يا صباح ذاكرة السمك، ويا صباح نظريات المؤامرة، ويا صباح الغباوة البيور، ويا صباح الفل على الدببة التى قتلت أصحابها فى نظام مبارك، ثم دخلت فى بيات شتوى طيلة عامين فاحت روائحهم خلالهما، ثم عادوا مرة أخرى إلى صدارة الواجهة ليتعاملوا -للأسف- بنفس الأسلوب، ويمارسوا دورهم فى قتل أصحابهم..
ما الذى يمكنك أن تفهمه من تقطيع هؤلاء الدببة فى حمدين صباحى؟؟
سؤال مهم: وإجابته النموذجية كالتالى:
1) حمدين صباحى ليس ملاكاً.. لكنه ليس شيطاناً.
2) لحمدين صباحى أخطاء وخطايا وزلات، لكنه لم يكن يوماً خائناً لوطنه.
3) هناك لحظة كان حمدين صباحى فيها منقذاً لهؤلاء الذين رفضوا أبوالفتوح والإخوان من ناحية، والفلول والعواجيز من ناحية أخرى، وهكذا كان الحصان الأسود لأول انتخابات رئاسية حقيقية فى يونيو 2012.
4) تحول «صباحى» لزعيم معارض وأحد أعضاء جبهة الإنقاذ التى كانت أول كيان منظم وقف أمام «مرسى» وجماعته عقب الإعلان الدستورى الديكتاتورى الديكورى الشهير، إلى جوار «البرادعى» وعمرو موسى.
5) كل ما فات لا يعطى لـ«صباحى» كرامات أو حصانة من أى شىء أو نقد، لكنه فى نفس الوقت يجب ألا يُنسى فى زمن ذاكرة السمك وأمخاخ البسلة.
6) «صباحى» أول من قال بوضوح إنه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأول من طالب السيسى -بصورة مباشرة- أن يعلن عن عدد من المواقف ذات الصلة بثورة يناير، وعودة النظام السابق.
من أجل كل ما فات، ومن أجل نمرة 6 تحديداً، خرج الكهنة، والدببة للتقطيع فى «صباحى» بصورة غبية تجعل النتيجة لا تخرج عن:
- تشويه لرجل لم يفعل شيئاً سوى أنه تجرأ وأعلن ترشحه للرئاسة وطلب ضمانات من مرشح آخر لم يعلن بعد أى شىء عن ترشحه.
- تصوير الأمر وكأنه أوامر جاءت من جهة سيادية ما، ومعظم هؤلاء الدببة تاريخهم شاهد عليهم فى هذه النقطة تحديداً، للتقطيع فى «صباحى».
- تعاطف يكتسبه الرجل من شرائح تراه مظلوماً فى هذه الحملات المستمرة والموجهة والتى تزداد مع مرور الوقت شراسة لإقصاء وتشويه الرجل.
- تصوير الأمر وكأن «السيسى» لو دخل انتخابات الرئاسة فهو محاط بمجموعة من الدراويش وقطاعين الطرق على كل من تسول له نفسه الوقوف أمامه أو انتقاده، وهو ما يفتح باباً لصناعة نصف إله أو ديكتاتور وليس رئيسا نحلم به.
- صناعة مجموعة مع الأعداء المستائين من قذارة ما يحدث، والذى يوحى بأنه سيتكرر مع الجميع، ويعطى انطباعاً بأننا (داخلين على أيام سودا) وهو ما يستغله الإخوان أحياناً، أو هواة التوليع فى الأمور فى أحيان أخرى.
- إعطاء انطباع أن نفس الوشوش الكالحة التى كان يستخدمها نظام مبارك وأجهزته الأمنية، ستلعب مع «السيسى» هذه المرة، وتعرض نفسها عليه على طريقة (هيت لك)، والواقع أن «السيسى» حتى الآن لم نسمع منه (معاذ الله).
مرة أخرى أؤكد: حمدين صباحى ليس ملاكاً، وله أخطاء وخطايا، وعنده ما يمكن أن تواجهه به، وتزنقه فيه، فلماذا لا يكون الأمر بنظافة، وبمهنية بدلاً من هذه الـ.... ولاّ بلاش.
بالمناسبة، لم أنتخب «صباحى» ولم أكن يوماً من المتحمسين له سياسياً رغم علاقة طيبة إنسانياً، وسلامات ودودة فى المناسبات العامة، لكن ما يحدث معه باختصار: قلة أدب.