خبراء علم نفس يفسرون أسباب انتشار جرائم قتل الآباء لأبنائهم
صورة أرشيفية
قتل الآباء لأبنائهم جرائم مأساوية يرفضها العقل والإنسانية، ألا أنها تجلت في الفترة الأخيرة في المجتمع المصري، إذ قُتل طفل، اليوم، على يد والده بعدما سب جدته.
وبحسب والدة الطفل فإنهم أبلغوها بوفاة طفلها ودخول طفلتها الأخرى المستشفى في حالة سيئة، وأنها اكتشفت أن والدهما ضربهما وعذبهما، بسبب سب الطفل لجدته، موضحة أن والد الطفل مدمن مخدرات وأنه ضرب أبناءه بالعصا والكرباج، وذهب لتعاطي المخدرات ثم عاد لاستكمال تعذيبهم حتى لقى طفلها حتفه.
وبالأمس، استخدم تاجر في المنيا، غاز أسطوانة بوتاجاز، وأشعل النيران في مسكنة بمركز سمالوط، شمالي محافظة المنيا، لتلقى زوجته وأبناؤه الثلاثة مصرعهم حرقًا ثم فر هاربًا، وتكثف إدارة البحث الجنائي من جهودها لمعرفة الظروف والملابسات وضبط الأب الهارب.
وشهدت مدينة كفر الدوار في الـ 23 يوليو الماضي، جريمة قتل بشعة بعد أن وثّق أب أبناءه الأطفال وربطهم بخرطوم بسبب خروجهم ولعبهم فى الشارع دون إذن، ما أدى إلى وفاة الطفل "طلعت" 10 سنوات من أثر التعذيب.
وعقب ذلك بيومين، قرر أب معاقبة ابنه بسبب سرقته 200 جنيه، حيث عذبه بسكب الماء المغلي عليه حتى لقي حتفه، ونقل جيران المتهم الطفل لأحد المستشفيات لكنه توفي بعد تعرضه لحروق بالغة في منزله.
وفي 20 يوليو الماضي، اعتقلت الشرطة الألمانية، رجلا مصريا، في مدينة دوسلدورف، بتهمة قتل ابنته البالغة من العمر 7 أعوام بدافع الانتقام من زوجته التي يتهمها بالخيانة، وفق ماذكر موقع "بيلد" الألماني.
وفي محافظة دمياط قتل أستاذ في كلية طب جامعة الأزهر ابنه بغرض معاقبته على سرقة مبلغ 400 جنية.
بينما قام أب بقتل ابنته، في 21 يوليو الماضي، بعد الاعتداء عليها بالضرب بمساعدة زوجته، لكثرة هروب المجني عليها، وألقي القبض على الزوجين، وقام بوضعها في "جوال" لمدة ثلاث أيام قبل اكتشاف الجريمة.
كما ابتدع طبيب طريقة إجرامية لعقاب ابنه بعد أن قام بسرقة مشغولات ذهبية تخص زوجته، حيث قام طبيب يدعى "جمال.ع"، بتعذيب طفلة ويدعى عبد الرحمن، حتى لقى مصرعه وألقى جثمانه في الشارع، وتوجه إلى قسم الشرطة ليحرر محضرا يفيد باختفائه في محاولة للتستر على جريمته.
وقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن مثل هذه الحالات يأتي نتيجة انتشار ما يعرف بـ"العنف المجتمعي"، الذي نجده منتشرا في الدراما والسينما، مؤكدا أن دور الأب تغير في الفترة الأخيرة، فأغلب الآباء يعتقدون أن دوره يقتصر على الإنفاق على الأبناء دون اتاحة وقت كاف للتربية والتقرب من الأطفال.
وأوضح فرويز، لـ"الوطن"، أن غياب أساليب التربية والعقاب لها دور مهم في انتشار هذه الحالات، مؤكدا أن للقضاء على هذه الظاهرة يجب عمل دورات تربوية للآباء عن كيفية تربية الأبناء، بالإضافة إلى نشر حمالات التوعية على شاشات التلفزيون عن الوسائل المناسبة لمعاقبة الأبناء.
وقال الدكتور محمد هاني، أستاذ الطب النفسي، إن العنف الأسري انتشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، حتي وإن كان الأب والأم من ذوي المستويات التعليمة العالية، موضحا أن المجتمع المصري يمر بصورة كبيرة من الأكتئاب وعدم القدرة على ضبط الثبات الانفعالي أو تحديد الوسائل المناسبة للعقاب.
وأوضح هاني، لـ"الوطن"، أن الآباء الذين يستخدمون العنف ضد أبنائهم في الغالب قد تعرضوا لمشكلات كبيرة في فترة المراهقة مثل عنف أسري، عدم احتواء أو قاموا بارتكاب أخطاء كبيرة، مؤكدًا أن الآباء يريدون تربية أبنائهم بنفس طريقة تربيتهم، غير مكترثين باختلاف العصر ونمط الحياة.
وأكد أستاذ الطب النفسي أن الآباء بحاجة إلي دورات تدريبية وتأهلية على كيفية التعامل مع الأبناء، واستخدام الوسائل المناسبة للعقاب، وتدريبهم على استيعاب مشكلات الأجيال الجديدة ومواكبة عصر التكنولوجيا.