الضحك ليس عملية ميكانيكية بل هو تعبير بشري بامتياز، فالإنسان يوصف بأنه الضاحك الوحيد بين المخلوقات، لماذا؟ لأن الإنسان يتميز بالعقل ولنفهم هذا..
يفسر أرسطو الكوميديا بعكس التراجيديا، فهي فعل ناقص غير كامل يحدث من أشخاص أقل من المستوى العام، أردياء، وليست الرداءة هنا تعني القبح أو الألم، حيث لا نضحك على شخص ذو عاهة أو متألم أو كبير في السن.
وهذا التعريف من كتاب "نظرية الكوميديا عند أرسطوطاليس" لدكتور عصام الدين أبو العلا.
عندما تقع أرضا، فأنت تتضايق لكن شخص يراك يقع من الضحك، فالضحك نوع من الاستعلاء والانتقام من الشخصية الأخرى، هذا رأي هنري برجسون في كتابه "الضحك"، وطبعا لا ننسي كتاب د زكريا ابراهيم "سيكولوجية الضحك".
لنحلل موقفا كوميديا مثلاً
موقف سعيد صالح فى "العيال كبرت" عندما قرر إخبار الأب عن رغبة الابنة العمل كراقصة، نحن نضحك على مصيية الأب بشكل فعلي، ونضحك لأننا أفضل منه فنحن نحسن التربية ولا نكون مغفلين مثله، وبالتأكيد حركات سعيد صالح وإيحاءاته موجه للجمهور الذي يعلم ونضحك على علمنا وجهل الأب.
الفكرة العامة للضحك هي نوع من أنواع الاستعلاء والإحساس بالارتقاء عن هذا المغفل، وبعض الضحك تنفيس، فمثلاً الكوميديا الرومانية ازدهرت ولم تلقى التراجيديا إقبالا يذكر، أولا لأن قبضة الرقابة كانت قوية جدا وبالتالي نشأت الكوميديا تتحدث بالرمز والاستعارة الساخرة للهروب منها، وثانيا أنها تتكلم عن حياتهم المعاصرة.
الضحك ليس مجرد نكتة أو إيفيه، بل فلسفة كاملة ملخصة في هذه الجملة أو تلك.