هيكل لـ لميس الحديدي: الطوفان قادم.. و2014 عام تحديد المصير
قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر أين وإلى أين؟"، إن ما تعيشه المنطقة الآن سببه تلاقي قوتان وإرادتان متضادتان، الأولى هي الربيع العربي النابع من إرادة التغيير الشعبي، والأخرى التدخل الخارجي الذي يريد أن يضع قبضته على التغيرات قبل أن تأخذ مسارا لا يناسب مصالحه.
*لماذا ترى أن العام 2014 هو عام المصير؟
ـ دائماً في حركة التاريخ تكون هناك ثمة تراكمات تضاف إلى بعضها البعض، نحن منذ 15 عاما تقريبا بواقع الأمر نعيش هذه التراكمات بداية من الصلح المنفرد المصري مع إسرائيل والحرب اللبنانية والثورة الإيرانية وأفغانستان، وكل حمى الحرب العراقية وتدميرها، لكن أظن ونحن في عام 2013 أننا وصلنا إلى ذروة هذه التراكمات، المنطقة منهكة بشكل كبير، وأخشى أن تكون هذه المنطقة على وشك السقوط لولا بقيت بعض الأعمدة التي تسند الصورة، لكن أنا أخشى أن تتحول بعض هذه الحوادث في عام 2014 من تراكم كمي إلى حالة كيفية، قد تفاجئنا بأحداث مالم تنهض بقية القوائم في المنطقة، وأولها مصر، رغم ما فيها وما هو ملقى عليها من تبعات ومسؤوليات وأثقال وهموم، عليه أن يقف على قدميه، وبقي شيء في الخليج يجب أن يتماسك وشيء هناك في منطقة لبنان، المحيط بات في منتهى الصعوبة، باقي في مصر جزء مهم جدا، أنها برغم المشاكل لكنها لاتزال تقف على قدميها، والعام المقبل عليها أن تتقدم، وإلا فإني أخشى أن يعم هذا الطوفان، وأن يسير في المنطقة بأسرها، والغرب المصري لايزال ساكنا، والجنوب ملتهبا، فعندما تطلين على الخريطة يصيبك الذعر.
* ألم يكن من الأجدر اعتبار 2013 السنة الحاسمة لأنها شهدت سقوط نظام الإخوان، ليس في مصر فقط بل في المنطقة؟
ـ هذا صحيح، لكن بخصوص سقوط الإخوان، فقد بدا مبكرا جدا أن الإسلام ليس هو الحل، فهو موجود في قلوبنا جميعا لكن لا ينبغي أن نلقي عليه مسئوليات مستقبلنا، مستقبل البشر في يد البشر وفي إرادتهم وطاقتهم، ولم يفاجئني سقوط الإخوان، أنا أظن أننا خلطنا بين فكرة الإخوان وبين قوة الفكرة الدينية، وأظن أنه ثبت جليا منذ وقت مبكر أن الإخوان أتوا إلى سدة الحكم في "وضع خاص"، ولم يكن اختيارا حقيقيا من الشعب بشكل تاريخي، لكنه اختيار صنعته المصادفات والظروف، أنا شخصيا عندما قلت إن الإخوان من حقهم الاقتراب وأخذ السلطة كان هذا في معرض حديثي عن تيار هائم في المنطقة يتصور أن لديه ردا على سؤال المستقبل، وقلت حسنا تفضلوا إذا كان لديكم الجواب، لكن في حقيقة الامر لم يكن لدي أمل كبير لأنهم بعيدون عن العصر جدا.[FirstQuote]
* تحدثت عن أنه إذا كانت المنطقة لم تقف ولن تتماسك فثمة طوفان قادم، ماهو هذا الطوفان؟
ـ الطوفان وحده لا يكفي، كل ماحولك عبارة عن دمار، على سبيل المثال جنوبا في السودان، الذي يشهد حالة من الانفكاك تقريبا بدأ بانفصال أول شمال السودان عن جنوبه، ثم الانفصال الثاني وهو عبارة عن محاولة أخرى حدثت بالأمس القريب، وهناك كردفان ودارفور ثم الصومال، وبالتالي الجنوب يمثل جبهة مشتعلة، وفي جهة الغرب تجاه ليبيا هناك جبهة أخرى مشتعلة، والمشرق العربي هناك جبهة مشتعلة حتى حدود إيران، ومشاكل البحرالمتوسط التي لانعلم عنها شيئا، وماحدث هو أن مصر تقف الآن في دائرة نار وأنا قلق جدا عليها، وإذا لم تقف وتتقدم وتزيح ما أمامها أخشى عليها، فهناك موقف اقتصادي على الحافة، وموقف سياسي أيضا على الحافة، وموقف فكري اجتماعي على الحافة، والتصورات تحتاج كلها إلى بعث جديد، مالم يقف هذا البلد ويستجمع قواه فأنا أرى أنه أمام مشكلة كبيرة جدا.
الأخبار المتعلقة:
هيكل: السيسي في مأزق بين نداء الناس و"بدلته العسكرية".. وأرى إجراء الانتخابات الرئاسية أولا
هيكل: محامي إنجليزي نصح الإخوان بأن تتبنى إحدى الدول قضية ضد مصر في "الجنائية الدولية"
هيكل: قيادي إخواني هاجم ناصر أمام مانديلا.. فقال لي الزعيم الإفريقي "لماذا سمحتم بذلك؟"
هيكل: أردوغان ابتعد عن الحقائق ويعيش في "الأساطير" بدليل إشارة "رابعة"
هيكل: لا أتوقع أن توجه إسرائيل ضربة إلى إيران.. وعلى الخليج إعادة التفكير في علاقته بطهران
هيكل: إسرائيل اشترطت على الفلسطينيين "يهودية الدولة" وبقاء جيشها 4 أعوام
هيكل: زعماء قبائل ليبية طلبوا تدخل الجيش المصري لإنهاء "فوضى الميلشيات"
هيكل: ظهور "نصرة الإسلام" منح الحياة للنظام السوري.. والأسد سينجح في أي انتخابات رئاسية
هيكل: أوباما تراجع عن ضرب سوريا لأن "حججه ضعيفة".. ومندهش من غضب بعض العرب
هيكل: كل الأطراف في لبنان استقبلتني بسؤال واحد "طمنا على مصر"
هيكل: الشباب الإماراتي لديه مخاوف تجاه إيران أراها غير مبررة.. وعلى العالم العربي إعادة حساباته
هيكل: حزب الله دخل القصير من منطق "الدفاع عن النفس".. ولا يوجد في العالم العربي من يعتبر "الأكثر قوة"