأقل حاجة بتكون بعشرة جنيه».
كثرة أعباء المعيشة على «إسماعيل» جعلته يُخرج أخاه الأصغر من صفوف المتعلمين ليساعده بالعمل: «أهى إيد بتساعد إيد.. أخويا المفروض فى سادسة ابتدائى بس هو مش حابب يتعلم ومابيحبش المدرسة»، مؤكداً أن تجارة الورود أصبحت عملاً غير رائج وخاصة فى الأحياء الشعبية: «الناس هتجيب تاكل ولا هتشترى ورد.. أنا باشتغل 12 ساعة فى اليوم وبجد زى قلتهم، كل فين وفين لما يجيلى زبون يطلب أعمل له بوكيه»، وبحسب «إسماعيل» فإن بيع الورد بالواحدة هو أضعف الإيمان بالنسبة له: «ببيع الوردة السليمة البلدى بـ3 جنيه.. فيه ناس بتيجى تاخد منى وردة واحدة».