أحياناً من فرط بديهية المعلومة وأنها حتماً قد حدثت يتعطل ويتوقف مخك عن السؤال عنها، فالسؤال عنها فى هذه الحالة سذاجة، هذا ما حدث عندما تابعت زيارة الرئيس عدلى منصور للكاتدرائية، ضغطت على زر الريموت أقلب فى القنوات بملل فما أشاهده على الشاشة، من وجهة نظرى، شىء روتينى وطبيعى وبديهى، ومن المؤكد أن هذا التصرف قد مورس من قِبل كل رؤسائنا وحكامنا، إلى أن صدمنى صديق قبطى موقظاً ذاكرتى بأنها أول زيارة لرئيس مصرى للتهنئة بعيد الميلاد داخل الكاتدرائية!، معقول بعد وضع عبدالناصر لحجر أساس الكاتدرائية مع البابا كيرلس لم يدخلها رئيس إلا مبارك مرة واحدة لأداء واجب عزاء؟!، إذن هى بالفعل تستحق لقب ووصف زيارة تاريخية، إذن هى فأل خير لاستفتاء الدستور، إذن هى أول تفعيل لمواد المواطنة على أرض الواقع، ولكن بما أن الشىء بالشىء يذكر، وبما أن الضد يظهر حسنه الضد، وبما أننا نحن فى مصر نحب النكد ونجتر الذكريات السيئة فى عز لحظات الفرح، ولأننا أيضاً نعانى كشعب من ذاكرة السمك التى تتبخر منها الأحداث فلا بد أن نتذكر معاً القبح فى زمن مرسى لكى نحس ونقدر قيمة هذا التصرف وتلك الزيارة، هذه فلاشات سريعة عن الأقباط فى زمن المخلوع المعزول، ممثل مكتب الإرشاد فى الرئاسة:
• «وأصارحكم بأننى لا أشعر براحة من علاقات فاترة، لا تخطئها عين مدقق خلف الابتسامات واللقاءات البروتوكولية التى تجمعنا مع الإخوة المسيحيين» جملة من أحد خطابات مرسى العصماء.
- «معظم من كانوا فى الاتحادية من المسيحيين»، جملة من أحد تصريحات فيلسوف الإخوان محمد البلتاجى.
- 31 يوليو 2012 أحداث دهشور التى نشبت على خلفية خلاف بين شاب مسلم و«مكوجى» مسيحى وإصابة سبعة أشخاص، ثم 29 أكتوبر 2012 وقعت اشتباكات بين عدد من المسلمين والمسيحيين فى قرية عزبة ماركو ببنى سويف، على أثر رفض أهالى القرية من المسلمين قدوم مسيحيين من خارج القرية للصلاة داخل الكنيسة الموجودة بالقرية، 3 مارس أسيوط واتهامات باغتصاب طفل جنسياً، 5 أبريل 2013 أحداث الخصوص بسبب رسم صليب على جدار معهد دينى، النتيجة 4 قتلى وسبعة جرحى، 7 أبريل ولأول مرة فى التاريخ إطلاق نار على الكاتدرائية أثناء تشييع الجنازة.
- صدور فتوى بتحريم التهنئة بأعياد المسيحيين، وحاول الإخوان مغازلة المسيحيين بعدها بطريقة «جه يكحلها عماها»، فقال مفتيهم عبدالرحمن البر يجوز فى عيد الميلاد ولا يجوز فى عيد القيامة!!.
- غياب مرسى ورئيس وزرائه عن حفل تنصيب البابا الجديد.
- هجرة ما يقرب من مائة ألف قبطى من مصر.
- ما حدث بعد عزل مرسى من الإخوان فى حق الأقباط أظهر وجه الإخوان القبيح الحقيقى، كانت الحصيلة 212 حادثاً بين تعدٍ بالقتل وهجوم على كنائس ودور أيتام.. مقتل 15 شخصاً وتشريد أكثر من 1000 أسرة.. واختطاف 7 وحرق وسلب أكثر من 73 كنيسة.