«الأقصر الدولى»: ارتداء «السترة المعقمة».. قبل الدخول إلى المستشفى
رائحة المطهرات والمنظفات تعبئ أرجاء المستشفى الذى يقع فى شارع التليفزيون بوسط مدينة الأقصر. هنا مستشفى الأقصر الدولى الذى تم اختياره لاستقبال وعزل الحالات التى يُشتبه فى إصابتهم بفيروس الإنفلونزا «H1N1» الذى تسبب فى وفاة حالة، بحسب الدكتور محمد ضاحى مدير عام المستشفى. من مكتبه بالدور الأرضى فى المستشفى قال ضاحى «هناك حالات تم تحويلها إلى المستشفى من قبل عيادات خاصة، مشكوك فى إصابتها بفيروس الإنفلونزا، وهذه الحالات نتعامل معها كالتالى: أولا نستقبلها فى أقسام الطوارئ لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة، ثم إذا استدعى الأمر ذلك ننقلها إلى قسم الصدر، وإذا ظهرت أعراض الإنفلونزا على الحالة ننقلها على الفور إلى قسم العزل الذى أعددناه مؤخراً وبشكل استثنائى لاستيعاب الحالات التى نشك فى إصابتها بالفيروس H1N1». فى الدور الثالث، لافتة زرقاء عند بداية ممر طويل مكتوب عليها «غرفة العزل» وهنا يقل عدد الزوار شيئاً فشيئاً، نظراً لمحاولة المستشفى احتواء أى حالة تثبت إصابتها «حتى الآن استقبل المستشفى 3 حالات شككنا فى إصابتها بالفيروس منذ بداية الموسم، إحداها ماتت، والثانية تأكد إصابتها، فيما ننتظر وصول نتيجة تحاليل الحالة الثالثة من المعامل المركزية فى القاهرة». داخل عبوات محكمة الغلق، يحتفظ أحد ممرضى المستشفى بمسحة حصل عليها من إحدى المريضات المشكوك فى إصابتهن بالفيروس، كان الممرض قد خرج لتوه من غرفة العزل التى يقول الدكتور أحمد إبراهيم، استشارى مكافحة العدوى بالمستشفى، إنهم يتبعون فيها «أقصى درجات الالتزام بالعزل الطبى، ومكافحة العدوى لعدم انتقال المرض من المريض إلى الطاقم الطبى أو إلى أى من ذويه». يذكر الدكتور محمد ضاحى، مدير المستشفى، أن حالات إنفلونزا الخنازير مشابهة كثيراً لحالات الإنفلونزا الموسمية «لكنها أكثر شدة» على حد تعبيره، وفى إطار محاولات المستشفى احتواء المرض فى بدايته يقول ضاحى «المستشفى وفر جرعات كافية من مصل (التاميفلو) الوقائى من الإصابة بالفيروس، بمساعدة مديرية الصحة بالأقصر، وإدارة الشئون الصحية والطب الوقائى وأمانات المراكز، وجرى تطعيم مقدمى الخدمة الطبية ضد الفيروس، فيما يجرى سؤال أسرة المريض المشكوك فى إصابته بالفيروس إذا كان أحدهم يعانى من أعراض الإنفلونزا». ويضيف ضاحى «الموسم الحالى لم نرصد أى حالات عدوى بين أهالى المرضى بالفيروس على خلاف عام 2009 الذى شهد انتشاراً كبيراً للفيروس». ويضيف: «الحالتان اللتان تأكد إصابتهما بالفيروس لا يقطنان فى نفس المكان جغرافيا، ما يعطى دلالة أن الأمر لم يتحول إلى وباء أو عدوى فى مكان بعينه». يشرف الدكتور أحمد إبراهيم، استشارى مكافحة العدوى بالمستشفى، على غرف العزل التى خصصها المستشفى لاستقبال حالات «H1N1» أنى وجدت، ويقول إبراهيم «إجراءات مكافحة انتقال العدوى من المرضى إلى المترددين على غرف العزل سواء من الطاقم الطبى ومعاونيهم أو من أهالى المرضى مشددة.. تبدأ بتعقيم الأيدى وارتداء أقنعة الوجه المتطورة والمعقمة والقفازات المزدوجة، والبدل المعقمة وأغطية الرأس المعقمة وأغطية الأحذية».
دخلت «الوطن» إلى غرفة العزل التى عُزلت بداخلها سيدة ستينية، يقول مدير مستشفى الأقصر الدولى إنها الحالة الوحيدة المؤكد إصابتها بالفيروس فى المحافظة. تطل غرفة العزل التى تبلغ مساحتها حوالى 16 متراً مربعاً على الشارع مباشرة، وقد سمح القائمون على العزل بفتح شباك الغرفة قليلاً، فيما تستلقى سيدة ستينية على السرير الذى يتوسط أجهزة التنفس بالغرفة لا تقوى على الإجابة عن أى أسئلة يوجهها لها أفراد الطاقم الطبى. الخروج من غرفة العزل يقترن بإجراءات تعقيم ثانية، وهى التخلص من الأغطية والأقنعة والكمامة والسترة المعقمة وبعدها غسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمهما بالكحول المركز.