هذه الكائنات الغريبة تعيش على وجهك وأنت لا تعرف.. انتبه
من المؤكد أن لديك حيوانات تعيش على وجهك، لا يمكنك رؤيتها، لكنها موجودة بالفعل، فمثلًا توجد مخلوقات ثمانية الأرجل عند كل إنسان تقريبا، وتقضي حياتها كلها على وجوهنا، حيث تأكل وتتزاوج وتموت في النهاية.
قبل أن تقلق، يجب أن تعرف أن هذه الحشرات المجهرية ربما لا تمثل مشكلة خطيرة، حسب هيئة الإذاعة البرياطانية "BBC".
هناك نوعان من الكائنات الغريبة يعيش على وجهك؛ "Demodex folliculorum" و"D. brevis"، وهي كائنات مفصلية الأرجل.
وعرف العلماء أن البشر يحملون هذه الكائنات الصغيرة على وجوههم منذ فترة طويلة.
يعيش النوعان في أماكن مختلفة بعض الشيء، إذ تكمن "D. folliculorum" في المسام وبصيلات الشعر، في حين يفضل "D. brevis" أن يستقر أعمق، في الغدد الدهنية.
"Demodex folliculorum" لها 8 أرجل قصيرة بالقرب من رأسها، وأجسادها مطولة وتشبه الدود، وتحت المجهر يبدون وكأنهم يسبحون عبر حقل نفط.
بالمقارنة مع أجزاء أخرى من جسمك، فإن الوجه يحتوي على الكثير من المسام والغدد الدهنية، وهذا ما يفسر سبب وجود الكائنات المجهرية عليه، ولكن وجدت أيضا في أماكان أخرى، بما في ذلك المنطقة التناسلية والثدي.
في عام 2014، أصبح من الواضح كم هم في كل مكان، ووجدت ميجان ثوميس، الباحثة من جامعة ولاية "كارولينا الشمالية" الأمريكية، وزملاؤها، أنه على عكس الدراسات السابقة التي قالت إن 14٪ من الناس فقط لديهم هذه الكائنات، أن الحمض النووي لـ"Demodex" موجود على كل وجه اختبروه، وهذا يشير إلى أننا جميعا لدينا هذه الكائنات المجهرية، وربما بأعداد كبيرة.
تقول ثوميس: "من الصعب التكهن أو تحديد الكم، لكن عددهم إذا كان منخفضا سيقدر بالمئات".
ويختلف العدد من شخص لآخر، ومع ذلك، ليس من الواضح ما الذي تستفيدة الكائنات الصغيرة منا، فبالنسبة للصغار نحن لسنا متأكدين ماذا يأكلون.
وأضافت: "بعض الناس يعتقدون أنهم يأكلون البكتيريا المرتبطة بالجلد، وهناك من يرى أنهم يأكلون خلايا الجلد الميتة، وأيضا يعتقد آخرون أنهم يتناولون الزيت من الغدة الدهنية".
وتابعت الباحثة في جامعة "شمال كارولينا": "يبدو أنهم يخرجون ليلاً للتزاوج على الوجه من الخارج ثم يعودون إلى المسام، والشيء الوحيد الذي نعرفه هو بيضها".
وتضع كائنات "Demodex" الأنثوية بيضها حول حافة المسام التي تعيش فيها، لكن من المحتمل أنها لا تضع الكثير منها.
وذكرت ثوميس: "بيضها كبير، إذ يصل إلى ثلث إلى نصف حجم جسمها، مما يجعلها شديدة الأيض، وهم كبيرون للغاية، ربما يضعون بيضة واحدة في كل مرة، لأنني لا أستطيع أن أتخيل أن يضعوا أكثر من واحدة، وهذا بناء على الحجم".
وتتجمع كل نفاياتهم وتتراكم مع مرور الوقت، ثم يحدث تدفقا كبيرا من البكتيريا على وجهك، وعندما تموت، يجف جسمها وتتحلل جميع النفايات المتراكمة على الوجه.
خلصت دراسة، نشرت في عام 2012، إلى أن السبب الجذري لوجود هذه الكائنات المجهرية الدقيقة على وجوهنا هو التغيرات في الجلد.
يتغير لون بشرتنا تدريجيا على مر السنين، على سبيل المثال، بسبب الشيخوخة أو التعرض للطقس. هذا يغير الزهم، وهو مادة دهنية تنتجها الغدد الدهنية التي تساعد على الحفاظ على بشرتنا رطبة.
وما زال من غير الواضح نوع العلاقة بيننا وبين هذه الطفيليات المجهرية، فقد تكون مفيدة، على سبيل المثال، ربما يزيلوا الجلد الميت من وجوهنا أو يأكلوا بكتيريا البشرة الضارة.
وعلى الرغم من أن هناك علاجات تقتلهم، ولكن لا يمكننا التخلص منهم إلى الأبد، إذ تنتعش بعد حوالي 6 أسابيع، إذ نلتقطها من الناس الذين يحيطون بنا ومن الملاءات والوسائد والمناشف.
ويعتقد العلماء أن أنسجة الطفيليات المذكورة موجودة على الثدي، ونتيجة لذلك، يشتبه في أنها تنتقل من الأم إلى الطفل ربما من خلال الرضاعة الطبيعية أو حتى عند الولادة.
ومن الشائع أيضًا أنهم ينتقلون للبشر من خلال الكلاب المنزلية.
وتوصل العلماء إلى أن هذه الطفيليات تخبرنا الكثير عن تاريخ أسلافنا البشر، إذ وجدوا أن الكائنات التي جمعوها من الصينيين تختلف بشكل واضح عن تلك التي تم جمعها من سكان أمريكا الشمالية والجنوبية.
ولما كانت هذه الاختلافات موجودة، أجريت دراسة استنادا إليهم تخبرنا كيف هاجر أسلافنا البعيدين حول الكوكب، وكشفوا أي السلالات الحديثة ترتبط ارتباطا وثيقا.
تعليقات الفيسبوك