ذكريات مشجع حضر تأهل مصر لكأس العالم.. "اتظاهرنا عشان نجيب تذاكر"
صورة أرشيفية لتذكرة مباراة مصر والجزائر عام 1989
أجواء مليئة بالترقب والحماس، الجميع يتنظر الإعلان عن التشكيل الرسمي الذي سوف يبدأ به المدير الفني للمنتخب محمود الجوهري مباراة الإياب ضد نظيره الجزائري، الجميع يحلم بصعود الفراعنة إلى مونديال إيطاليا بعد غياب دام لمدة 56 عامًا، الشغف يملى قلوب الجماهير التي لم تستطع الانتظار حتى موعد المباراة وذهبت قبل بدءها بحوالي 8 ساعات.
ذكريات مر عليها أكثر من 25 عاما على مشاهدة حاتم بسيوني لمباراة التأهل في استاد القاهرة الدولي، بدأ يروي الرجل الخمسيني معاناته في الحصول على تذكرة المباراة، حيث ذهب طالب كلية الهندسة مع زملائه إلى مبنى اتحاد الكرة لشراء التذاكر ليجدوها نفدت فور طرحها، مما تسبب في اشتباكات بين الجماهير وقوات الأمن التي كانت تقوم بحراسة المبنى لرغبتهم في الحصول على تذاكر المباراة، ولكن حاتم وزملائه لم ييأسوا بل ذهبوا في اليوم التالي للمحاولة مرة أخرى للحصول على تذاكر المباراة، لكن فشلت محاولاتهم مرة أخرى، فذهبوا إلى الدكتور حسن عبدون رئيس اتحاد الكورة، وحينها كان الدكتور يقوم بالتدريس في كلية الهندسة "روحنا له وعاملنا له مظاهرة على المكتب".
وبالفعل حاول الدكتور حسن عبدون، مساعدة طلابه فقام بالاتصال بشخص داخل اتحاد الكرة يدعى أحمد غانم، وأبلغه أن الطلاب قاموا بحبسه في المكتب للحصول على تذاكر المباراة وطالبه بمحاولة التصرف في 25 تذكرة للطلاب، "روحنا لأحمد غانم وأدالنا 25 تذكرة بسعر 2 جنيه"، وبعدما حصل الطلاب على التذاكر امتلأت قلوبهم بالفرح، حتى أنهم قاموا ببيع 6 تذاكر لبقية زملائهم الذين لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر المباراة، وقاموا بشراء أعلام بثمن التذاكر.
وأخيرًا جاء اليوم الذي ينتظره الجميع 17/ 11/ 1989، تجمع حاتم وزملائه ليذهبوا إلى الاستاد دفعة واحدة، في الساعة السابعة والنصف على الرغم من أن المباراة كان مقرر أقامتها في الثالثة من عصر ذلك اليوم، "دخلنا الاستاد وكان مليان على أخره، ولفينا المدرجات كلها عشان نلاقي مكان فاضي".
ونظرًا للتزاحم الشديد، اضطر حاتم وزملائه لتأدية صلاة الجمعة في أماكنهم خوفًا من ضياعها إذا غادروها، وبعد الصلاة بدأت هيئة الاستاد تقوم بتشغيل أغنية "يا حبيبتي يا مصر" للفنانة شادية ليتفاعل معها الجماهير بهتافاتهم بالتزامن مع نزول اللاعبون إلى أرض الملعب لأجراء عمليات الإحماء "جوووهري.. جوووهري، ياللا ياناس ياللا ياعالم، عاوزين نوصل كأس العالم".
ظلت الجماهير واقفة طيلة الـ90 دقيقة على أقدامهم، وعندما أحرز حسام حسن الهدف، انفجرت المدرجات فرحًا حتى أن حاتم ظن بأن هناك زلزال يحدث بالملعب، "شعور ميتوصفش كله حضن بعضه حتى لو ميعرفوش، في ناس كتير عيطت من الفرحة"، وامتلأت الشوارع في ذلك اليوم بجميع المواطنين الذين نزلوا إلى جميع ميادين مصر للاحتفال بصعود المنتخب بعد غياب دام أكثر من نصف قرن، "رجعت البيت أخدت سيارة والدي والسهرة كانت صباحي، كنا نسينا حتى نتغدى وقتها".
وعن آخر المباريات التي حضرها حاتم كانت تصفيات عام 2002، ومن وقتها لم يذهب حاتم إلى الاستاد لمشاهدة مباريات المنتخب في أية مناسبة أخري، وأصبح يتابع مباريات المنتخب من منزله مع عائلته، "متفائل خير وإن شاء الله هنكسب".