رغم قلة التنمية.. "الفيوم" نشأ بها عدد كبير من المشاهير ورجال المجتمع
صورة أرشيفية-محافظة الفيوم
تزخر محافظة الفيوم بالعديد من الشخصيات الشهيرة في مجالات مختلفة، تاريخية وسياسية وفنية وشعبية ورياضية، على الرغم من أنها تحتل مرتبة متأخرة في ترتيب المحافظات من حيث التنمية، ويصفها المؤرخون بأنها "مصر الصغرى".
وقال الأديب منتصر ثابت مدير عام فرع ثقافة الفيوم الأسبق، فإن الموقع الرسمي للمحافظة، لا يذكر وجود شخصيات معاصرة من أعلام الفكر والعلم والثقافة، بل والتاريخ أيضا، رغم وجود أسماء شهيرة بالمحافظة، من لاعبي الكرة، مثل سيد عبدالحفيظ، وسيد معوض، ومحمد عبدالوهاب، وكأن القيمة لم تعد في العلم، والثقافة، والموهبة التي تحفر أثرا في تاريخ الإنسانية والحضارة.
وأضاف "ثابت"، أن عدم الاكتراث بأعلام المحافظة في مختلف المجالات، أحد أسباب تدني الرموز عند الشباب، والأطفال، مع أن العالم كله، والدول المتقدمة خاصة تجعل من مفكريها وأدباءها ورموزها في العلم، والاكتشاف، والموسيقى، والفنون التشكيلية، وأبطال معاركها الرموز التي تقدمهم للشباب والأطفال ليحتذوا ويقتدوا بهم.
وانتقد "ثابت" موقع المحافظة، لم يذكر اللواء علي باشا الروبي، أحد زعماء الثورة العرابية، والوحيد الذي وقف أمام المحكمة، يذكر بفخر ما فعله من أعمال ضد المحتل، ورفض أن يدافع عنه محاميا انجليزيا، وحكم عليه بالحبس في مدينة بالسودان، وكان الوحيد الذي رفض أن يقدم التماس بالعفو من الخديوي ليعود من منفاه الذي ظل به حتى وافته المنية.
وقال ثابت، إن الأجهزة الرسمية متمثلة في المحافظة، نست باحثة البادية عائشة حسنين أو ملك حفني ناصف، الأديبة المصرية زائعة الصيت التي دعت إلى تحرير المرأة في بدايات القرن العشرين، والصحفي الكبير صلاح حافظ، أحد رموز الفكر والأدب والسياسة والصحافة، والفنان التشكيلي الكبير صلاح عبد الكريم، والدكتور أحمد الخشاب، والدكتور مصطفى الخشاب، ود.سيد عبد الواحد، وغيرهم كثيرين.
وبحسب "ثابت"، هناك مشاهير أخرى للفيوم، ذكرت على الموقع الإلكتروني للمحافظة، مثل الدكتور صوفي أبو طالب، فقيه القانون ورئيس مجلس الشعب، ورئيس جمهورية مصر المؤقت، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات، والملحن زكريا أحمد، شيخ الملحنين في العصر، وهناك مشاهير كثيرين رحلوا وأخرين أحياء، ذكرهم الدكتور عبدالرحيم الجمل، في موسوعته عن أعلام الفيوم.
ودعا ثابت، القاص عصام الزهيري، عضو اتحاد كتاب مصر، أبناء الفيوم للفخر بما أنجبتهم المحافظة من عظماء في جميع المجالات، مثل الثائر الأعظم، علي باشا الروبي، الذي تمكن من إنشاء تنظيم سري لضباط الجيش، جند فيه "أحمد عرابي" بطل الثورة العرابية، وأقنعه بجدوى النضال من أجل قضية التحرر، ولما هزمت الثورة العرابية كان "الروبي" هو الثائر الوحيد الذي رفض الاعتذار ومات في المنفي.
وذكر "الزهيري"، مشاهير أخرى أنجبتها الفيوم، مثل "الفيلسوف اليهودي الشهير "سعديا الفيومي"، الذي حمل اسم الفيوم، كلقب أبدي له وعاش في بغداد، وتمكن من توأمة التراث اليهودي والتراث الإسلامي ضمن جديلة فلسفية كلامية بديعة تثبت أن الأديان التوحيدية أصلها واحد، بحسب الزهيري، وكذلك القائد البطل الشهيد "عبدالمنعم رياض"، الذي استشهد في الصفوف الأمامية بين جنوده الأبطال رغم أنه كان رئيس أركان حرب الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف.
وأضاف "الزهيري"، أن الفيوم أنجبت أيضا المناضل الثوري التاريخي حمد باشا الباسل الذي كان من رموز 1919م الثورية، وسجن ونفي مع زعيم الأمة سعد زغلول ورفاقه، ويبدي تعجبه من ثراء المحافظة بهؤلاء المشاهير، بينما يعيش أهلها في حالة من الفقر وغياب التنمية، رغم أنها تتميز بأراضي زراعية خصبة، ومصادر طبيعية صالحة للاستثمار والسياحة، مشيرا إلى أن أهم من أنجبتهم في مختلف المجالات، كانوا ممن حملوا همومها، وقضاياها، وهموم وقضايا أهلها في الحرية والعدل الاجتماعي والمساواة.
وقال المخرج المسرحي عزت زين، بقصر ثقافة الفيوم، إن المحافظة أنجبت أعلام في العديد من المجالات، منهم (صلاح حافظ وجلال عارف في الصحافة، ومحمد لطفي، وممدوح وافي والمخرج علي بدرخان) في الفن، وطالب بتكريم جميع الشخصيات الشهيرة والتي أثرت في تاريخ الفيوم، حتى يكونوا قدوة الأجيال الجديدة من أبناء المحافظة.