كاتب أمريكي: موافي طالب قبل شهرين بإدخال كتيبة من 30 دبابة و8 مروحيات إلى سيناء
عن مغزى "إقالة رئيس جهاز المخابرات مراد موافي بحجة إخفاقه في سيناء"، أشار الكاتب الأمريكي المخضرم ديفيد إجناتيوس إلى أن الرئيس محمد مرسي تخلص من جنرال يحظى بتقدير عال من مسؤولي المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية، و"يا لها من سخرية"، من أحد الذين كانوا يضغطون للقيام بحملة على المتطرفين في سيناء.
ولا شك أن قرار مرسي بإقالته يثير مخاوف الأمريكيين والإسرائيليين تجاه السياسات الأمنية لحكومته، وتحالفها مع الجنرالات، الذين ما زالوا يسيطرون على قدر كبير من السلطة من خلال المجلس العسكري.[Image_2]
وأضاف إجناتيوس "يبدو أن مرسي والجيش اتفقا على التخلص من رئيس المخابرات ليكون كبش فداء مناسب للهجوم الإرهابي في سيناء، لكن الغريب في الأمر أن موافي كان قد قال لأحد الضيوف الأجانب على مصر قبل شهرين أنه يفضل القيام بعملية في سيناء تنفذها كتيبة مدرعة من 30 دبابة و8 مروحيات وغيرها من المعدات، وهو ما دعا إليه أيضا مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، لكن الجيش المصري تأخر كثيرا في القيام بعملية كبيرة حتى مقتل 16 جنديا، ولذلك تبدو التصريحات التي رافقت عزل موافي مثيرة للدهشة، خاصة اتهام وسائل الإعلام له بتجاهل تقرير للمخابرات الإسرائيلية عن الهجوم، رغم تأكيده على حصول الجهاز على معلومات تفصيلية عنه، وأنه أبلغ الجيش لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
وأشار الكاتب إلى أن "موافي شخص وسيم وطويل القامة، يتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، ويدير جهاز المخابرات العامة من مكتب أنيق في حديقة بالقاهرة، ويعتبره مسؤولو المخابرات الأمريكيون والإسرائيليون والأوروبيون أحد النجوم الساطعة في الحكومة الجديدة، وربما أن هذا الثناء يثير غيرة كبار الجنرالات. وموافي كان أيضا المحاور الرئيسي مع الفلسطينيين، وكان مشغولا في الشهور الماضية بالتوصل إلى اتفاق مصالحة بين حماس وفتح، وهو يدرك أن مصر أصبح لها نفوذ أكبر على حماس، بعد أن أُجبرت على الفرار من مقرها الرئيسي الخارجي في سوريا. وقد تمكن موافي من التوصل إلى ما يشبه الهدنة بين إسرائيل وحماس، وبسبب سمعته الجيدة لدى الحكومات الغربية، ربما يشعر البعض بالقلق من أن يتخذ وضعا مشابها لعمر سليمان، رئيس المخابرات الراحل، الذي كان أقرب مستشاري الرئيس السابق مبارك، لكن الإخوان لم تكن لديهم هذه المخاوف، على الأقل حتى هذا الأسبوع، عندما بحث مرسي والجيش عن كبش الفداء للفشل في سيناء".[Quote_1]
وكشف إجناتيوس عن أنه طرح هذا السؤال عن موافي على الرجل الاستراتيجي في جماعة الإخوان، خيرت الشاطر، قبل أيام من جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي، فقال "إذا فاز الإخوان، سيبقى موافي في منصبه، لأننا لا نريد الصدام فيما يتعلق بالسياسة الخارجية". وأضاف الشاطر أن "جماعة الإخوان تدرك أن الاتصالات الرئيسية، مثل الاتصالات مع إسرائيل وأمريكا، تتم إلى حد كبير عبر قنوات المخابرات، واستمرارها مهم"، وأضاف إجناتيوس "لكن ذلك على ما يبدو كان وقتها وليس الآن".
وخلص الكاتب إلى أن "إقالة موافي مجرد صورة على شاشة رادار العلاقات المصرية الأمريكية، والمسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن حكومة مرسي تبدأ بداية جيدة، لكن هذا الحادث يظهر أمرين: أولا أن الوضع في سيناء خطير ويزداد سوءا، وتعتقد المخابرات الأمريكية أن عشرات من المجاهدين قدموا إلى سيناء في الشهور الماضية، بعضهم من مناطق قبلية في باكستان وبعضهم من ليبيا وآخرون من السجون المصرية، ويصف مسؤول أمريكي بعضهم بأنهم "تنظيم قاعدة طموح"، وثانيا أن الجيش المصري مشغول بتلميع صورته ورد الانتقادات الموجهة إليه، وفي سياق محاولتهم حماية أنفسهم يبدو الجنرالات سعداء جدا بالعمل مع مرسي والإخوان المسلمين، مثلما هو الحال في حادثة إقالة موافي".