مصادر أمنية: ضابط «الأمن الوطنى» الشهيد معروف لدى «الإخوان».. ونُقل فى عهد «مرسى» إلى «أمن أكتوبر»
تواصل أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها لكشف غموض اغتيال المقدم محمد مبروك على يد مجموعة إرهابية، حيث تعمل على جمع كافة التحريات التى تقود للمتهمين بارتكاب العملية. وقالت مصادر أمنية إن الضحية شارك فى عمليات القبض على محمد بديع مرشد الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر وقيادات إخوانية أخرى، ومعلوماته سهلت لأجهزة الأمن الوصول إلى هذه المجموعة الهاربة.
وأوضحت المصادر أن استهداف الضباط الذين شاركوا فى ضبط قيادات الإخوان وظهروا معهم فى صور وفيديوهات، أمر وارد ومتوقع، ودلل المصدر على أن الشهيد محمد أبوشقرة الضابط بمكافحة الإرهاب الدولى قُتل فى سيناء منذ شهور، وتبين أنه ظهر إلى جوار خيرت الشاطر أثناء وفاة والدته فى 2010. وأكدت المصادر أن الضابط محمد مبروك، وهو رئيس مجموعة التطرف فى جهاز الأمن الوطنى معروف لدى تنظيم الإخوان وقياداته، خاصة بعد تولى الإخوان الحكم فى مصر لمدة عام.
وخلال خطة البحث، فحصت أجهزة الأمن بالقاهرة نحو 112 شخصا من المشتبه فيهم، باغتيال المقدم مبروك الذين ألقى القبض عليهم بمنطقة الاغتيال بمدينة نصر، كما تواصل المباحث فحص المشتبه فيهم، الذين رصدتهم كاميرات الهواتف المحمولة الخاصة ببعض المواطنين الموجودين بالمنطقة، وقت وقوع عملية الاغتيال للوصول لمرتكبى الواقعة.
وقال مصدر أمنى رفيع المستوى إن أجهزة الأمن توصلت إلى معلومات هامة بعد فحص مسرح الجريمة بواسطة الأدلة الجنائية وضباط جهاز الأمن الوطنى، وأضاف أنه جار مناقشة المشتبه فيهم لمعرفة سبب وجودهم بالمنطقة فى ذلك التوقيت، وأكد المصدر أنه جار تحديد هوية كل من شارك فى المظاهرة التى كانت موجودة بمنطقة الاغتيال فى ذلك التوقيت للوقوف على الهدف منها، والتأكد هل كانت بالمصادفة أم من أجل مساعدة الإرهابيين لتنفيذ مخططهم الإرهابى، وقال المصدر إنه جرى استجواب عدد من أصحاب المحلات وسكان المنطقة التى شهدت عملية الاغتيال بمدينة نصر.
وأشار المصدر إلى أن جميع الأجهزة الأمنية بالقاهرة تعمل فى القضية للوصول لمنفذى عملية الاغتيال، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية توصلت لمعلومات مهمة لا يمكن الإفصاح عنها الآن خوفا على سرية التحقيقات، وأن كل المشتبه فيهم يجرى إخلاء سبيلهم بعد استجوابهم إذا ثبت عدم وجود شكوك فى وجودهم بالمنطقة، كما جرى سماع شهادة صاحب سوبر ماركت بالمنطقة أكد أنه شاهد سيارتى نصف نقل بهما 5 أشخاص ملثمين وأطلقوا النيران على سيارة الشهيد، ولم يستطع الإدلاء بأوصافهم، كما عُثر على فيديو للجريمة كان أحد المواطنين صوره عبر هاتفة المحمول وجار فحص المقطع لتحديد المتهمين والمساعدين لهم. وتبين من التحريات الأولية أن الجناة رصدوا المجنى عليه منذ شهرين تقريبا، وحاولوا اغتياله مرتين أمام عمله بمبنى الجهاز، وقرب منزله، وأضافت التحريات أن آخر شخص تعامل معه الشهيد كان حارس العقار، الذى طلب منه تسليم أطفاله كيساً به مأكولات وحلويات. وصرح مصدر أمنى على صلة بالتحقيق فى الواقعة بأن «مبروك» كان ضمن 35 ضابطا عملوا فى التحريات فى قضيتى التخابر والهروب من وادى النطرون، وأن «مبروك» جرى تكليفه من قبل الجهاز بعد إحالة قضية الهروب من سجن وادى النطرون إلى نيابة أمن الدولة العليا بجمع التحريات، وكشف عن وجود تخابر بين تركيا وتنظيم الإخوان وأمريكا، وأن الثلاثة فتحوا قناة عربية ممثلة فى دولة قطر.
وقال المصدر إن «مبروك» جرى نقله من جهاز الأمن الوطنى بعد تولى «مرسى» الحكم إلى مديرية أمن أكتوبر وأعيد إلى القضية بعد ثورة 30 يونيو، ونيابة أمن الدولة العليا كانت قد كلفته بجمع التحريات فى قضية التخابر منذ شهرين هو و13 ضابطاً آخرون، وأوضح المصدر أن قضية التخابر ليست جديدة، و«مبروك» هو من حدد تلك القضية أثناء عمله فى الجهاز قبل ثورة 25 يناير، وأبلغ رؤساءه بأن تحريات القضية والمعلومات المهمة تضمنت رصد مكالمات دولية بين أعضاء بتنظيم الإخوان ومسئولين فى تركيا وأمريكا، وخط السير الذى كان يسلكه الضحية من منزله بشكل يومى القريب من قسم أول مدينة نصر، كان يغيره بصفة دورية، وأنه أبلغ رؤساءه بأن هناك مجهولين يجمعون معلومات عنه قرب منزله.
وأنهى المصدر حديثه بأن عدد الضباط الذين عملوا فى القضية 35 ضابطاً هم من جمعوا التحريات وما زالوا يباشرون عملهم فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، مؤكدا أن تلك القضية فيها 3 أجانب و5 من الجهاديين التكفيريين حضروا من جنوب سيناء واستأجروا سيارتين من أحد المعارض الموجودة فى مدينة نصر ونزعوا اللوحات.
وقال اللواء جمال عبدالعال مساعد وزير الداخلية ومدير مباحث العاصمة لـ«الوطن» إن فريقا من المباحث والأمن العام والوطنى يفحص حاليا جميع علاقات ومعارف الضابط وتفتيش الشقق المفروشة فى مسرح الحادث، وطالب من لديه معلومة بالتقدم بها للجهات المعنية.