«فارس» ضحية الإرهاب: «أنا مش خايف وراجع مدرستى»
قبل لحظات من أن تناله يد الإرهاب، كان فى طريقة إلى أحد أقاربه لمعرفة نتيجة امتحانات الصف الثالث الابتدائى التى ظهرت لتوها، معلومة جاءته من أحد أقاربه عبر هاتف والده يخبره بأنه تم إعلان النتيجة وأن اسمه مدون ضمن قائمة التلاميذ الناجحين، فأسرع فارس ووالده إلى خارج محل إقامته بمصطفى النحاس للتأكد من صحة الخبر، «أنا مش خايف من الإرهاب، وهارجع دراستى لما يسمحولى الدكاترة أخرج».
هكذا قال الطفل فارس حجازى، الذى يرقد داخل إحدى الغرف بمستشفى الشرطة بمدينة نصر، والذى تعرض لإصابة تسببت فى بتر إحدى قدميه أثناء محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم، ورغم ملازمته السرير والظروف السيئة التى مر بها الطفل، فإنه قرر النزول لمدرسته بعد الانتهاء من فترة العلاج قائلاً: «الإرهاب عمره ما هيكون سبب «جعدتى» فى البيت، وعن رغبته فى دراسته المستقبلية، قال وعيناه يملؤهما التحدى: «أنا نفسى أطلع ظابط عشان آخد حقى من الإخوان، وإخواتى كمان هيرجعوا معايا المدرسة، عشان يتعلموا ويفيدوا نفسهم والبلد»، الصغير الذى يجلس على فراشه ممدداً ينظر إلى أمه وإخوته فى السرير المقابل، يتحدث إليهم عن الدراسة التى قاربت على البدء، ينتبه لأنه لن يبدأ معهم فى نفس التوقيت، لكنه متشوق لاستكمال دراسته وقتما يسمح له الطبيب بذلك، بين الحين والآخر تدخل بعض الممرضات أو الطبيب المعالج له للاطمئنان على حالته ويكون محور الحديث دائماً: «شد حيلك يا بطل دراستك قربت، وكلها أيام وترجع تانى لمدرستك ولأصحابك»، وينظر فارس إلى والدته وإخوته وينتظر قليلاً وهو غارق مع ذكرياته فى العام الدراسى الماضى قائلاً: «أنا نجحت السنة اللى فاتت، والسنة دى بحلم أحصل على مجموع عالى وأتحدى الظروف اللى أنا فيها، لم ينل الحادث الإرهابى من براءة «فارس»، الذى بدا على سجيته، ويتابع فارس: «أنا حلم حياتى أبقى ظابط عشان أنتقم من الإخوان، ويظل الصغير متابعاً للأحداث عبر شاشة تليفزيون صغير تتوسط غرفته، وكعادة الصغار لا يكف عن الأسئلة، خاصة فيما يتعلق بالملتحين.
فكلما راقب ظهور ملتحٍ على شاشة التليفزيون، سأل والدته: «هو إخوانى؟» يتساءل الصغير بحثاً عمن تسبب فى الحادث الإرهابى الذى أصابه وأدى إلى قطع قدميه، صار يفتش فيمن يراهم عن الإخوان، ظناً منه أنهم من تسببوا له فى هذا الألم، لكن والدته سرعان ما ترد عليه: «مش كل اللى بدقن إخوان، فيه ناس بدقن محترمين»، فارس الذى قارب على الأسبوعين معزولاً فى غرفة المستشفى يتغنى بين الحين والآخر بأغنية: «تسلم الأيادى.. تسلم يا جيش بلادى» ويتحدث عن حبه للجيش بلكنة صعيدية، قائلاً: «اللى ما يحبش الجيش، يبقى خاين».
اخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مشاعر تلاميذ مصر.. ورسائلهم لـ«الكبار» استعداداً لأول يوم دراسة: مش خايفين
طلبة المدارس يتحدون إرهاب «الإخوان وشركائهم»: «هانروح مدارسنا.. ومعانا ربنا»
أبناء شهداء الإرهاب: «مفيش حاجة اسمها خوف»
تلاميذ «رابعة»: «هنلبس جديد ونروح المدرسة علشان نتعلم»
الطلبة لـ«الإرهاب»: «يا أهلاً بالمدارس»
«حبيبة» صاحبة قصيدة الخروف: «أخشى إرهاب المدرسين أكثر من إرهاب الإخوان.. ومصر هتعدى من محنتها»
تلاميذ المحافظات: «لو حسينا بخوف هنغنى تسلم الأيادى»
تربويون: «2013» سيكون أنجح الأعوام الدراسية
وزير التعليم: أفدى طلاب مصر برقبتى
94 ألف مجند أمن مركزى و«دوريات» لتأمين المدارس