يحتفل محرك البحث "جوجل"، غدا، بمرور 20 عاما على إنشائه، ولا شك أنه سهل على الكثير البحث عبر مواقع الإنترنت المتعددة، ووفر عليهم مشقة الذهاب للأماكن أو المكتبات بالمحتوى المعرفي الهائل الذي يوفره، ومع ذلك فقد يتهمة الكثيرون بأنه يصيب الأشخاص بالغباء، بسبب السهولة التي يتيحها في الوصول للمعلومة.
وللتحقق من إذا ما كان "جوجل" يصيب الأشخاص بالغباء من عدمه، حلل الخبير التكنولوجى الدكتور دين بيرنت بعض النقاط المهمة حول تأثير جوجل على عقولنا، قائلاً إن "هناك إيجابيات كثيرة لمحرك البحث جوجل، حيث يعتمد في المرتبة الأولى على حسن توظيف المستخدم له".
وفى حواره مع موقع "دويتشه فيله" الألمانى شرح بيرنيت نقطة هامة حول التأثير سلبا على قدرة الناس على التذكر، قائلاً إن "جوجل بريء من هذه التهمة، فالناس اعتادوا أن يحفظوا غيبا مقالات أو قصائد طويلة سابقا، لأنها كانت الطريقة التي تعلموها في المدارس، وعدم القدرة على الحفظ والتذكر لا يدل على الغباء بالضرورة، كما أن القدرة على التذكر لا تعتبر إشارة لقياس مستوى الذكاء".
وأضاف: "للذكاء العديد من العوامل الثقافية والوراثية، وغالبا ما يتلخص بكيفية توظيف المعلومات، وليس إلى أي مدى تتذكرها"، موضحا أن "جوجل يزودنا بالمعلومات أكثر من أي وقت مضى، ويسهل الوصول إليها، وبذلك يجعلنا أكثر ذكاء بحعله عقولنا تعمل على معالجتها".
وتابع: "محرك البحث الشهير لم يكن موجودا منذ فترة طويلة تسمح بخلق استجابة عصبية خاصة به، ولكن يبدو أن قدرة الأشخاص على التركيز لم تعد كما كانت فيما مضى، والسبب أن أدمغتنا قادرة على تصنيف الأولوية واختيارها، في حين يسمح غوغل بذلك".
وأوضح أنه "يمكنك بنقرة واحدة أن تتوصل إلى المعلومات، التي تفضلها وتحبها عوضا عن التركيز على ما هو أمامك فحسب أو المرور بالكثير من المعلومات، التي لا ترغب بالإطلاع عليها، ولسوء الحظ أن طرق الدماغ في التعامل مع فائض المعلومات ليس مثاليا، لذا قد نركز على المعلومات، التي تؤيد ما نعتقد أو نصدقه، ونتجنب المعلومات الأخرى، وهذا بالضبط ما يحدث على الإنترنت الآن خصوصا في المجال السياسي".
ولا شك بأن سهولة الحصول على المعلومات قد تجعل بعض الأشخاص أكثر اتكالية على "جوجل" في البحث، غير أن "بيرنيت" يجد أن هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، وأن معالجة المعلومات هذه ما هي إلا عملية بسيطة مما يقوم به الدماغ لذا لا يمكن أنو يكون لجوجل تأثيرا كبيرا على وظائفه.
إضافة إلى ذلك، كل شخص مسؤول عن طريقة تأثير "جوجل" على حياته، فمنهم من يصنع منه جسورا ليصل إلى أبحاث ودراسات قد تفيده باعتباره مكتبة كبيرة أمامه، والبعض الآخر لا يجيد توظيفه فيما قد يعود بفائدة عليه فيتحول إلى وقت ضائع.
تعليقات الفيسبوك