خبير أمنى: الإرهابيون نقلوا مسرح العمليات إلى «الواحات» بعد قطع الدعم عنهم فى سيناء
العقيد حاتم صابر
قال العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولى، إن حادث الواحات يشير إلى نقل العناصر الإرهابية لمسرح العمليات من شمال سيناء إلى صحراء الواحات بعد انقطاع الدعم والإمداد للتنظيمات الإرهابية فى سيناء، لافتاً فى حوار لـ«الوطن» أن هجوم تلك العناصر على فرع البنك الأهلى فى العريش وسرقة ملايين الجنيهات يؤكد حقيقة انقطاع الدعم عن تلك العناصر التى كان يقف خلفها بعض الدول ومنها «قطر وتركيا».
ما تصورك عن طبيعة تسليح الإرهابيين الذين نفذوا حادث الواحات؟
- العناصر الإرهابية التى نفذت الهجوم على قوات الشرطة فى الواحات لم تمتلك أى أسلحة ثقيلة واستخدموا الأسلحة العادية فى الهجوم مثل البنادق الآلية والذخائر الخاصة بها، لكن تحليل الحادث أمنياً يوضح أن تلك العناصر كانت متمركزة فى مناطق مرتفعة ونجحت فى رصد القوات مبكراً فبادرت بإطلاق وابل من الرصاص على القوات بشكل مكثف ما أسفر عن إلحاق أضرار وخسائر بالغة بجميع أفراد المأمورية الأمنية التى كانت تستعد لمحاصرة المتهمين وإلقاء القبض عليهم.
العقيد «صابر»: محاربة الإرهاب فى مصر أزعجت بعض الدول لمنعها من تنفيذ مخططاتها
هل لك ملاحظات على الإعداد لمأمورية «الواحات»؟
- مهمة مأمورية الواحات لم يتم الإعداد لها بشكل محكم وكانت بها ثغرة وحيدة وهى عدم التنسيق مع القوات المسلحة، المنوط بها القتال الجبلى، فضلاً عن إخفاء طرق الهجوم أو طرق التحرك من جانب القوات قبل تنفيذ العملية، والعنصران الأخيران تم تحقيقهما لكن الثغرة الوحيدة كانت فى غياب التنسيق مع القوات المسلحة، وأن منظومة مكافحة الإرهاب عبارة عن محورين أولهما جمع وتحليل المعلومات وآخرهما نقل المعلومات للقوات التى ستنفذ الضربات الاستباقية لتلك التنظيمات. ورغم ضخامة العملية الإرهابية الأخيرة، فإنها ستكون سبباً فى القضاء بشكل كامل على العناصر الإرهابية فى تلك المنطقة بشكل عاجل والقوات المسلحة والفرق الأمنية أحكمت قبضتها على المنطقة الجبلية بشكل كامل وبسطت سيطرتها على الأرض وتجرى عمليات ملاحقة المتهمين فى الدروب الجبلية من أجل القضاء عليهم، ومن السهل على القوات اصطياد تلك العناصر نظراً لوجودهم فى ظهير صحراوى مكشوف وليس اختباؤهم فى المناطق السكنية التى يصعب التعامل العسكرى فيها.
الظهير الصحراوى يساعد الجيش على إبادة العناصر الإرهابية المنتشرة بمنطقة الحادث
كيف تفسر توقيت وضخامة الخسائر فى العملية الأخيرة؟
- العملية الإرهابية فى الواحات من الممكن تفسيرها بانتقام العناصر الإرهابية بعد نجاح القيادة السياسية فى رأب الصدع الفلسطينى بين حركتى فتح وحماس وتحييد الأخيرة من انضمامها لهم، كما أن هذا النجاح لا يسعد بعض الدول بل يصيبها بالإزعاج لعدم تنفيذ مخططاتها الإرهابية إضافة إلى الخسائر الكبرى التى لحقت بتنظيم داعش فى ليبيا والعراق والذى يحاول إثبات وجوده فى مصر أو دول أخرى، وأن ما يحدث من العناصر الإرهابية يشير إلى أنه يحظى بمباركة من الدول التى ترعى الإرهاب وتحديداً دولة قطر بعد أن كشفت الدول المقاطعة لها عن وجود دلائل تؤكد ضلوعها فى رعاية وتمويل العناصر الإرهابية فى ليبيا كما أن «الدوحة» تحاول مساومة المجتمع الدولى من أجل البحث لها عن مخرج من دعم الإرهاب، فهى كانت تنفذ ما يملى عليها من الإدارة الأمريكية السابقة أثناء ولاية الرئيس باراك أوباما.