الضباط على أكمنة الموت بالعريش: أسلحة المعتدين متطورة عن سلاحنا
مرابطون على كمائنهم المتفرقة بطول محافظة شمال سيناء، متأهبون دائما للاشتباك مع عناصر مجهولة لا يعلمون متى يبدأ هذا الاشتباك، لكنهم اعتادوا على حدوثه ليلا طوال فترة الخدمة.. والدليل فوارغ الرصاص التى رصدتها «الوطن» تملأ محيط كمين المزرعة على طريق المزرعة - مطار العريش. التقت «الوطن» رجال أمن وضباط شرطة على بعض الكمائن التى تعرضت مؤخرا لإطلاق نار كثيف، وأكدوا أن الأسلحة التى بحوزة المهاجمين متقدمة بدرجة كبيرة، وتكون فى الغالب «جرينوف ومتعددا وآر بى جى»، وأضافوا أن أسلحة قوات الأمن فى مواجهتهم أقل وأضعف بدرجة كبيرة وقدموا تساؤلا للجهات المعلوماتية والمخابراتية: «لماذا لا تمدوننا بالمعلومات وتعلموننا بمن يطلق النار علينا ولماذا يطلقه؟».
يروى أحد الضباط تفاصيل الهجوم المعتاد، الذى يتعرضون له بأماكن خدمتهم، ويقول: «يبدأ الضرب دائما فى الليل، من الساعة الثانية عشرة، ويظل الضرب لساعات كثيرة؛ حيث تبدأ العناصر الخارجة على القانون بإطلاق الرصاص علينا بغزارة، وتريد إصابتنا».
يضيف: «نحن لا نراهم؛ لأنهم يختبئون داخل شجر الزيتون، فلا نتعرف على الأماكن التى يضربوننا منها تحديدا إلا عن طريق نيران السلاح عندما يطلقون منه الرصاص، بدأنا نصوب عليهم النيران، لكن أسلحتنا أضعف من أسلحتهم بكثير، هم معهم آر بى جى ومتعدد وجيرينوف، واحنا معانا أسلحة ضعيفة، لكننا نتعامل معهم ونشتبك بقوة ونقذف على اتجاه النيران التى تأتى إلينا، لكن الغريب أننا بعد إطلاق النار نذهب لنبحث عن مصابين أو جثث لا نجد، مش عارف بيروحوا فين».
يستكمل ضابط آخر الحديث قائلا: «معهم سيارة دفع رباعى تنتظرهم بمكان يتفقون على الالتقاء فيه، وإذا أصيب شخص منهم، على الفور يسحبونه من مكانه، ويركب السيارة الماردونا ويختفى تماما».
يتحدث أحد الضباط بحرقة قائلا: «عايز الكلام المفيد؟ كل أماكن الأكمنة دى خاطئة؛ لأنه أمنيا يجب ألا يكون بجوار الكمين شجر زيتون، أو أماكن مرتفعة كالجبال ولا جناين، لكن كل الكمائن الموجودة هنا بالمناطق المجاورة مخالفة أمنيا، لأن من يهاجمنا يجد ما يستتر به حتى لا يتعرف على مكانه أو يرصده أحد ليطلق عليه النار بدقة».
ويضيف: «تبادل إطلاق النار يكون عشوائيا، نضرب على المكان الذى نعتقد أنهم يضربون منه، وفى اتجاهه، لكننا لا نراهم عشان نصوب عليهم بالتحديد».
ويجلس ضابط آخر يقرأ القرآن، وبمجرد أن يرانا يلتفت وينظر لنا نظرة ريبة، لكن الحديث معه عن الهجوم الذى يتعرضون له يدفعه للحديث قائلا: «إحنا مش بنخاف وما اتعلمناش الخوف، وروحنا المعنوية عالية جدا، لكن إحنا بنتاخد غدر، وننتظر كل يوم حد منهم يهاجمنا عشان نأكل كبده، ونأخذ بثأر جنود الجيش اللى ماتوا».
ويضيف: «أنا عندى تساؤل تاعبنى: فين أجهزة المعلومات والمخابرات؟ لماذا لم يكشفوا لنا هوية من يهاجموننا ولماذا يهاجموننا وما هدف الهجوم؟».
يلتقط طرف الحديث أحد الضباط ويتحدث بحرقة عن الوضع فى القاهرة، قائلا: «الحدود بتاعتنا فى أشد الاحتياج لسيارة أمن مركزى أو ضابط شرطة يقف يؤمن متظاهرين عند المنصة، أو أى حدث عارض». وطالب الضابط كل الناس بمساندة الشرطة والجيش للأخذ بالثأر وحماية أرض سيناء.