"تامر".. شاب انفجر شريان بمخه بعد هدف تعادل الكونغو وينتظر العلاج
مع دقات الساعة السابعة مساء يوم الثامن من أكتوبر الجاري، جلس برفقة أخيه الذي يصغره بسنوات قليلة أمام شاشة التلفاز ممسكا بيده الريموت كنترول، حتى لا يقوم أحد بتغيير القناة التي تبث مباراة منتخبي مصر والكونغو، في إطار الجولة قبل الأخيرة من تصفيات القارة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، لكن تلك اللحظات التي حُفرت في ذاكرة التاريخ المصري وكانت ضمن أكثر المناسبات التي تسببت في إدخال البهجة على قلوب المصريين، كانت الأصعب في حياة عائلة بأكملها، بعد أن أصبح مصير أحد أفرادها مجهولا بسبب هدف تعادل للمنتخب الكونغولي.
تامر السيد جودة، الشاب المصري البالغ 32 عاما، انتفض فرحا داخل استوديو التصوير، الذي يمتلكه والده بمدينة الزقازيق، بهدف محمد صلاح الأول في شباك المنتخب الكونغولي، وتمر الدقائق لتصل إلى الدقيقة 86 من عمر المباراة، ليصاب بصدمة مثل كل من شاهدوا المباراة، ليرتفع ضغطه فجأة ويُمسك برأسه قائلا لشقيقه "الحقني الحقني".
"وجدت أخي في حالة صعبة للغاية قاصطحبته إلى مستشفى قريب من الاستوديو، حيث كنا نتابع المباراة، ليقوم الطبيب بقياس ضغطه وإعطاءه مسكنات، لكن للأسف لم تأت بأي نتائج، لنمر بساعتين أحسست بأننا في دوامة بكل ما تحمله الكلمة من معاني، لينصحنا الطبيب بإجراء أشعة مقطعية على المخ في أي مركز للأشعة"، هكذا روى محمد، شقيق تامر لـ"الوطن" لحظات الرعب عقب المباراة.
والد "تامر" تواصل مع أحد أطباء المخ والأعصاب الذي تجمعه به صداقة منذ سنوات طويلة، ليطلع على الأشعة ويؤكد له ضرورة حجز نجله في المستشفى، ولكن الصدمة في الأمر، كانت عندما علم الأب أن تشخيص حالة تامر تتلخص في انفجار شريان الشبكة العنكبوتية، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، الانفجار نتج عنه نزول نقاط دموية على المخ لتتجلط، ليستلزم الأمر الحجز في المستشفى.
صديق الأب تدخل لحجز تامر في مستشفى الجامعة، لأن اليوم الذي أصيب فيه كان الاستقبال في مستشفى الأحرار، في محاولة منه لوقف النزيف، وكان من المفترض إجراء أشعة مقطعية بالصبغة لكن المسكنات التي تناولها جعلت إنزيمات الكلى مرتفعة، وخلال الأيام القليلة الفائتة نجح أحد أطباء الباطنة في خفض هذه النسبة.
الوضع ازداد خطورة مع ظهور الإشاعة التي كشفت عن تأخر حالة "تامر" فلم يصبح فقط يعاني من انفجار في الشبكة العنكبوتية بل أضيف إلى ذلك تمدد في شريانين آخرين ومن المتوقع انفجارهما في أي وقت، ليستوجب تحديد ميعاد لإجراء عملية جراحية عاجلة يوم الأحد المقبل، لتتولد انفرجه أخرى يعقبها مأزق جديد لحالة تامر، فالعملية الجراحية تتطلب مستلزمات بتكلفة من 50 إلى 65 ألف جنيها، إضافة إلى أن المستشفى لا يوجد به قرار وزاري لتحمل تكلفة المسلتزمات، والذي تستطيع تحملة مصاريف الإقامة والأطباء الذين سيجرونها.
يختتم محمد حديثه بالقول: "نحن عائلة من الطبقة المتوسطة وسافرت للقاهرة، في محاولة مني لاستخراج القرار الوزاري، ومنتظر رد وزارة الصحة يوم السبت القادم، وأتمنى أن يحظى تامر باهتمام مثل من بكى في المدرجات أو من تشابه اسمه مع محمد صلاح".