اللواء فراج.. حانت لحظة الشهادة
الجميع متأهب، تبّات الرمال حجبت الرؤية، خلفها نيران مشتعلة لمكان ظل أكثر من شهر كامل دون ممثل للدولة، يسمى «كرداسة».. موعد تحرير المدينة التى سيطر عليها الإرهاب انتشر كالنار فى الهشيم، استعد له البعض وترقبه آخرون، وبينهما فريق خرج لا يحمل سوى واجبه وأمانته، منهم ضباط وصحفيون..
سمع أحدهم آخر يقول إن هناك صحفيين محتجزين بالداخل من قِبل مسلحين، فبدأت القوات تتوافد بغزارة، هكذا الحال مع ظهور أولى بوادر للشمس، جنود الجيش أعلى المدرعات، يبحثون عن الكوبرى الواصل إلى منطقة «ناهيا» ورجال الشرطة يتحسسون أسلحتهم فى ريبة، فيما تتراءى لهم مشاهد رفاق العمل الذين رحلوا بعدما مُثل بجثثهم من قِبل إرهابيين فى المكان ذاته، يحاول الإعلاميون أن يتخذوا موطئاً آمناً خلف القوات وفى الوقت نفسه يمكنهم من التغطية الجيدة، فيما كان «هو» يسير بعزم لا تساوره الشكوك فى نجاح مهمته، ذو شعر أبيض يضفى جلالاً على بذلته البوليسية، يبجله الحضور، متقدم هو الصفوف.[FirstQuote]
يحمل سلاحاً متطوراً بيده اليمنى وتقبض يسراه على جهاز «لا سلكى»، تلمع عيناه باستمرار، يهمس أحد الصحفيين فى أذن صديقه متسائلاً عن رتبة ذلك الرجل الشجاع فيجيبه «شكله أمين شرطة بس تلاقيه ملحقش الترقية»، يخفى الواقى الأسود شريطة رتبته، يترجل الجموع بأريحية؛ فالمكان خالٍ تماماً، يوجه «الرجل» بعض الجنود الصغار بابتسامة رائقة قبل أن يقول بقلب صادق: «يلا يا رجالة انوُوا الشهادة»، طلقات نارية من سلاح آلى دوَّت فى المكان، فقلبته رأساً على عقب، صادرة من مدرسة «ميدل إيست للغات» تعبر عن دخول القرية الفقيرة دنيا التمدن، بينما يعتلى فصولها رجال يعيشون فى نهايات القرن الماضى. انبطح الحضور فيما استدار «هو» مترنحاً، ظنه البعض مستلقياً مثلهم، لكن أحد مراسلى القنوات الفضائية قطع مداخلته وسط حالة الهرج، وهرع نحوه غير عابئ مردداً بذعر «الحقونا معانا ظابط مصاب»، ثلاثة مشاهد ملحمية، أحد العساكر يرتدى زياً مدنياً يحمل سلاح الشرطى المصاب فيما يناوله الرجل المنهك جهاز اللاسلكى وكأنه يسلمه عهدة ربما ناء من حملها سنوات، وجنود بزى مموه يطلقون الرصاص من مدفع أعلى المدرعة بشكل سريع نحو هدف لا يعرفونه، يحمله رجلان داخل باب مجنزرة اقتربت منه بهدوء وحذر.. يرفع العسكرى السترة الواقية عن الرجل ليظهر أنه «لواء» -نبيل عبدالمنعم فراج- قائد القوات وأبسطهم، ينهار الجميع كالأطفال، تتداخل كلمات الشهادة مع الترحم على الرجل، عسى أن تكون الرصاصة التى اغتالت جانبه الأيمن قد علمت أن له أبناء ودّعوه لآخر مرة منذ ساعات، وحفيدة لثمت جبهته بحنو قبل أيام، وزوجة تنتظر أن يعاود ليحكى لها بطولاته ضد الإرهاب.
أخبار متعلقة
مصر تحرر «كرداسة»
«الوطن» ترصد بالصور: 11 مشهداً لعملية الاقتحام وضبط الإرهابيين
مصدر أمنى يكشف كواليس خطة «الداخلية»
«الوطن» ترصد عملية اقتحام ومطاردة الإرهابيين
قائمة بأسماء المتهمين المقبوض عليهم في كرداسة
المشهد الأخير فى منزله: صلى الفجر جماعة بأبنائه.. وغادر
بعد 35 يوماً من «المجزرة».. الشرطة تثأر لـ«ضحايا كرداسة» دون قتل المسلحين
«تقصى الحقائق»: الجيش حاصر القرية من ناحية الصحراء.. وتولت الشرطة المدخل الزراعى
القوى الثورية ترحب باستعادة الأمن فى المدينة وتؤكد: خطوة جيدة للقضاء على الإرهاب
التحركات الأخيرة لـ«قائد الإرهابيين» فى «كرداسة»
الإسلاميون يختلفون حول سيطرة الأمن على «كرداسة وناهيا»
سياسيون يشيدون بعملية «تحرير كرداسة من الإرهاب»
الإخوان: اللواء قُتل بأيدى الشرطة.. والجيش اعتقل الأهالى
7 مشاهد فى ليلة تحرير «كرداسة» من قبضة الإرهاب
المناورة الكبرى.. الاقتحام من الأراضى الزراعية
4 لجان للتقصى فى أحداث «رابعة وكرداسة ودور العبادة وأبوزعبل»
المجند صلاح.. بين الموت والحياة فى مستشفى العجوزة
النيابة تبدأ التحقيق فى «اقتحام كرداسة» بالمعاينة وسماع أقوال الشهود والمصابين
وزير الداخلية لـ«الوطن»: ضبطنا 60 متهماً ونسيطر على المنطقة
مصادر سيادية: معدات عسكرية متطورة وقوات خاصة وصاعقة فى محيط «كرداسة»
«الإسعاف»: شهيد و19 مصاباً حصيلة «تحرير كرداسة»
أهالى كرداسة يردون الجميل: رمينا على القوات ورقاً به أسماء الإرهابيين وأماكنهم
للحقيقة رجال يحمونها.. صحفيون على خط النار فى كرداسة