مكتب «الشاطر» اسمه «نهضة مصر».. وطبيعة العمل: مقابلة الضيوف وإدارة نشاط الإخوان و«أشياء أخرى»
«ثالث ثلاثة» كان دائماً هو، هكذا وضعته أقداره، فهو الثالث فى أضلاع جماعته التى اختارته نائباً ثانياً بعد المرشد ونائبه الأول، وهو الرجل «الثالث» الذى خرجت المظاهرات تنادى بإسقاطه بعد «مرسى وبديع»، اختار هو تلك البناية المتواضعة فى ذلك الشارع الشهير بمدينة نصر، ربما كان صدفة أن حمل الشارع اسم الرجل الذى كان «ثالث» من رفع على كتفيه نعش «حسن البنا» -مكرم عبيد- والعقار يحمل رقم «3»، فى طابقه «الثالث» أيضاً حمل حائطه لافتة نحاسية متواضعة حملت الاسم الحاضر الغائب «ائتلاف نهضة بلدنا».
بضعة سلالم رخامية وشجيرات قصيرة على جانبى تلك العمارة التى لا تلفت النظر، تتوارى عن الأنظار بعيداً عما يجاورها من الأبراج الشاهقة والمولات التجارية، ربما لهذا السبب اختارها «الباشمهندس» كما كان يناديه «خميس» حارس العقار الذى ما زالت صورة خيرت الشاطر المترجل من سيارته أمام المدخل لا تفارق مخيلته وسلامه اليومى لخميس ما زال يرن فى أذنيه «إزيك يا خميس وازى البنات»، بلهجة «ابن البلد» يتحدث لذلك القروى القادم من قريته ليحمل همّ سكان العمارة ما بين سكان أغلبهم على المعاش وبين شركات ورجال أعمال استأجروا مكاتبهم فيها: «العمارة فيها 10 شركات منهم اللى قبل الباشمهندس، ومنهم اللى جه بعده».
«أبو البنات» -إسراء ورحمة ورانيا- لم يرَ من «الرجل الثالث» فى مصر ما يجعله يصدق ذلك الإعلام «الكذاب»، حسب تعبيره: «الراجل كان بسيط جداً ومتواضع ولا كان معاه كتيبة حرس زى ما بيقولوا، ودايماً كان بيطلب من الموظفين بتوعه إن ماحدش يضايقنى أنا والعيال، ولو اشتكيت له من حد بيجيبلى حقى منه وقتى».
حزن خميس لخبر القبض على الشاطر: «من تانى يوم المكتب اتقفل والموظفين بطلوا ييجوا والعمارة السكان اللى فيها اللى بيحب الإخوان حزن على الباشمهندس واللى ما بيحبهمش فرح وآدى حال الدنيا».
6 موظفين هم عتاد مكتب الشاطر الذى لا يعرف «عم خميس» فى أى نشاط كان يعمل هذا المكتب: «والله ما اعرفش هما كانوا بيشتغلوا فى إيه بالظبط، بس هو المكتب اسمه «نهضة مصر» يبقى أكيد بيشتغلوا فى النهضة»، ربما لا يعرف الرجل البسيط فيما يعمل مكتب الشاطر ولكن موظفى إحدى الشركات فى العمارة نفسها يعرف: «ده كان مكتب إدارى للشاطر بيقابل فيه ضيوفه وبيعمل فيه مقابلاته ومن خلاله بيتابع باقى أعماله ونشاطاته»، هكذا تحدث المحاسب «أحمد السداوى».
3 طوابق فارقة بين شركة المحاسب أحمد وبين مكتب الباشمهندس، ولكن هذا لم يمنعه من أن يراقب عن كثب: «إحساس غريب إنك تلاقى نفسك جار لحد إنت ممكن تكون بتشتمه وتسب فيه لكن فجأة تلاقيه راكب معاك فى الأسانسير ويوسعلك عشان تدخل قبله».
ثلاثة أصدقاء فقدوا رابعهم فى فضّ اعتصام رابعة العدوية ينتهى يوم عملهم فيخرجون مسرعين قبل موعد الحظر، «أحمد السداوى المعارض والشيخ محمد عوض المؤيد، من غير الإخوان، كريم حسن المؤيد الثانى»، تليفوناتهم المحمولة حملت صور صديقهم الشهيد «أيمن رجب التهامى» وقلوبهم حملت ذكرى ذلك الرجل صاحب الكاريزما الذى غادر هذا المكان «مأسوفاً عليه»، يتحدث أحمد: «الباشمهندس كان صاحب شخصية آسرة تخليك تنسى إنك بتعارضه وإن هو ده نفس الشخص اللى ممكن تنزل تقف فى مظاهرة قدام بيته».. أحمد يتذكر أيام الباشمهندس: «كان رجل خدوم ومعطاء ويسأل على الجميع وتارك بصمة مع كل واحد فينا». ليس هو فقط من ترك البصمة فى نفوس أحمد ومحمود وكريم بل «زوار المكتب» أيضاً تركوا بصمتهم.. «كنا بنشوف ناس كتير بييجوا يزوروه منهم سعد الكتاتنى وسعد الحسينى وكتير من قيادات الإخوان والرئيس مرسى كان بييجى بس قبل الرئاسة». لم يقتصر الأمر على قيادات الجماعة قبل عام من الآن، فأثناء هذا العام كان المترددون على المكتب هم الأهم والأخطر بحسب الأصدقاء الثلاثة: «شفنا مرة خالد مشعل ومرة تانية جت السفيرة الأمريكية وسفراء دول كتير ويابانيين وصينيين وإعلاميين وأكثرهم حضوراً كان خالد صلاح بتاع اليوم الساب،ع كان هنا أكتر من مرة».
«خمسة آلاف جنيه» هى قيمة الإيجار الشهرى للمكتب لا يعرف خميس ما إذا كان سيستمر الباشمهندس فى دفعها أم لا: «هما تعاملهم مع المالك مباشرة بس غالباً هو كان بيدفع بالسنة وإن شاء الله ربنا يفكّ حبسته قبل السنة ما تهل».
اخبار متعلقة
بيوت «الإخوان» حكايات وشهادات.. وذكرى تنفع المؤمنين
فيلا «صفوت حجازى»: مقصد الأمن.. والحرامية
بيت «البلتاجى» المتبقى.. لافتة «عيادة» حطمها الاهالى
بيت الشاطر «الداخلية» كانت تحرسه.. والزوجة والأبناء يبحثون عن «خروج آمن» والجيران انتهت أيام «القلق»
شقة «مرسى» كل ما بقى «كولدير» يحمل اسم «المشير»
فيلا «بديع».. قلعة محصنة بالفولاذ
بيت «العريان» العمرانية.. انتهت «نفحات» التطوير
بيت باسم عودة الوزارة.. نقطة التحول الكبرى