إذا كنت زملكاويا أو من جماهير يونيو فعليك أن تفرح لأن الممثل البارع سيغادر مسرحه قريبا، أقصد هنا المدعو محمد أبوتريكة، فالإخوانى الذى يمثل على نفسه قبل الآخرين أتقن أدواره سواء على المسرح الأخضر أو فى الحياة، وصدر صورة مغايرة لشخصه ووصفه ورسمه، وابتلع الجميع الطعم والآن عليهم أن يلفظوه حينما يرحل إلى قطره أو أردوغانه، فجميع «المظلمين» ينتظرونه، «عبدالماجد» والشلة، حيث تقام هناك الموائد على شرف الوطن المستهدف مع غرف الربعاوية فى الفنادق القطرية والإسطنبولية، وإذا كان المستقر على مضيق أو خليج فالبسفور أو المياه العربية جميعها تأتى بالدولارات، وإذا كان أبوتريكة فالكيس سيمتلئ أكثر فهو ربعاوى محترف، يحمل وجها رخاميا لا ينطق بشىء سوى التقية والتحور البيئى مثل كائنات الصحارى، المظهر حمامة أما الداخل فصقر مثل الصقور التى تتحرك بولاءات خارج الوطن، وتحمل بداخلها مارد العنف المخفى وراء جبال المصلحة والتحلق حول السلطة منذ أن أنشأ «البنا» جماعته المصلحية على شط القناة!
«أبوتريكة» سيذكره التاريخ بمنطق مدرجات الدرجة الثالثة، تشجع أكثر لكنها لا تستمتع بما فعلته، فهى لا تشاهد الكرة من أجل الاستمتاع بالكرة بل من أجل التنفيس، فلن تستطيع فى مدرجات الثالثة أن ترى هدفا أو تنسجم مع باصة أو تمريرة تذهب بالكرة إلى المرمى، سيكتب الأهلى فى سجلاته أن الممثل كان هنا وسيكتب التاريخ أن الممثل كان هناك فى رابعة، ما سترونه من أبوتريكة لن يكون بردا وسلاما على جماهير تحب الأهلى وليس أبوتريكة، لم أحبه مطلقا حتى وهو يهدف لصالح مصر، فالوجه الذى التقيته لا يبعث على الراحة، وإن اقتربت من دائرته خاصة اللاعبين المقربين منه، ستفاجأ باللقب والاسم الذى ينادونه به، سواء فى المنتخب أو الأهلى، إنه «ميسو» فالشخص الغارق فى خداع الآخرين والتلون لا بد أن يكون «مياسا» ولو سألت لاعبا قديما عن «ميسو» سيجيبك قطعا «إنه أبوتريكة» وهو ما ترجمه «ميدو» علنا فى إحدى مداخلاته التليفزيونية، فقد نطق بالوصف الحق «المياس» وهذا هو سمت ووصف «أبوتريكة» فى عالم الكرة!
الأهلاوية خلقوا بطلا من ورق وأخرجوه من دائرة الـ18 إلى دائرة القلوب ونعتوه بالأخلاقى والقديس.. إلخ من مبالغات الصحافة الرياضية التى تتحمل كثيرا من خطايا مرحلتنا الماضية، واليوم يقبرونه رغم كل لحظات السعادة التى منحها إياهم، لكن من الواجب الآن التعامل معه باحترافية المواطن، فـ«ميسو» الشهير بـ«أبوتريكة» سيكشف وجها آخر موجها إلى وطنه سواء فى سره بالقاهرة أو علانيته عندما يغادر البلاد ليلحق بالجوادى وجماعة الشذوذ القطرية التركية المصرية الأصل، أبوتريكة.. يا «ميسو» الإخوانى.. اذهب غير مأسوف عليك وستلحق بك كتيبة الإخوان فى النادى الأهلى!!