أتمنى ألا يكون الرئيس أو فريقه الحكومى من رافضى النقد أو ممن يصنفون وسائل الإعلام والأحزاب والقوى السياسية البعيدة عنهم على أنها مجموعات من المتربصين ينبغى إسكاتها، أسجل هذا بعد أن صدر عن مؤسسة الرئاسة خلال الأيام الماضية ما يدلل على ضيق الصدر ببعض ما يكتب ويقال، وبعد أن حذر رئيس الوزراء من «المتربصين» بالرئيس وبالفريق الحكومى وشكك فى نواياهم.
فمثل هذا الخطاب السياسى خطير ومنبت الصلة بالممارسة الديمقراطية القائمة على الاعتراف بوجود معارضين لمن يحكمون ويؤدون دورهم بحرية دون أن يهددوا بإجراءات قانونية أو ينتقص من شرعية وجودهم بتشكيك فى النوايا.
أسجل هذا أيضا باتجاه جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، القوة السياسية التى ينتمى لها الدكتور مرسى والممثلة بالفريق الحكومى من خلال عدد من الوزراء والمؤثرة للغاية فى مجريات السياسة المصرية، فتشكيك البعض بالجماعة وحزبها بوطنية ونزاهة معارضيهم لا يترتب عليه إلا تسميم المناخ السياسى وتعويق فرص العمل البناء، شأنه فى هذا شأن دعوة البعض لممارسة العنف ضد الإخوان ومقارهم، كما أن الهجوم الجماعى الذى تشنه جيوش الإخوان الإلكترونية علينا حين ننتقد غياب الشفافية عن بعض قرارات الرئيس ونشير لعلامات الاستفهام المرتبطة بمدى استقلاليته عن قيادات مكتب الإرشاد، وتسفيه الأصوات التى تحذر من فريق حكومى مشكل من إخوان وكبار موظفين وعناصر النخبة القديمة يعمقان من الهوة الفاصلة بين الإخوان وحلفائهم من جهة والأحزاب الليبرالية واليسارية من جهة أخرى.
للجماعة ولحزب الحرية والعدالة ولجموع المؤيدين والمتعاطفين أقول من حقكم الدفاع عن قرارات واختيارات الرئيس وفريقه الحكومى ولكم أن تروجوا لإنجازات ترونها. من حقكم أن تطالبوا بالصبر على الرئيس وعدم محاسبته على أزمات وخطايا عقود سابقة، إلا أن ممارسات التشكيك فى المعارضين وإسكات الأصوات الناقدة هى أمور غير مقبولة وتعمق من أزمة السياسة فى مصر.
من حقنا أن نقيم أداء الرئيس من اليوم الأول ونطور بعين على المصلحة الوطنية بدائل لقراراته وإجراءاته التى نراها خاطئة أو منقوصة الفاعلية أو لا تحقق الأهداف المرجوة. من حقنا أن نختلف مع الرئيس الذى نعترف بشرعيته الديمقراطية؛ لأننا أصحاب مشروع سياسى مغاير لمشروع النهضة وأن ندعو لمشروعنا بين الناس دون أن نصبر على الرئيس كما يدعونا أنصاره.
نحن نعارض كقوى ديمقراطية بناءة ولا نتربص.