صارت جماعة الإخوان وأجنتها السِفاح من تكفيريين وجهاديين كالضبع الجريح الذى أصابته لوثة عقلية، كرة اللهب معلقة فى ذيله وهو يعدو بهستيريا وتلذذ فى حقل القمح يحرق ويدمر ويخرّب، وكلما رأى أطلالاً وخراباً وأنقاضاً زادت نشوته وارتفعت حدة الأورجازم فى غدده التى تفرز أبشع رائحة فى الكون، كمية متفجرات مذهلة سمع صوت انفجارها سكان المنصورة، أكبر مدن الدلتا، تجاوزت أضخم سور خرسانى حول مديرية أمن فى الشرق، وحطمت مبنى من خمسة أدوار وحوله محيط رهيب من المحلات والبنوك والبيوت!، تخيلوا كم الحقد والغل والحيوانية والهمجية والسفالة التى تسكن قلب من وضع كل هذه الكمية الرهيبة فى أهم منطقة حيوية لأهم محافظات الدلتا لكى ينتشى بمنظر الأشلاء المتطايرة والأطراف المبتورة، لماذا؟ تخيلوا لماذا؟ لكى يُرضى الرب!! تخيلوا هؤلاء السفاحين يتخيلون ويقتنعون بأن الله سبحانه قد طالبهم بأن يخدموه ويتقربوا إليه طاعة وإيماناً بهذا المشهد الدموى الذى شاهدناه فى المنصورة، وقبلها بذبح سائق وحرق سيارته، وقبلها بذبح حلاق فى بورسعيد وتمثيل بجثة جندى فى سيناء وإلقاء أم من الشرفة ورمى طفل من سطح العمارة وتقطيع لأوصال جثث ضباط وسحلها فى كرداسة، ثم إلقاء ماء النار عليها وقتل جنود رفح برصاص فى الدماغ من الخلف وهم مقيدون وعيونهم مغمّاة.. إلى آخر كل هذه المجازر المقزّزة التى يؤمن هؤلاء بأنها تُرضى الله! الإخوان اخترعوا ديناً جديداً وإلهاً آخر وشريعة أخرى وإنسانية مختلفة وقيماً غريبة وعجيبة تُعلى من السفالة وتمجد القبح والدمامة والدم والذبح والخيانة والتآمر والتخابر وتنفى تماماً الوطنية والوطن، أين أنتم يا دعاة المصالحة ويا من اعتبرتم ذبح السائق مجرد انفعال وتهور؟ ماذا ستعتبرون، وفى أى خانة ستصنفون هذا العمل الخسيس الذى أودى بحياة العشرات وأصاب المئات فى المنصورة؟ هل ستصنّفونه من باب النرفزة والانفعال والزعل والقمصة؟ لا بد أن نشطب مع هؤلاء الخونة من قاموسنا مصطلحات الهوادة والليونة والطبطبة والميوعة والنُص نُص والتنحى، استشعاراً للحرج وتوزيع الفيشار، تدليلاً للحرائر والاستضافة الإعلامية لهم تحقيقاً للحياد والانتظار لعطايا ورضا المجتمع الدولى والجمعيات الحقوقية ونفعل القانون بجد وننفذه بجد، أى شىء ما عدا أمن المواطن وأمن الوطن الآن هو رفاهية، أولى درجات السلم هى الأمن والأمان والاطمئنان إلى أننا نعيش فى وطن لا غابة، ونستظل بظل حكومة لا قعدة عرب وجلسة نميمة، ونعرف ونوقن ونتأكد أن قُطّاع الطرق والمجرمين والخونة والسفاحين والسيكوباتيين فى السجن لا فى الحزب أو فى النادى أو فى قطر أو فى تركيا، بعدها نطلب أى شىء ونختلف على أى طلب، لكن البداية أن يكون لبيتى باب وحائط وسور، ثم فلنتحدث بعدها عن الباركيه وورق الحائط والجاكوزى.