تذكرت الإخوان وأنا أشاهد فيلماً كوميدياً هزلياً اسمه «أربعة اتنين أربعة» على إحدى القنوات الفضائية أمس الأول، الفيلم فيلم مقاولات من الطراز الأول الفخم وبامتياز، وهو من الأفلام المسلوقة فى أسبوع، وبالرغم من تلك السمات التى تجعله فيلماً فاشلاً بكل المقاييس فإننى تعمدت مشاهدته وباهتمام لأنه ذكرنى بالإخوان! ليس لارتباطه برقم أربعة و«رابعة» فلا توجد أدنى علاقة بين هذا وذاك، ولكن لأن الإخوان وقصة الفيلم يشتركان فى نفس الفشل ونفس الهزل ونفس الحماقة ونفس التهريج، خيال الإخوان الجامح المريض بهلاوس سمعية وبصرية هيّأ لهم أنهم يستطيعون إدارة دولة بحجم مصر والفوز فى مباراة التقدم بمصر إلى المستقبل، نفس خيال فريق كرة القدم فى الفيلم الذى جعلهم يتوهمون أنهم سيفوزون بالدورى العام، تخيلوا فريق كرة قدم مكوناً من سمير غانم ويونس شلبى «خط دفاع» ومحمد شوقى ووحيد سيف ونجاح الموجى «خط النص» ومحمد أبوالحسن وأحمد عدوية «رأس حربة»!!، أترك لخيالكم العنان كيف يفوز هذا الفريق المصاب بالكساح بأى مسابقة دورى حتى ولو كان دورى المساطيل؟! كيف تخيل فريق الإخوان الذى لا يفهم إلا فى أمور البقالة والسمسرة بقيادة «الشاطر وبديع ومرسى والبلتاجى والعريان وصفوت» أنهم سيديرون مصر ويكسبون دورى الحكم فيها، إنهم بالكاد يجلسون على الخط بل جلوسهم فى المدرجات شىء مستهجن ومكروه، كيف تصور «مرسى» الذى كل مؤهلاته أنه مجرد دمية فى يد والمرشد واستبن فى توك توك الشاطر أنه يستطيع حكم مصر واللعب ككابتن فى فريق إدارتها؟! كيف عنّ لـ«الشاطر» تاجر الأنتريهات أن يكون رأس حربة فى خط الهجوم الذى سيحرز الأهداف ويهز الشباك؟ أقصى ما كان سيفعله «الشاطر» أن يحرز أهدافاً فى مرمانا، كيف سمح حسن مالك، وكيل البنطلونات التركى، لخياله أن ينصِّب نفسه بيل جيتس مصر ورونالدو الفريق القومى، وإمكانياته الفنية لا تسمح له إلا باللعب كعارضة؟! فيلم «أربعة اتنين أربعة» السينمائى برغم مستواه الردىء محتمل ومثير للضحك، لكن فيلم الإخوان الذى ينتمى لفن اللامعقول غير محتمل ومثير للحزن والشفقة والرثاء.