«رجب» يرسم بيوت العائدين من الحج في قريته مجانا: «خطاط وبزكي عن شغلي»
أحد المنازل التى رسمها رجب
اكتشف موهبته في الكتابة بخط جميل بينما كان طفلا، وراح يخط بأقلام الدراسة على الصفحات البيضاء الفارغة، وحين شب عمل بأحد ورش الخط، أمر كان له الأثر الأكبر في تركه الدراسة بجامعة الأزهر والتفرغ تماما للخط، وحين اندثرت مهنته، تعلم الشاب الطباعة والأنظمة الحديثة في أدوات الدعاية، ثم كان قراره بالزكاة عن عمله برسم منازل العائدين من الحج في منطقته بمركز العياط في الجيزة مجانا.
يعمل رجب محمد في مجال الخط منذ طفولته، بدأ برسم اللوحات الدراسية للطلاب، ثم اللافتات الدعائية ويفط المحلات، ودعايا المرشحين، مثل عشرات غيره من أبناء كاره، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي حين تغيرت طبيعة المهنة على يد التطور، وحين أفلح عمله وتطور هو ليواكب الجديد، صار يزكى عن الأمر من جمس عمله: "في القرى والمراكز لسة في ناس بترسم على بيوتها لحظات عودة الحجاج، وكنت زمان مببطلش شغل في الموسم ده، الموضوع يكاد يكون اختفى في القاهرة بس لسة موجود في المحافظات التانية"، يحكي الشاب الذي يقدم الرسوم مجانا لأهل مركزه، ويعتبر ذلك عملا له ثوابه عندالله: "لما حد يعدي من قدام البيت اللي راسم عليه، ويقرأ آية أو ذكر أو كلمة حلوة أو يشوف شكل جميل، ربنا هيكتبلي ثواب وده المهم ليا".
الكعبة، وطائرة وباخرة وجمل وملابس الإحرام، أبرز الرسومات التي توضع على البيوت في مثل تلك المناسبة، إضافة إلى كلمات ترحيب بالحاج العائد من مكة، وأنه أعاد النور والبهجة لمنزله وتمنيات بالعودة مرة أخرى إلى الأرض المقدسة، وآيات وبعض الأحاديث: "الحاجات دي متوارثة ومتغيرتش، وبنكتب آية ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، وحديث ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة".
تكلفة أدوات الرسم والطلاء لا تتخطى 70 جنيها، معظم عمل الفنان حاليا في الطباعة الجاهزة، وقدم الخدمة تلك لكثير من المحال والمولات والقاعات: "الشغل الجديد كله فاهم فيه، ودي ميزة إني طورت نفسي وموقفتش عند حد معين، وقدرت أشوف السوق عايز إيه، ومنها مسبتش الخط بالإيد ومنها لسة بكسب بالشغل الحديث".