مؤامرة «الإخوان» والأمريكان ضد مصر قبل 25 يناير
تنشر «الوطن»، بالاشتراك مع صحيفة «الأسبوع»، تفاصيل أخطر الأسرار فى قضية التخابر الكبرى التى تم بمقتضاها سجن محمد مرسى وآخرين فى 27 يناير 2011؛ حيث ظلت القضية مبهمة وثار حولها جدل كبير فى الفترة الماضية. وقد نجح الكاتب الصحفى الزميل مصطفى بكرى فى التوصل إلى النص الحرفى للتسجيلات التى قدمتها مباحث أمن الدولة إلى نيابة أمن الدولة فى 27 يناير 2011، إلا أن الأحداث التى شهدتها البلاد فى أعقاب انهيار الشرطة كانت وراء تجاهل القضية فى هذا الوقت. وبعد نجاح ثورة الثلاثين من يونيو عادت القضية تطل برأسها من جديد، وهذه هى التفاصيل..
فى الحادى والعشرين من يناير 2011، كانت الدعوات لمظاهرات الخامس والعشرين من يناير قد بلغت أوجها، وكان الإخوان المسلمون فى هذا الوقت لم يحسموا أمرهم باتجاه المشاركة فى هذه المظاهرات فى الأيام الأولى لانطلاقها.
كانت واشنطن على اتصال بالجماعة منذ عام 2005، إلا أنها كثفت من اتصالاتها خلال عام 2010، وكانت هذه الاتصالات تجرى برعاية الخارجية والسفارة الأمريكية بالقاهرة.
فى هذا الوقت، كان الأمريكيون قد حسموا أمرهم تجاه نظام «مبارك»، بدأوا يخططون ويعدون العدة للإسراع بإسقاطه وتولى جماعة الإخوان الحكم من بعده، خصوصاً أنهم أدركوا أن الإخوان كفيلون بحماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة واستيعاب خطر جماعات الإرهاب تحت مظلة الحكم الجديد فى مصر.
كانت واشنطن تسعى إلى تغيير المسار الاستراتيجى لسياستها الخارجية بحيث تكثف الجهود لمواجهة الخطر الصينى - الروسى الذى ينذر بمواجهة اقتصادية وسياسية وسباق للتسلح فى مواجهة الولايات المتحدة، وكان ذلك يعنى تسليم منطقة الشرق الأوسط لجماعة الإخوان وحلفائها الذين تعهدوا بتنفيذ كافة الاستحقاقات المطلوبة منهم.[FirstQuote]
كانت الاتصالات الأمريكية - الإخوانية تجرى على قدم وساق، وكانت تركيا واحدة من أهم المحطات الاستخباراتية المهمة التى جرت من خلالها لقاءات متعددة بين د. أحمد عبدالعاطى، مسئول التنظيم الدولى للإخوان، فى تركيا، ومسئولين من الاستخبارات الأمريكية تحت رعاية الاستخبارات التركية.
والدكتور أحمد عبدالعاطى، الذى تولى فيما بعد منصب مدير مكتب الرئيس محمد مرسى، كان قد قضى 4 سنوات فى الخارج هارباً من صدور حكم ضده بالسجن خمس سنوات فى قضية ميليشيات الأزهر، ولم يعد إلى مصر إلا قبيل الانتخابات الرئاسية بقليل؛ حيث تمت إعادة محاكمته مرة أخرى وحصل على حكم بالبراءة أمام المحكمة العسكرية فى نفس اليوم.
كان أحمد عبدالعاطى، وهو صيدلى عمل فى صناعة الدواء، يتولى منصب مسئول الطلاب الإخوان على مستوى العالم، كما أنه تولى منصب الأمين العام للاتحاد الإسلامى للمنظمات الطلابية وكان شريكاً لخيرت الشاطر فى شركة «الحياة للأدوية» التى كان يدير فرعها فى الجزائر. [SecondImage]
لم يتجاوز عمر د. أحمد عبدالعاطى الـ43، إلا أنه كان واحداً من أهم كوادر جماعة الإخوان؛ حيث عُين عضواً بمكتب الإرشاد، وكان المسئول الحقيقى عن إدارة شئون الحكم فى رئاسة الجمهورية، وهو إلى جانب د. عصام الحداد كانا حلقة الوصل بين مؤسسة الرئاسة ومكتب الإرشاد لجماعة الإخوان.
كانت واشنطن على علم بالدعوة التى أطلقتها بعض الحركات الاحتجاجية فى مصر للتظاهر يوم 25 يناير، لكنها كانت ترقب الوضع وتجرى الاتصالات مع د. أحمد عبدالعاطى فى تركيا الذى كان هو الحلقة الوسيطة بين الأمريكان ود. محمد مرسى، المسئول السياسى بمكتب الإرشاد، الذى كان يجرى الاتصالات مع د. أحمد عبدالعاطى حول السيناريوهات المتوقعة لأحداث 25 يناير.
كان محمد مرسى يجرى الاتصالات من هاتف محمول قام بشرائه خصيصاً لهذه الاتصالات، ولم يكن أحد يعلم رقمه، إلا أن أجهزة الأمن، وتحديداً جهاز أمن الدولة، كانت تتابع الاتصالات التى يجريها «مرسى» من هذا الرقم وقامت فى هذا الوقت برصد وتسجيل جميع الاتصالات التى أجراها «مرسى» مع د. أحمد عبدالعاطى فى تركيا، وهى الاتصالات التى جرت فى الفترة من 21 وحتى 26 يناير 2011.
كان الاتصال الهاتفى الأول قد جرى رصده فى تمام الساعة 11٫43 مساء بين د. محمد محمد مرسى العياط، الذى تم الحصول على إذن بتسجيل اتصالاته من النيابة العامة وبين د. أحمد محمد محمد عبدالعاطى، مسئول التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بتركيا، وهذه هى نصوص التسجيلات، أما التعليقات فهى اجتهادات تفسيرية من الكاتب.
■ أحمد عبدالعاطى: هو أنا شفت الراجل إمبارح، الراجل ده رقم «1».
التعليق: كان يقصد أحد كبار مسئولى الاستخبارات الأمريكية.
■ محمد مرسى: هو ده اللى أنا كنت... اللى قابلته أنا هنا.
التعليق: هذا يؤكد أن محمد مرسى سبق له أن التقى أحد كبار رجال الاستخبارات الأمريكية.
■ أحمد عبدالعاطى: لا ده رئيسهم.
■ محمد مرسى: بس هو عنده فكرة إن حد جه هنا وقابلنا.
■ أحمد عبدالعاطى: طبعاً، التانى مسئول معاه.. هو طبعاً الموضوع ده كان مخطط ليه قبل الموضوع الأخير بتاع تونس، ولكن طبعاً كان الجو العام ده اللى مضلله، فهو بالنسبة للرحلة الأخيرة للراجل اللى جه عندكم ده واضحة جداً المعالم وما حدث فيها واضح وهو مرره لأكتر من حد، خاصة الناس اللى هم عند فؤاد وكده وبعدين هم بيقولوا وبعدين انتوا ناويين على إيه؟ أو ماذا ستفعلون؟!
- التعليق: أى أن أحمد عبدالعاطى يقول لـ«مرسى» إن رجل الاستخبارات الذى قابله تعرض للتضليل وأعتقد أن نظام مبارك لا يزال قوياً، إلا أنه فى الرحلة الأخيرة لرجل الاستخبارات الذى زار مصر، أبلغ أكثر من شخص أن نظام مبارك على وشك السقوط، وأنهم سألوه ماذا سيفعل الإخوان أو ناويين على إيه؟!
■ محمد مرسى: بالنسبة للآن ولا لما تم من شهر؟
- التعليق: أى أن «مرسى» كان يسأل: هل الأمر متعلق بالحالة الراهنة أم بما جرى منذ نحو شهر؟ وكان يقصد هنا أحداث تونس التى بدأت من شهر ديسمبر 2010.
■ أحمد عبدالعاطى: لا للاتنين، يعنى هم الآن طبعاً منزعجين ومفاجئين من السيناريو اللى حاصل، وزى ما كان الناس كلها ما كانتش متوقعة هذا التصارع أو أن تكون البداية من هذه النقطة وبالتالى هم استيعابهم للموضوع غير مكتمل.
- التعليق: كان أحمد عبدالعاطى يقصد هنا أن الأمريكان متفاجئون بسيناريو التطورات فى مصر، كما فوجئوا بالتطورات فى تونس، وأنهم لا يزالون غير مستوعبين للتوقعات التى يمكن أن تشهدها مصر يوم 25 يناير.
■ محمد مرسى: وحساباتهم؟
■ أحمد عبدالعاطى: حساباتهم مرتبكة طبعاً جداً ومش قادرين يقولوا إيه الموضوع، هو كان فيه كلام بوضوح شديد جداً منى ومنه، انتو ممكن أن