عزيزى القارئ عندما تذهب لشراء أى سلعة فإن أول سؤال توجهه للبائع: ما اسم الشركة المنتجة، وكم مدة الضمان؟ هذا إذا كان الأمر يتعلق بسلعة ولكن هل تفعل ذلك مع السلعة الإعلامية؟ الإعلام الذى يقدم لك الأخبار ويصنع ع رأيك فى الأحداث حسب هواه؟ فى الواقع أن الأمر أصبح خطيرا جدا، خاصة فى ظل تلك الفوضى التى يعيشها الإعلام المصرى لدرجة جعلته يصنع الأحداث بدلا من نقلها ووصفها وتقديمها كما هى ويترك الحكم للمشاهد أو القارئ.. نسوا أن الإعلام هو نقل الحدث لا صناعته.. فإعلامنا الآن تحركه المصلحة الخاصة، حسبما يريد صاحب القناة، بطريقة تجعل اللون الرمادى أسود، وبدلا من أن يساعد على تقدم البلد، يصنع أزمة أنه يشيطن مصر بطريقة تجعل كل صلبان الغضب فى صدرها وهى ترى أبناء الوطن يتناحرون ويزداد حجم الهوة بينهم بسبب إعلام تحركه الأهواء على غرار ما فعله الإعلام الأمريكى فى العراق عندما أراد بوش التخلص من صدام وتدمير العراق، فقد لعب الإعلام الأمريكى لعبة الشيطان عندما شن حملة مفادها أن صدام يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وأن صدام قادر على حرق العالم العربى وإسرائيل، وبالفعل عاش العالم وصدق أكذوبة كيماوى ونووى العراق، وعندما اقتحمت القوات الأمريكية بغداد وخلعت صدام فى 2003، وإلى يومنا هذا وهى تبحث عن أسلحة الدمار الشامل ولم تجدها، ولكن أصبحت العراق كلها اليوم ممزقة وتتألم من غبن العالم لها، ولكن هل اعتذر الأمريكان عن أكذوبة صنعها مخابرات وإعلام أولاد العم سام؟ واقع الأمر أن بوش كان يريد أن يتخلص من صدام لسببين أولهما أن صدام رتب محاولة لاغتيال أبيه عند زيارته للكويت، والسبب الآخر أن صدام قرر عام 2000 أن يبيع بترول العراق باليورو بدلا من الدولار، ما سبب انخفاضا فى سعره عالميا بطريقة جعلت الثقة تهتز فى ملك العملات، وأصبح عرشه مهددا، فكان المطلوب جعل صدام عبرة فكانت أكذوبة أسلحة الدمار من أجل إيجاد سبب للخلاص من صدام، وهنا سؤالى للإعلام المصرى: لماذا تنتهج النموذج الأمريكى فى العراق؟ ولماذا لا تنتهج نموذج نبى الله موسى الذى كان يدرك أهمية الإعلام ودوره فى إظهار الحقيقة وإبطال سحر الساحر، فعندما تحدى سحرة فرعون اختار يوم الزينة، وهو يوم عطلة عند المصريين، واختار وقت ذروة وجود المصريين بالشارع، وهو وقت الضحى، حتى يشهد الجميع معجزة الله فى إبطال سحر سحرة فرعون، ثم يتناقل أكبر عدد من الناس الذين رأوا المعجزة الحدث حتى يصل للجميع أن سحرة فرعون كفروا به وسجدوا لله رب موسى وخالق السماء والأرض، لذلك عزيزى القارئ أريد منك أن تسأل نفسك دائما عن معقولية ما تسمعه من أخبار بعد أن ضحى الكثير من إعلاميى مصر بمبادئ وقيم الإعلام البناء من أجل إرضاء من يدفعون، لا من أجل بناء مصر وتوحيد كل فئات المجتمع خلف مصلحة مصر العليا.