«الأمن القومى».. «أُذن» أمريكا الكبرى على حلفائها
تجسس الولايات المتحدة، وتحديداً وكالة الأمن القومى الأمريكية، على حلفائها ومواطنيها جعلها تحظى بجدارة بلقب «الأُذن الكبرى».. أُذن تتنصت على العالم أجمع. هو وصف أطلقته الصحف الأمريكية على أقوى مؤسسات بلادها الاستخباراتية، الجهاز الذى يقتطع ما يقرب من 80% من الميزانية التى تخصصها الولايات المتحدة لأنشطتها الاستخباراتية بشكل عام، والتى تقدر بـ27 مليون دولار سنوياً.
يعمل بالوكالة الأمريكية ما يزيد على 120 ألف شخص، يوفرون 100 مليون وثيقة تجسس سنوياً. شُكل الجهاز فى بداية الأمر بقرار من الرئيس الأمريكى الأسبق هارى ترومان، عام 1952، وكان الهدف منه جمع المعلومات المرسلة عن طريق أنظمة الاتصالات المختلفة وتحليلها، من خلال تقنيات متقدمة لحماية النظام القومى الأمريكى وتوفير المعلومات اللازمة له، ولكنه فى عهد «أوباما»، تحول إلى «أذن كبيرة» تتنصت على الدول الحليفة قبل الصديقة.
تستخدم الوكالة الأمريكية تكنولوجيا إلكترونية عالية أنتجتها فى السبعينات من القرن الماضى، أطلقت عليها اسم «المجموعة الخاصة»، ومنها «ميكروفون الليزر» الذى يستخدم للتنصت على المكالمات التى تجرى فى الغرف المغلقة، ومنها أيضاً جهاز «TX» الذى يمكن التسلل إلى خطوط الهاتف دون أن يشعر أحد، وبذلك لم يعد هناك ضرورة للمخاطرة بزرع جهاز إرسال. تبدأ العملية بمرور التسجيلات عبر أجهزة كمبيوتر عملاقة، بها قواميس إلكترونية لكلمات محددة مسبقاً وتخضع للمراقبة، على سبيل المثال: «نفط واقتصاد وإسلام وسياسة وحكم»، وكذلك أسماء الرموز السياسية والاقتصادية، لتفرزها تلك القواميس وتخرج بتقرير نهائى إلى المحللين.
رغم أن الاعتقاد الشائع عند انتشار الهاتف المحمول بعد عام 1990 بأنه يستحيل مراقبته، فإن المخابرات الأمريكية طورت أجهزة تستطيع بواسطتها استخدام الميكروفون الموجود فى الهاتف لكى ينقل المحادثات.
تقول مسئولة المخابرات الأمريكية فرانسيس ستونورساوندرز، فى كتابها «المخابرات فى سوق الثقافة»: إن المخابرات الأمريكية تتنصت على مجموعة كبيرة من المثقفين العرب؛ لجلب معلومات اقتصادية تستخدم فى فرض السيطرة الأمريكية على دول العالم العربى، مشيرة إلى أن «مصر هى البلد الوحيد التى لم تستطِع المعلومات التى جمعتها الوكالة إخضاعها. وتظهر أهمية مصر عند (الأذن الكبرى) بسبب موقعها الجيو-استراتيجى المتميز بين دول الخليج وباقى دول المنطقة العربية».
أخبار متعلقة
«الوطن» تفتح ملف فضائح الإدارة الأمريكية فى «التلصص» على دول العالم
إسبانيا وكوريا الجنوبية تنضمان إلى قائمة التجسس الأمريكية
حصاد لعبة الجواسيس.. حلفاء الأمس «ضحية اليوم»
برلمانى سعودى: إذا ثبت التجسس على السعودية فسيزيد رصيد التوترات بين البلدين فى الفترة الأخيرة
بروفايل| «سنودن» البطل «الخائن»
«التجسس».. من «العملاء» إلى «التكنولوجيا»
عبدالمنعم المشاط: أبعاد التجسس ستتكشف خلال محاكمة «المعزول»
دبلوماسيون: واشنطن ستتجاوز أزمة التجسس مع زعماء العالم بوضع ضوابط جديدة للمراقبة
قانونيون: التجسس انتهاك لخصوصيات المصريين ومن حق أى مواطن مقاضاة الإدارة الأمريكية
سياسيون: أمريكا معتادة على التجسس والتسريبات لن تسبب أزمة بين القاهرة وواشطن
«الأمن القومى».. «أُذن» أمريكا الكبرى على حلفائها
بروفايل | جيمس كلابر «كبير البصاصين»
خبراء: أعمال التجسس سياسة معروفة للدول الكبرى
استخباراتيون: «شفرة عوكل» المستخدمة فى مصر يستحيل اختراقها