فى دراما تليفزيون رمضان هذا العام، تلفت الأنظار، مواهب تمثيل كثيرة.
وإذا كان الإخراج والتأليف والتصوير والديكور والموسيقى، عناصر فنية تميزت على الخصوص فى المسلسلات الثلاثة الأنضج، التى أحسبها «المثلث الذهبى» فى هذا العام (الخواجة عبدالقادر، نابليون والمحروسة، عمر)، فإن فن التمثيل تميز سواء فى المثلث الذهبى، أو فى كثير من المسلسلات.
ممثل العام بلا منازع يحيى الفخرانى فى «الخواجة عبدالقادر»، وممثلته سلافة معمار بطلة المسلسل نفسه، ونرجو أن تكون لنا عودة، ووقفة خاصة أمامه وفنانيه الذين أجادوا جميعاً ومن الأبطال إلى الأطفال.
وكان رائعاً أيضاً ومقنعاً فى مسلسل «عمر»، غسان مسعود، مؤدياً الصديق أبى بكر، وعبدالعزيز مخيون، مؤدياً عم الرسول أبى طالب، بالإضافة إلى ممثلى شخصيات عمرو بن العاص، وبلال، ووحشى، وأبوالحكم، وهند.. وغيرهم، كما قدم سامى مغاورى أداءً جميلاً لدور لا ينسى فى مسلسل «شربات لوز»، إذ منح الشخصية الرومانسية الراقية المحبطة، وخطها الدرامى، ثراء وألقاً خاصاً.
وقدمت ليلى علوى واحداً من أهم أدوارها وأبقاها فى الذاكرة (نفيسة أم المماليك أو أم المصريين)، وهو دور لا يخلو من أبعاد متداخلة، وكانت بأدائها الذكى وخبرتها الكبيرة على مستوى الأداء الدقيق لتلك الأبعاد، كما أن رانيا فريد شوقى أكدت فى مسلسل «بنات فى بنات» مقدرتها المتزايدة على أداء تلقائى سلس، من نوع سهل ممتنع وممتع، وقدمت فادية عبدالغنى دور عمرها فى أداء شخصية بديعة مصابنى فى مسلسل «كاريوكا».
ومع تعدد أدوار سوسن بدر فى رمضان، إلا أن ما يبقى قبل غيره دورها الرائع فى «نابليون والمحروسة»، وإلى جانبها من الشباب الفنانة فرح يوسف فى أحسن أدوارها، والممثلة المتميزة التى نتوقع لها الصعود والنجاح المطرد سهر الصايغ، كما أكد فى دور رئيسى شريف سلامة موهبته وإجادته، وفى ذات الوقت كان يلفت النظر إلى مقدرته على أداء الفكاهة الراقية فى الحلقات الكوميدية «الباب فى الباب» (الجزء الثانى)، وفى هذا المسلسل ممثل شاب نتوقع له التوفيق والصعود كذلك هو هشام إسماعيل، بينما أسعدتنا المتابعة من جديد لممثل شامخ ذى حضور خاص متميز هو على حسنين فى مسلسل كوميدى (ست كوم أيضاً)، هو «لسة بدرى».
إنه كذلك موسم المواهب الشابة، فإلى جانب هؤلاء تتألق مريم حسن الفنانة القادرة على الأداء برهافة ولماحية مدهشة فى مسلسلى «الهروب» و«9 جامعة الدول»، مع تنوع واضح فى الدورين، والبطولة الجماعية للشباب فى مسلسل «طرف ثالث»، لكن أبرع بطولة جماعية للشباب كانت بحق للبطلات الأربع لمسلسل «حكايات بنات»: صبا مبارك، وحورية فرغلى، وللمفاجأتين السارتين ريهام أيمن، ودينا الشربينى، فى مسلسل نعتقد أنه إضافة جمالية إلى الدراما الاجتماعية والسيكولوجية، التى تتأمل حال المرأة المصرية اليوم فى أكثر من بعد وعلى أكثر من صعيد.