«مواهب» شابة سودانية تبحث عن عائلتها المفقودة برسم الحنة
الشابة السودانية ترسم الحنة على يد إحدى زبائنها
شابة سودانية فى العقد الثالث من عمرها، تسير وسط شوارع القاهرة القديمة من الحسين لقهوة الفيشاوى لزينب خاتون، حاملة الحنة فى يدها، تنادى بصوت مسموع: «حد عايز يرسم؟.. حنة سودانى أصلى»، لها من اسمها نصيب «مواهب» تتفنن فى الرسومات والأشكال، تداعب الزبائن بعبارات تثير ضحكهم، حتى تخفى نبرة الحزن التى تلازمها، توحى بأن وراءها قصة مؤلمة، دفعت أربع فتيات، كانت تتوسطهن لرسم الحنة لهن، لسؤالها عن السر؟ تنهدت قليلاً، ثم عادت بذاكرتها لعام 2012 «عام حزنها» الذى فقدت فيه جميع أسرتها بعد ضرب مدينتها دارفور، لا تعرف من الحى منهم ومن المتوفى حتى الآن، تسير وسط الشوارع للبحث عنهم فى أوجه المارة، تنتظر الدليل الذى يعيد لها حياتها التى غادرتها منذ اختفائهم، تنقش الحنة ولسان حالها لا يكف عن السؤال: «كل ما حد يقولى إنه شافهم باجرى على المكان باروح ألاقيه فاضى».
فقدت أسرتها فى 2012 وجاءت مصر للبحث عنهم
لها من الأشقاء 6 «عثمان ونصر الدين وسيدة وسعدية ومكة ومدينة»، كان يجمعهم بيت واحد عاشوا معاً حياة مرفهة هادئة، لم تكن تعلم أن هذا سيكون مصيرها: «ماتخيلتش ألّف فى الشوارع وأنادى على الناس عشان أجمع فلوس عشان أعيش،». تعاطف معها الناس بعد سماع قصتها: «صاحب المكان أوقات مابيطلبش فلوس منى»، تبحث نهاراً عن عائلتها المفقودة: «مصيرنا نتلاقى من جديد وأترمى فى حضن أمى ومافارقوش».