للحقيقة رجال يحمونها.. صحفيون على خط النار فى كرداسة
عقب سطوع الشمس بدقائق، كانت مجموعة من الصحفيين -ينتمون لمؤسسات مختلفة- يسيرون جنبا إلى جنب، وحدّهم حب المهنة وإيثار الصديق، والحذر الذى بدا مسيطرا بامتياز، لمجهول لم تخطه قدم الدولة لأكثر من شهر، تسابق خطاهم دبيب المدرعات، أعلى الكوبرى الواصل بين منطقتى «ناهيا وكرداسة»، راح كل منهم يستكشف الأمر، قبل أن تطلق رصاصة من سلاح آلى قبل القوات المتراصة وهم بينهم، مدرعتان للجيش وسيارة للشرطة، تكون ثلاثة مشاهد ملحمية، 6 صحفيين منبطحون خلف سور، لا يتجاوز ربع المتر، كحاجز لجسر فى منتصف ترعة صغيرة، تنهال الطلقات أعلى رؤوسهم وتذرف الدموع من أعينهم تلقائيا، فجباههم تعانق التراب وأعينهم تنصب قبل رجل -اللواء نبيل فراج- كان يتبسم لهم منذ دقائق، متمنيا التوفيق والسداد، فبات يلفظ أنفاسه الأخيرة، مراسل قناة «المحور» لم يتبع التعليمات بالانكسار أرضا، فقد احتضن رجل الشرطة، محاولا إسعافه تحت سيل النار الملتهب فوقه، فيما كانت يد «محمد حسام الدين»، مصور «المصرى اليوم»، تقبض على كف «أحمد رمضان» مصور «التحرير»، وإلى جوارهم محررو «الوطن»، فيما تخالط نطقهم الشهادة كلمات التثبيت وعدم الخوف، داعين الله أن يخفف وطأة الرصاص، بينما يناشد «أحمد عبدالفتاح» مصور «الشروق»، إسماعيل جمعة محرر «الأهرام» أن ينبطح أرضا ولا يرفع رأسه البتة، غير أن «علاء القمحاوى» مصور «المصرى اليوم» كان يطير خلف المدرعات، غير مبالٍ بالطلقات، مفضلا تعريض حياته للخطر، مقابل التقاط صورة توثق الحدث، كذلك ظل «كريم عبدالكريم» مصور «اليوم السابع» ينادى على «عصام أبوسديرة» محرر «المصرى اليوم» ألا يتحرك من مكانه، خشية أن يصيبه السوء.. دقائق مرت كالدهر حاول الصحفيون الركض خلف مدرعات الجيش، ومع كل شخص يمر تستريح القلوب لنجاته.
بينما كانت كرداسة تتأهب لاقتحام من قوات الأمن، فى تمام السادسة صباحا، كما أكدت الأنباء، كانوا هم موجودين عقب انتصاف ليلة الخميس، وقبل وصول الجيش والشرطة، قرر أربعة من صحفيى «الوطن» أن يقتحموا الحصار -عبدالوهاب عليوة ومحمود الجارحى ومحمد أبوضيف والمصور الصحفى محمود صبرى- فكانت العاقبة وخيمة، استوقفهم رجل بسلاح آلى، «إحنا جايين نعمل شغلنا ولو ده ممنوع هنحترم رغبتكم»، قالها أحدهم، فرد الرجل التحية بأفضل منها، حيث سلمهم لـ15 مسلحا، فتشوا حاجياتهم واحتجزوهم برفقة 3 سيارات لقنوات فضائية، حين هاجمهم سائق إحدى السيارات، انهالوه عليه ضربا، حتى دخل فى غيبوبة سكر، لكنه أصر على الوصف الذى ارتضاه «إرهابيون»، نصف الساعة ويحين موعد الاقتحام، فيما بدأ الصحفيون ورجال القنوات الفضائية ينطقون الشهادة، جاء المنقذ من خلال تليفون لـ«كريم الشيخ» -منتمٍ لعائلة كبيرة بالمكان- والذى يعمل مراسلا بقناة «إم بى سى مصر»، لينفك أسر الصحفيين الأربعة ومعهم العاملون بالقنوات الفضائية.
أخبار متعلقة
مصر تحرر «كرداسة»
«الوطن» ترصد بالصور: 11 مشهداً لعملية الاقتحام وضبط الإرهابيين
مصدر أمنى يكشف كواليس خطة «الداخلية»
«الوطن» ترصد عملية اقتحام ومطاردة الإرهابيين
قائمة بأسماء المتهمين المقبوض عليهم في كرداسة
اللواء فراج.. حانت لحظة الشهادة
المشهد الأخير فى منزله: صلى الفجر جماعة بأبنائه.. وغادر
بعد 35 يوماً من «المجزرة».. الشرطة تثأر لـ«ضحايا كرداسة» دون قتل المسلحين
«تقصى الحقائق»: الجيش حاصر القرية من ناحية الصحراء.. وتولت الشرطة المدخل الزراعى
القوى الثورية ترحب باستعادة الأمن فى المدينة وتؤكد: خطوة جيدة للقضاء على الإرهاب
التحركات الأخيرة لـ«قائد الإرهابيين» فى «كرداسة»
الإسلاميون يختلفون حول سيطرة الأمن على «كرداسة وناهيا»
سياسيون يشيدون بعملية «تحرير كرداسة من الإرهاب»
الإخوان: اللواء قُتل بأيدى الشرطة.. والجيش اعتقل الأهالى
7 مشاهد فى ليلة تحرير «كرداسة» من قبضة الإرهاب
المناورة الكبرى.. الاقتحام من الأراضى الزراعية
4 لجان للتقصى فى أحداث «رابعة وكرداسة ودور العبادة وأبوزعبل»
المجند صلاح.. بين الموت والحياة فى مستشفى العجوزة
النيابة تبدأ التحقيق فى «اقتحام كرداسة» بالمعاينة وسماع أقوال الشهود والمصابين
وزير الداخلية لـ«الوطن»: ضبطنا 60 متهماً ونسيطر على المنطقة
مصادر سيادية: معدات عسكرية متطورة وقوات خاصة وصاعقة فى محيط «كرداسة»
«الإسعاف»: شهيد و19 مصاباً حصيلة «تحرير كرداسة»
أهالى كرداسة يردون الجميل: رمينا على القوات ورقاً به أسماء الإرهابيين وأماكنهم