«اللهم اجعله خير».. فاليوم وبعد غياب استمر 6 أشهر وبعد مرحلة طويلة من الشد والجذب، صاحبها اليأس تارة وارتفع خلالها الأمل إلى عنان السماء مرات، يعود الدورى المصرى للانطلاق فى موسم جديد واستثنائى نتمنى جميعاً أن يبدأ، حتى إن كانت البداية بمباراة بتروجيت والجيش، لكن الأهم هو أن يكتمل ولا يكون مثل سابقيه، فالإلغاء هو القرار الأسهل والأجهز عند مواجهة أى مشكلة مهما صغر حجمها.
فالكرة المصرية دفعت الكثير على مدار ثلاثة أعوام بسبب التوقف، ويكفى الخروج من تصفيات كأس العالم بفضيحة، والخسارة المهينة للأهلى فى مونديال الأندية أمام فريق متواضع، ولذلك فالكل مُطالب بأن ينظر بعين الاعتبار إلى الكرة المصرية ويكون رفيقاً بالجماهير فى مصر، لأن الجميع سدد نصيبه من الحساب فى فاتورة ما حدث فى بورسعيد، حتى المشاهد البسيط حُرم من متعته.
علينا أن نضع خطة العودة والاستمرار، بحيث تقام المباريات تحت أى وضع، طالما أقيمت دون جمهور، لكن الأهم أن يكون لدى المسئولين تصور لعودة الجمهور خلال فترة محددة، فكرة القدم استثنائية ولا تلعب دون جماهير، والأكثر أهمية أن يعود الدورى للمجموعة الواحدة وللعدد الطبيعى من الأندية بما يضمن أن تعود للمسابقة هيبتها التى انتهت عندها قبل مباراة المصرى والأهلى فى اليوم المشؤوم.
من حق الجميع فى الوسط الرياضى أن يفرح، وأن يقدم الشكر للقيادات الأمنية والعسكرية على استئناف النشاط، ولكن دون مبالغة حتى نرى المسابقة تكتمل، لأن الإلغاء وهو الإحساس الأكبر لدى الغالبية، إن حدث سيضاعف الخسائر، فالكل على استعداد للتضحية وتحمل أى ظرف فى سبيل أن يعود النشاط ويستمر، وأتمنى أن تُستغل تلك الحالة لتجاوز محنة اقتربت من أن تكون عقدة لكل الرياضيين.
الأندية المصرية تجاوزت حد الإفلاس، واللاعبون فى كل الفرق يعيشون على السلف والدين، وتأخر المسابقة أو إلغاؤها ينذر بالأكثر من ذلك، خصوصاً أن وضع الأهلى باعتزال نجميه «أبوتريكة وبركات» يجعل الأمل فى تكرار الفوز ببطولة دورى الأبطال مستحيلاً ويحرم الكرة المصرية من أى إنجاز، ولذا فليس أمامنا إلا الانغلاق على أنفسنا بالنشاط المحلى لنستعيد البريق المفقود للكرة فى مصر، على اعتبار أن أملنا فى زيادة لاعبينا المحترفين بات سراباً مع توالى النكسات، والأهم أن عدداً من لاعبى الأندية المصرية يسعون للرحيل إلى دوريات عربية بحثاً عن انتظام مستحقاتهم، والبداية بأحمد فتحى لاعب الأهلى الذى أنهى اتفاقاً مع الهلال السعودى على الرحيل إليه فى يناير المقبل، أو على أقصى تقدير عقب انتهاء الموسم وعقده مع ناديه فى يونيو.
«اللهم اجعله خير»، أحلم أن يبدأ الموسم الكروى وينتهى على خير، وأحلم أكثر أن أعيش حتى أرى الدورى المصرى من مجموعة واحدة تضم 16 أو 14 نادياً، وتعود المنافسة داخل الاستوديوهات التحليلة بنفس قوة المنافسة على اللقب، وبما يضمن لصناعة الكرة أن تستعيد مكانها ومكانتها.