«مجمع منشية ناصر»: حرق أكوام القمامة فى فناء المدارس بجوار مولد كهرباء يغذى المنطقة
أكوام القمامة بجانب المدرسة ومولد يغذى المنطقة بالكهرباء
بوابة واحدة هى المدخل الرئيسى لآلاف من الطلبة بمدارس جمال عبدالناصر وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب، وهو مجمع المدارس الموجود فى شارع الطاهرة بمنطقة منشية ناصر ويشكل عبئاً صحياً كبيراً على أهالى المنطقة، على حد قولهم، فالتخلص من القمامة يتم بحرقها داخل المدارس ويتسبب تصاعد الأدخنة التى تصل إلى بيوت السكان فى مشاكل صحية لسكان المنطقة.
«أم محمد»، من أهالى المنطقة، تسكن فى عمارة مواجهة لمجمع المدارس، تقول السيدة الخمسينية: «كل كام يوم يجمعوا الزبالة بتاعتهم كلها ويحرقوها فى الحوش والمنطقة كلها تتملى دخان بيدخل جوه بيوتنا، ولما اشتكينا قالولنا يعنى هنودى الزبالة فين؟ ما هو محدش بييجى ياخدها واحنا كده بننضف المدرسة عشان ولادكم يلاقوها نضيفة».
«أم محمد»: طلبة 3 مدارس يدخلون عبر بوابة واحدة.. ويتنفسون كتل دخان من الحرق اليومى للنفايات
أكوام القمامة التى يتحدث عنها الأهالى يوجد أضعافها داخل منطقة تلاصق سور المجمع، تلك المنطقة يقول عنها الأهالى إنها كان يوجد بها ماكينة لرفع المجارى وتم إلغاؤها، ومنذ ذلك الوقت تحولت إلى مقلب قمامة كبير، الأزمة التى شرحها مصطفى محمد، أحد أهالى المنطقة، قائلاً إن هناك كشك كهرباء يغذى المنطقة كلها يتوسط المسافة بين مجمع المدارس ومقلب القمامة، وإن حرق القمامة للتخلص منها فى ذلك المكان يعرّض المنطقة كلها لكارثة كبيرة إن طالت النيران كشك الكهرباء.
يتابع «مصطفى»: «الأهالى يضطرون إلى حرق القمامة عندما تمتلئ المنطقة عن آخرها بأكوام القمامة، وعندما لا يستطيعون تحمل كميات الذباب والناموس وتردد القطط والكلاب بشكل كبير على المنطقة لا يجدون أمامهم سوى التخلص من تلك النفايات بحرقها»، وينهى مصطفى حديثه قائلاً: «أغلب السكان هنا عندهم مشاكل فى التنفس، والأزمة دى ممكن تتحل لو الحى جه نضف المنطقة وزرع مكانها شجر عشان محدش يرمى حاجة».
يبدو أن أزمة القمامة تعدّت المنطقة المحيطة بالمدرسة وفناء المدارس الذى يتم حرق القمامة فيه لتصل إلى داخل بعض الفصول، تقول «سناء فهمى»، من أولياء الأمور: «أوقات كتير ألاقى ابنى راجع وإيده وهدومه مش نضيفه، ولما أسأله يقول لى إن الفصل كان مش نضيف خالص وقالولنا نلم الزبالة اللى مرمية على الأرض»، وتتساءل الأم الثلاثينية: «هو أنا مودّية ابنى عشان يتعلم ولا عشان يلم الزبالة اللى فى المدرسة».
حرق القمامة للتخلص منها يشكّل خطورة أخرى تحدّث عنها أحد العاملين فى مدرسة عثمان بن عفان، رفض ذكر اسمه، وقال: «مولد الكهرباء اللى بره المدرسة فيه بينه وبين دورة المياه اللى جوه المدرسة فاصل صغير، وأحياناً العاملين فى المدرسة عشان يتخصلوا من الزبالة بيحرقوها فى الحتة دى، وده طبعاً خطر كبير على الأطفال اللى جوه المدرسة وعلى المنطقة كلها».
تشير «أم خالد» إلى النوافذ المحطمة فى فصول مدرسة «عثمان بن عفان» وتقول: «ولادنا قاعدين فى فصول مش نضيفة وكمان الشبابيك بتاعتها زجاجها مكسّر، ولما رحت اشتكيت لأن ابنى قاعد جنب الشباك والشمس بتتعب له عينه قالولى هنعمل إيه يعنى»، تتابع «أم خالد»: «رحت جبت كارتونة كبيرة ولزقتها على الشباك عشان الولد عنيه ما توجعهوش، لكن مش عارفة هنعمل إيه فى الشتا، وازاى الوزارة بتسكت على فصول فى المدارس بالشكل ده وتعرّض الطلبة لأنهم يتعوروا أو يمرضوا».
أما «سعدية محمد»، من أولياء الأمور، فترى أن الأزمة لا تتوقف عند حد النوافذ المحطمة أو انتشار القمامة وحرقها بجانب مولد الكهرباء والذى يشكل خطورة على الطلبة، وتتحدث عن أزمة أخرى يعانى منها ابنها وزملاؤه قائلة: «يا ريت بعد كل ده والتعليم جوه المدارس دى كويس، لا الطالب لازم ياخد درس أو مجموعة، ولو ماعملش كده المدرسين بيقولوا له انقل من على السبورة وخلاص»، وأنهت حديثها قائلة: «والله أنا بقعد أسأل نفسى كتير هو أنا بودى ابنى مدرسة ليه أصلاً؟ بس بلاقينى بقول لنفسى يمكن الحال يتصلح».