الدعم بالـ«share».. إن لم تنشرها فاعلم أن ذنوبك قد منعتك
مناصرة القضايا لها طرق، منها المادى وبعضها المعنوى، فقد تدعم «قضية» بالتبرع وقد تساعدها بالتطوع والمشاركة، غير أن التكنولوجيا والانغماس فى العالم الافتراضى عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» جعل للوضع منظورا آخر، فأصبحت آخر صيحات المناصرة هى الدعم بالـ«share».
أثناء تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعى تطالعك بين اللحظة والأخرى منشورات لقضايا يدعوك مُنشئُها لإعادة نشرها، «مأساة السوريين تتزايد وإيدينا مكتوفة» تعليق أسفل صورة تعبيرية لطفل صغير يذبحه بشار الأسد الرئيس السورى، قبل أن يناشدك صاحبها «لو مش قادر تساعدهم اعمل share وخلى الناس تعرف اللى بيحصل لهم». الكلمة الأجنبية تعنى مقاسمة أو مشاركة، أحيانا تستخدم بشكل تضامنى وتارة تُمرَّر بغرض النقد وأخرى يعاد نشرها اضطراريا.
«مينا دانيال وخالد سعيد وعماد عفت و...» صور الشهداء هى الأبرز فى التداول على «فيس بوك» مع كل مناسبة رسمية، فى اليوم الأول لانتخابات الرئاسة الأخيرة تم تداول صورهم أعلى تعليق «انشرها وخليك فاكر إن لولاهم مكناش ح نشوف اليوم ده»، صور المدنيين المحاكمين عسكريا تأتى فى المرتبة الثانية، وكذلك «بوستات» لمجازر يقال إنها من بورما.
قبل أيام استبعدت جريدة الجمهورية الطالب أحمد عبدالمنعم الأول على الثانوية العامة مكفوفين من رحلتها إلى فرنسا والتى تنظمها الجريدة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم سنويا بحجة أن إعاقته لا تسمح له بالسفر، فغرق «تويتر» بمناشدات لدعم الطالب بالـ«share».
أثناء تقديم مرشحى الرئاسة أوراقهم للمنافسة على لقب الرئيس كانت مواقع التواصل تغلى من الجدل والنقاش حول المرشحين، وكان السلاح الأهم هو نشر «share» لقضايا عن ماضيهم تصدرها الفريق أحمد شفيق «100 سبب تدعوك لعدم انتخاب مدبر موقعة الجمل» تدوينة طويلة «نوت» انتشرت بغزارة حينها تدعوك لعدم انتخاب «شفيق».
المثير أن هناك بعض المنشورات يروجها النشطاء مضطرين معظمها لسبب دينى، فأثناء تصفحك تطالعك بعض الأدعية الدينية أو مناشدة بالصلاة على النبى تعقبها كلمة «انشر ولك الأجر.. إن لم تنشرها فاعلم أن ذنوبك قد منعتك».
وائل عباس الناشط السياسى يرى أن المشاركة «share» عبر مواقع التواصل الاجتماعى مفيدة جدا فى نشر معلومات وقضايا قد تكون خافية على البعض أهمها حملات الإفراج عن المعتقلين سياسيا وهو ما تم جنى ثماره فى الأيام الأخيرة بخروج «سامبو»، قبل أن يضيف أن أحد أسباب نجاح الثورة هو نشر بيانات وطرق حماية للمتظاهرين من البطش. ويأسف «عباس» لترويج بعض المعلومات الخاطئة فى الفترة الأخيرة والتى تتسبب فى «دعم كاذب».