لأن الإخوان غليظو الحس سقيمو الوجدان منعدمو الإحساس كارهو البهجة رفقاء الكآبة والتجهم، لهذا يكرهون المرأة، يكرهون المرأة الفاعلة الثائرة المتمردة الإنسانة، ولكنهم بالطبع يعشقون حتى الثمالة الأنثى كسلعة جنسية، مجرد وعاء غريزة، مجرد دائرة يُخرجون فيها كبتهم، مجرد ثقب يسرّبون من خلاله عقدهم النفسية، مجرد دورة مياه يُفرغون فيها حرمانهم الجنسى!! يُغرمون بها فرداً فى طابور الجوارى وينفرون منها فرداً متفرداً يقود طابور التحرر، يغسلون أدمغتنا ويزيفون وعينا ويخادعونها ويغازلونها قائلين: أنتِ الجوهرة المصونة والدرة المكنونة، وهم يتاجرون بها ويلعنونها ويصفونها بالحماقة ونقصان العقل وصداقة الشيطان وأن مصيرها هو قاع النار، فيحولونها إلى معوقة روحياً كسيحة عقلياً مشلولة نفسياً متبلدة اجتماعياً مسجونة منزلياً يغمرها الإحساس بالذنب والخطيئة مع كل تصرف أو سلوك، يحولونها إلى جوهرة فالصو مدفونة ودُرّة يعلوها الصدأ مأفونة، اجتاحت الإخوان عاصفة غيظ وغل وغضب من المرأة عندما ملأت لجان الاستفتاء على الدستور، امتلأت صفحاتهم التى تقطر سماً وغباء بكلام حقير وسافل واصفة النساء اللاتى نزلن الاستفتاء بالغانيات، واستعانوا بفيديوهات الغناء والرقص والزغاريد لإثبات اتهاماتهم الغبية! ما رأيكم يا سادة بأن أهم وأجمل ما فعلته المرأة المصرية، فضلاً عن نزولها ومشاركتها، هو هذا الغناء والرقص والزغاريد والبهجة والخروج من شرنقة الكآبة والتجهم والسوداوية التى زرعها فينا وسمم جوّنا بها الوهابيون قادة الفقه البدوى ومرجع البنا وقطب، الثورة تاء تأنيث والوطنية إبداع مؤنث سالم والثأر تحريض إستروجين، دائماً ثأر الصعيدى تحمله الأم الصعيدية فى قلبها سنين حتى يكبر الولد فتحرضه على الأخذ بالثأر، هكذا فعلت المرأة المصرية التى ثأرت لكرامتها من زمن الإخوان، هذا الزمن الذى نادى بزواج الأطفال وطمس صورتها ورسم بدلاً منها وردة، ومسح هدى شعراوى من مناهج الدراسة ليُبرز نماذج رديئة باكينامية وأم أيمنية وأم أحمدية وشاطرية، نماذج إرهابية بلا لون أو طعم أو رائحة، صدّر الإخوان إلينا ريا وسكينة طبعة 2013، بهجة المرأة ورقصها وغناؤها فى الشارع هى فرحة باستعادة المرأة والبنت وست الستات، البنت هى الفراشة الملونة التى تنشر وتنثر حبوب لقاح البهجة فى الجو والدنيا، أرادوا قص أجنحتها وتحنيطها فى كتب تراث صفراء لعرضها فى مخدع من يسيل لعابه لاغتصاب بكارة حياتها وجعلها عجوزاً وهى فى شرخ الشباب، المرأة هى عطر الأمل والحلم بغد مشرق، زغاريد تلعلع وتصل إلى عنان السماء بالإفراج عن الأنثى المقهورة المحبوسة فى شوال كربون يصادر هويتها وملامحها ويختصرها فى حُرمة. المرأة ستغنّى غصب عنكم، وسترقص فى الشارع فرحاً بدون أن توصف بالمتهتكة لأن عينك المريضة المتحرشة هى التى تترجم بمرضها المزمن وحرمانها المحرق وكبتها المؤرّق أى حركة أو لفتة على أنها دعارة أو قباحة أو قلة أدب، والحقيقة أنك أنت قليل الأدب ومنعدم الإحساس بالجمال وكثير التبلد والتجرد من الإنسانية. المرأة قادت واستعادت وحلمت وابتهجت وخرجت من سجن التصحر والبداوة وصدمتنا، ولكنها الصدمة الكهربية التى يستخدمها أطباء الأمراض النفسية لاستعادة إيقاع المخ وتنظيم أوركسترا العقل، وها هى فعلتها، و«والله وعملوها الستات».