هناك أشياء عديدة يمكن أن تفعلها فى الإجازة، كأن تشاهد جريندايزر، أو تخرج فى فلوكة نيلية، أو تسافر الإسكندرية لتأكل كسكسى وبليلة من عند الشيخ وفيق، أو تدخل فيلم ذئب وول ستريت لدى كابريو، أو تخرج جهاز النينتدو القديم لتلعب street fighter مستمتعاً بنوستالجيا صارت تعيش فينا أكثر مما نعيش فى واقعنا الغريب، أو مستمتعاً بحلبسة على الكورنيش، مشيحاً بوجهك عن القبح الذى يجاول أن يغلب ذكرياتك مع هذا الكورنيش، أو جالساً عند جيلاتى عزة لتأكل الآيس كريم والمطر يغرق الشوارع، أو كل ما سبق، أو لا شىء مما سبق، لكن المهم ألا تتنازل عن ثانية واحدة من الإجازة التى اقتنصتها من مجدى الجلاد لتفصل عن السياسة، لكن الحقيقة أن كل ذلك لم يحدث، وأن ما حدث هو أن قابلنى أحدهم عند رف الزبادى فى الماركت الشهير ليتطلع لى متفحصاً على طريقة المشتبه بهم، ثم يسألنى شامتاً: هما رفدوك؟؟
- هما مين
- الوطن
- الوطن لو عليه يرفدنا كلنا.. بس إحنا صعبانين عليه.
كان يتحدث عن الجريدة، وأتحدث عن الوطن كله، وقال لى: ألا تعرفنى.. أنا فلان اللى هاريك نقد وشتيمة فى التعليقات!!!
أخبرته أن مرض قراءة التعليقات ومتابعتها أو الاهتمام بها شفانى الله منه منذ حوالى عام، وأن من حقه أن ينقد لا أن يشتم، ومع ذلك: الله يسامحك على الشتيمة.. أجيبلك زبادى؟؟
سألنى: يعنى إنت مش زعلان؟
- أزعل من إيه حضرتك.. اشتم زى ما تحب.. بينى وبينك ربنا.
- بس إنت مستفز.
- هو الحقيقة أنا مستفز فعلاً.. وحضرتك تقدر تبعد عن الاستفزاز ده بإنك لا تقرأ لى ثانية.
- يعنى إنت مش فارق معاك؟؟
- يا فندم القارئ زى الزبون.. دايماً على حق.. لكنه ليس فى حساباتى بالمرة.. أنا بأعامل ربنا، ولو وضعت فى ذهنى رأى القارئ فيما أكتب، فلن أكتب حرفاً لأننى لن أرضى الجميع.. أنا لا أريد أن أرضى سوى ضميرى.
- بس إنت بتكره السيسى.
- مين قال لك؟؟
- يعنى بتحبه؟؟
- مين قال لك برضه؟؟
- يبقى إنت طابور خامس.. لا بتحبه ولا بتكرهه.
- الله يسامحك.. حضرتك بتاكل زبادى بالفواكه والا لايت.. أنا أصلى مش لاقى زبادى بلدى.
- إيه رأيك فى الدستور؟
- ابن حلال.
- هتقول لأ والّا نعم؟؟
- هتفرق معاك؟؟
- يبقى هتقاطع.
- أنا عندى العيال بياكلوا زبادى بالسكر.. إنما الزبادى البلدى بتاع زمان اللى بيتحط فى الفخار ده أنا مفتقده جداً.
- إنت زعلان ليه من التسريبات؟
- مش زعلان.. ده أنا فرحان.. ده لو علم المصريون ما فى التسريبات من خير لتمنوا اليوم كله تسريبات.
- بس إنت اتريقت على التسريبات.
- بامبرز بتاع العناية الفائقة اللى هو أبوكيس أبيض ده.. ممتاز للتسريبات.
- إنت خايف منى؟
- ده أنا مرعوب.. ده أنا بموت فى جلدى.
- إنت بتتريق عليا؟
- لا سمح الله.. حضرتك وش تريقة برضه.
- أمال مالك كده؟
- عايز أجيب زبادى وأروح، وحضرتك مصمم تسألنى عن حاجات موجودة فى المقالات اللى حضرتك بتقول إنك بتقراها وتشتمنى عليها..
- طب ما ده حقى عليك.
- خلاص.. حقك عليا.
- إنت بتحب الكردوسى؟؟
- الكردوسى بيحب السيسى.
- إنت بتهرب من السؤال ليه؟؟
- الكردوسى بحبه طبعاً.. وببقى مبسوط لما بشوفه.
- أمال مش مبسوط ليه بمقالاته؟
- عشان مش بشوفه.
- بس أنت متلون.
- صح.. كانوا بيسمونى زمان فتحى قوس قزح.
- حرباية يعنى.
- الله يسامحك.. بس لو ده يخليك تسيبنى أجيب الزبادى وأروح أبقى حرباية.
- هى حاجة واحدة بس، وأسيبك وأمشى.
ثم أتبع كلمته بأن أشار لى بعلامة رابعة.. وتركنى مع الزبادى.