م الآخر| دولة الغريب (3).. رؤيا
فيما يرى النائم ليلة مظلمة يغيب فيها القمر، يسير أبويوسف في الصحراء المغربية، مع أهل بيته، فيري نار متوهجة، فيقول لهم:
- سأذهب لأحضر لكم نارًا
يذهب أبويوسف، ولكن يعترض طريقه رجلًا يرتدي جلباب أبيض يشبة إدريس الأول
- الرجل: إلي أين أنت ذاهب؟
- أبو يوسف: سأحضر لهم نارًا
- الرجل: أترك هذه النار، اذهب إلي القلزم فلك هناك النور والنار، وكل ما مكتوب لك، هناك يبدأ قدرك.
يؤذن المؤذن ويستيقظ أبويوسف على صلاة الفجر ويفكر في الرؤيا، فيذهب إلى مسجد القرويين، فيلاحظ أثناء الصلاة وجود عدد من أمراء الأندلس، فيعود إلى بيته ولكنه لا يستطيع النوم، كيف يعود إلى نوم ولم تعد دولته تحت إمرته؟ أصبح هناك أمير في قرطبة يتحكم فيهم.. فيفكر في الحلم ويشعر أنه في حاجة إلى مزيد من التفكير، فينظر إلى السماء لعل الله يلهمه البصيرة وحسن التصرف.
ثم يتسأل، ماذا تبقى له في فاس والدولة مقسمه محتلة؟ بالتأكيد الحلم الذي جاءه إشارة لدور أكبر، قد تكون فرصته لقيام دولة الحق على وجه الأرض، دولة الخلافة الحقيقية التي تنادي بالمساواة والإخاء، دولة تشبه دولة عمر بن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز، دولة تكون خالية من الخيانة والمؤامرات.
إن الغضب لا يتوقف، كيف تستمر الحياة بدون حرية؟ كيف أدافع عن دولة تميز بين أبنائها؟ دولة تعطي الغني حتى يزداد غنًا وتأخذ من الفقير حتى يزاد فقرًا، يجب البحث عن دولة جديدة، دولة تراعي أبنائها وشبابها وتحن عليهم، دولة لها جيش يحمي مقدساتها ومقدسات الإسلام.. أنها دولة الحلم.
يقتحم أبويوسف، دار الحكم في فاس على الأمير الإدريسي، الذي وافق على أن يحكم تحت الخلافة الأموية في الأندلس..
- الأمير الإدريسي: ماذا حدث لتدخل علينا هكذا.. أنسيت نفسك؟
- أبويوسف: من أنت؟.. أنت مجرد أمير هارب من المعركة بدلًا من المواجهة والصمود، اتفقت مع العدو على ضياع ملك أجدادك.
- الأمير الإدريسي: أنت نسيت نفسك؟
- أبويوسف: أنا راحل يا مولاي.. أنا ذاهب إلى الحج، جئت لأبلغك قراري
- الأمير الإدريسي: أنت تعلم أن القرامطة قاطعين طريق الحج؟
- أبويوسف: سأقتحمه
- الأمير الإدريسي: مازلت محتفظ بضلالك القديم، إن السياسة لا تمارس بهذا الغرور، سوف تقتل.
- أبويوسف: أنا لا أفهم في سياسة الهوان والضعف، أنا لا أعرف إلا سياسة الحق والعدل.