م الآخر| بالصور| "بسام".. المكافح في مواجهة الفتى المدلل
لا تتعجبوا من العنوان يا أصدقائي، فأنا لا أعاني من الحقد الطبقي، لكني منذ صغري وأنا أرى أن شخصية بسام في مسلسل الكارتون الرياضي الشهير "كابتن ماجد" كانت أحق بأن تكون هي الشخصية الأولى في الحلقات.
عانى الفتى الأسمر مفتول العضلات من اليتم، ووجد نفسه مسؤولاعن أسرته في سن مبكرة، وبدلا من ان يتجه للانحراف بسبب ظروفه، فضل أن يعمل في توصيل الألبان ليوفر نفقاته وأخوته ويساعد والدته، وبالطبع كان الفتى المكافح يريد أن ينفس عن غضبه من ظروفه، ولم يجد أفضل من كرة القدم لينفس بها عن غضبه ويستعين بها في التغلب على معاناته في الحياة.
وعلى الجانب الآخر كان هناك "ماجد".. الفتى المدلل صديق الكرة، صحيح أنه هو الآخر نشأ بعيدا عن والده، نظرا لعمله قبطان بحري، لكنه على الأقل كان يعرف أن أباه على قيد الحياة، وهو أيضا لم يعان من ضيق العيش يوما ما، بل ساق القدر إليه "فواز" أفضل لاعب في العالم ليدربه.. وكانت المواجهة الدائمة في الجزء الأول والثاني من المسلسل بين "المكافح" و"المدلل".
لا أنكر أن ماجد لم يكن مغرورا، وكان صاحب خلق عال، وأن بسام كان عنيفا جدا معه ومع باقي منافسيه، لكن هذا العنف لم يكن نتيجة حقده عليهم.. فلو نظرنا لوضع بسام وما يدور في نفسه أثناء خوضه المباريات، سنجده يفرغ غضبه كله في الكرة التي يسددها نحو المرمى، ولهذا تخرج من قدمه محملة بكل ما يجول داخله من مشاعر، كما أنه لم يكن يريد الفوز بالبطولة ليحقق مجدا شخصيا، أو ليكون أفضل لاعب في العالم كما كان يريد منافسه ماجد، لكنه كان يأمل في الحصول على المنحة الدراسية من المدرسة الثانوية ليوفر نفقات دراسته على والدته، وعندما ذهب للمدرسة الثانوية أصبح شغله الشاغل هو التغلب على ماجد ليثبت له ولنفسه أنه أفضل منه رغم المعوقات.
وأنا أظن أن ما عاناه بسام في حياته وما وصل إليه بعد ذلك من إثبات للوجود والاحتراف في أفضل أندية إيطاليا، كان يؤهله بجدارة ليكون هو بطل حلقات المسلسل الشهير، ويبدو أن مؤلف المسلسل أحس بما يجول في خاطري، فأراد أن يقتسم بسام البطولة الوطنية مع ماجد في الجزء الثاني، ثم بدأ في إعطاء بطلي المفضل حقه في الحلقات، فها هو يصبح من أفضل نجوم المنتخب الوطني، ويثبت وجوده في إيطاليا في الوقت الذي عانى فيه ماجد في إسبانيا قبل أن يلتحق بالفريق الكتالوني الأول.
ورغم أن ماجد وبسام أصبحا أصدقاء ونجوما في نفس الفريق.. فإني لا زلت مصرا على اعتبار الفتى الأسمر هو بطل الحلقات الرياضية المفضلة لأغلب أطفال العالم.