م الآخر| دولة الغريب "10".. دهاء بني أمية
كما أرسل الخليفة الناصر الأموي عين له على القافلة، أرسل الخليفة المهدي عين له لينقل له أخبار القافلة، وينشر أخبار الدولة الفاطمية في المشرق ويرسل له أخبار المشرق، إن كان أرسل جارية فإن الجارية يشك فيها أبويوسف ولا يشك في عين الذي أرسله عليه من بين ركاب السفينة، وكان شاب قوي البنيان حاد الذكاء يدعى جعفر بن سالم وكان مشهور عنه الذكاء والعلم وقوة الحجة.
تسير السفينة في البحر الأبيض في رحلتها إلى الفرما وأثناء الطريق حدثت مشاجرة بين رجل سيف الدولة وجعفر بن سالم، كادت أن تصل إلى مشاجرة عنيفة بين الطرفين فثار أبويوسف وغضب بشدة لأن الاختلاف في الحرب تعني هزيمة وضياع فصرخ فيهم: "يا ويل لنا.. لاختلافكم ينتصر الأعداء، لجهلكم تعلوا أمم، إنكم لا تعرفون شيء عن الحقيقة، والحقيقة ليست من أولياتكم، لعنة الله على الخلافات، إنكم للأسف يفترض أنكم أمة واحدة، أمة منكوبة، أمة تضحك على جهلها الأمم، أين أنتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين أنتم من جيل الصحابة، هل نقاتل أعداء الله.. كونوا بقدر ما ينتظره منكم المسلمين، من منكم لم يقتل له قريب أو عزيز على يد القرامطة إن لم تقفوا اليوم موقف الرجال، فلن تقوم لكم قيامه بعد اليوم نحن أقتربنا من القلزم، فأدخلوها سواسية ترهبون أعداء الله، ثم اجتمع بالاثنين على انفراد في غرفته
أبو يوسف: هل ما حدث بينكم مرتب أم محض الصدفة؟
سيف الدولة: محض الصدفة.
جعفر: محض الصدفة.
أبو يوسف: عليكم أن تدركوا شيئًا، أني أعرف حقيقتكم، كل رسائلكم قرأتها قبل أن ترسلوها، عليكم إدارك الحقيقة، أنكم الأن معي المسؤولية كلها على كتفي، أستطيع أن ألقي بكم في البحر، و أرسل لأمرائكم أنكم استشهدوا في المعركة، و لكني لا أريد أن يصل الأمر إلى ذلك، أريد أن تقسموا لي وتبيعوني وأن لا ترسلوا أي رسالة بدون أن أنظر فيها، وأعدكم بالمجد والمكانة في دولتنا الجديدة دولة الحق، فأنتم خير من السفينة وأكثر خبرة بإدارة شؤون الدولة وأنا في حاجة لكم.