شهود «مجزرة كرداسة»: الإخوان احتجزوا الجثث 6 ساعات بعد المذبحة
هنا قسم شرطة كرداسة، المكان الذى تحول إلى «سلخانة» لذبح رجال الشرطة والتمثيل بجثثهم على يد جماعة الإخوان وأتباعهم.
رائحة الدم وأدخنة الحريق ورائحة اللحم البشرى المتفحم تسكن أرجاء المبنى الذى تحول إلى أطلال. الجناة كتبوا على جدران القسم قصة انتقامهم بدماء الضحايا.
يخضع الغريب فى هذه البلدة (كرداسة) لسلسلة أسئلة لا تنتهى من سكانها. «الوطن» تمكنت من دخول مبنى المركز ورصدت تفاصيل جديدة نقلاً عن شهود عيان طلبوا عدم ذكر أسمائهم خوفا على حياتهم وأقاربهم، وتسلمت منهم بعض الصور لحرق المركز وتجمهر الجناة قبل ارتكاب المجزرة.
«الوطن» تجولت داخل القسم ورصدت آثار الدمار الذى تسببت فيه جماعة الإخوان، بداية من باب القسم حتى الطابق الثانى بوحدة المباحث، وتبين أن الجناة حطموا غرف التسليح وحرقوا مكتب المأمور بعد سرقته، وسرقوا الهواتف المحمولة الخاصة بالضباط والمجندين.
وفى الطابق الثانى أحضر الجناة جراكن بنزين وزجاجات مولوتوف وأشعلوا النيران بمكتب رئيس المباحث ومفتش القطاع ومكاتب المعاونين، ثم أحضروا دفاتر القسم والمحاضر وأحرقوها أمام الضباط قبل قتلهم، ثم وقف عناصر من الإخوان والجماعة الإسلامية قرب مبنى القسم لمنع دخول أى من رجال الشرطة أو النيابة العامة إليه لإجراء معاينة لمكان الأحداث. أحد الأهالى ويدعى «م.ع» فضل عدم إطلاعنا على اسمه كاملاً خوفاً من استهدافه، قال إن ما حدث لضباط الشرطة جريمة بشعة لا ترضى ديناً ولا بشراً، الجناة تجردوا من إنسانيتهم وانتقموا من الضباط والمجندين، مثّلوا بجثثهم لمدة 4 ساعات متواصلة، عذبوهم ومزقوا أوصالهم فى الطرقات، ثم سحلوهم، وأضاف أنه شاهد الجناة، وقد قسموا أنفسهم لمجموعات، تجمعوا فى البداية أمام مسجد سيدى قاسم بمنطقة الحصوية، وبدأت مسيرة تجتاح شوارع القرية، وتهتف، وانضم إليها نساء الإخوان، ثم حاصروا قسم الشرطة وحضر الملثمون التابعون لهم، بعد أن توجه عشرات من أهالى القرية لتحرير محاضر بأسماء الإخوان المهاجمين، وحمل شخص يدعى «محمد» من جماعة الإخوان قذيفة «آر بى جى» وضرب القسم من السور المقابل لموقف سيارات الأجرة الخاص بمنطقة الهرم، ثم اقتحم عشرات المسلحين مبنى القسم وقتلوا 4 مجندين كانوا يحملون أسلحتهم، ولم يطلق ضابط شرطة طلقة واحدة على المتظاهرين.
ويواصل «م.ع» روايته قائلا: استمر إطلاق النيران لمدة 20 دقيقة، ثم تمكن المهاجمون من القبض على العميد محمد جبر، مأمور القسم، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود والنقيبين هشام شتا ومحمد فاروق، وجردوهم من ملابسهم، وعندما استغاث الضحايا بأحد الأهالى ولم يستجب لهم أحد، توسل بعضهم لعناصر الإخوان فلم يرحموهم.
ويكمل الشاهد الثانى «ع. م» موظف، رواية وقائع المذبحة، ويقول: إن المتهمين ربطوا الضحايا بحبال ومثلوا بجثثهم دون رحمة. وأكد أن القتلة -قاصدا الإخوان- أعدوا خطة للانتقام من رجال الشرطة وذبحهم وحرق جثثهم، فكانوا يعقدون اجتماعات داخل منازل قيادات إخوانية وقيادات بالجماعة الإسلامية بشكل شبه يومى، بعد عزل محمد مرسى، ثم أشهروا السلاح فى تلك الفترة وسط الأهالى لإيصال رسالة أن من سيقف ضدهم ستكون نهايته الموت، وأنهى الشاهد حديثه بأن الجماعة الإرهابية استمرت فى تعذيب الضحايا وإهانتهم، ومأمور القسم العميد محمد جبر هو أكثر الشخصيات التى تعرضت للتعذيب والتمثيل بجثته، حيث نزعوا عنه ملابسه الميرى، ثم رموا الضحايا بالرصاص كأنهم أسرى محتجزون، وقد تسلمت سيارة الإسعاف الجثث بعد مرور 6 ساعات على ارتكاب المذبحة.