قصة معركة في الحرب العالمية الثانية فازت بها أمريكا بسبب "البطاطس"
في 5 أبريل 1943، تم تجهيز المدمرة البحرية الأمريكية "O'Bannon" بـ 17 سلاحا مضادا للطائرات، وأنابيب طوربيدية متعددة، وشحنات عمودية ومسدسات، ولكن كل هذه الأسلحة لم تنقذ الجنود من مواجهة عنيفة مع غواصة يابانية في جنوب غرب المحيط الهادئ، ولكن أنقذتهم "البطاطس".
"O’Bannon" مدمرة مصنفة من طراز "Fletcher"، وأطلقت في عام 1942، لمهام الدعم في جنوب المحيط الهادئ، وفي تلك الليلة، كانت السفينة وطاقمها عائدين من مهمة قصف بالقرب من جزر "سولومون" في المحيط الهادئ، ليجدوا غواصة يابانية هائلة من طراز "RO-34"، حسب موقع "history".
ولكن طاقم الغواصة اليابانية كان نائما وغير مدرك بوجود المدمرة التي يبلغ وزنها 2000 طن.
ولحرصه على إنهاء المعركة المميتة والخطيرة قبل أن تبدأ، قرر قائد "O’Bannon" أن يصطدم بهم، على أمل أن يتسبب في أضرار كافية لإغراق غواصة العدو التي تزن ألف طن.
كان القائد والضباط الآخرين على الجسر يحاولون تحديد نوع الغواصة، وفي اللحظة الأخيرة، وجدوا أنها من نوع قاتل لن يؤثر فيه الصدام، لذا تم اتخاذ القرار بأن الصدام ليس خطوة حكيمة، في اللحظة الأخيرة، ولكن تأخر هذا القرار، وفجأة وجد البحارة أنفسهم بجانب الغواصة اليابانية.
وسرعان ما أدرك الطاقم الأمريكي أنهم قريبون جدا من الغواصة، وكانوا لا يحملون أسلحة تستطيع أن تساعدهم في هذا الاشتباك.
وبدأ البحارة اليابانيون يستيقظون ويتحركون صوب المدافع الكبيرة، والتي كانت ستحدث أضرارا كبيرة للمدمرة الأمريكية.
كان الأمريكيون بحاجة إلى تحويل انتباه الطاقم الياباني بعيدا عن مدافعهم ليتمكنوا من المراوغة والهجوم، فأعطى القائد أوامر بأن يلقى كل شيء موجود على السفينة على سطح الغواصة.
ما حدث أن السفينة كانت تحمل صناديق كبيرة من البطاطس على السطح، وبدأوا في رشق الغواصة بها، فارتبك طاقمها بصورة كبيرة.
ولأنه لم يكن هناك إضاءة، أو ربما بسبب أنهم كانوا نائمين فقط، استشعروا بالذعر وهرعوا لالتقاط البطاطس التي اعتقدوا أنه متفجرات، وانشغلوا بإلقائها من على ظهر السفينة.
قدمت هذه الخطة المرتجلة ما يكفي من الإلهاء للسماح لـ"O’Bannon" بأن تنأى بنفسها، ثم بدأت المعركة الحقيقية.
بعدها أطلقت "O’Bannon" هجوما على "RO-34"، وألحقت بهم الأضرار، لكن الغواصة تمكنت من النزول في عمق الماء في الوقت المناسب لتجنب المزيد، على الأقل مؤقتا.
ووقتها، كان ينظر إلى الطاقم على أنهم أبطال بسبب براعتهم وأفكارهم السريعة، وحتى أنهم تلقوا لوحة من جمعية مزارعي البطاطس في ولاية "مين" خلدوا فيها انتصارهم.
أما بالنسبة إلى "O’Bannon"، بقيت في الخدمة طوال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، وتم إيقاف تشغيلها وبيعها خردة في عام 1970.
تعليقات الفيسبوك