حواديت الجبرتي| زمن العثمانيين.. حين شرب المصريون "العاقول" لغلاء البن
صورة أرشيفية
خلال حكم العثمانيين كان "البُن" سلعة أساسية كالقمح، يأتي إلى مصر لصناعة "القهوة"، ذلك المشروب الذي اعتُبر مشروبًا شعبيًا يتقاسمه المصريون بجميع طوائفهم خلال جلسات السمر، وكانت أسعاره في المتناول، وكان يتخذها البعض من باب الوجاهة الاجتماعية.
ويقول المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي في مؤلفه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، إنه في شهر جمادي الثاني 1226 الموافق لشهر يوليو 1811، انقطع الوارد من الديار الحجازية من البن وغلا سعره حتى وصل إلى 270 نصف فضة كل رطل، وقلّ وجوده في الأسواق والدكاكين.
لم يتحمل المصريون حينها هذا الشُح ولجأوا إلى ابتداع مشروبات تقارب في مذاقها ذلك المذاق الذي اعتادوه، فعملوا على صنع القهوة من أنواع الحبوب المحمصة كالشعير والقمح والفول وبرز العاقول (وهو نوع من النباتات) وغيرها من الحبوب وخلطوها مع البُن الذي يستطيعون تحصيله أو دون خلط.