لا بأس من كفاحك ونضالك، ولا بأس من المُضى فى الطريق فمُتسعه للجميع، وحارات الطريق واسعة فسيحة تتحمل عبء المرور وكثرته، ولن نصُدك عن طريق الرئاسة فهو مفتوح لمن هو مؤهل له، فلا بأس أن تتسابق وتتشابك، ولكن أنصحك ألا تُغازل تيار الإسلام السياسى، فلقد باع من قبلك من اشتراه وسجن من أطلق سراحه، وقتل من صفح عنه وعفا، وجار على من عدل إليه، ولم ينفعوا أنفسهم لينفعوك، وخسارتهم أكبر من مكسبهم، ويأكلون من عيشك أكثر مما يختزنون لك، وتظن أنك ستدفع بعد بلوغ المراد وهم يسحبون من رصيدك قبل بلوغ الهدف، فكروشهم الممتلئة تنسى من أطعمها من حلال أو حرام.فاجعل لحظك مع الشعب سبيلاً وموئلاً.
أنصحك بألا تحاول استعداء رفقة الطريق، وأصحاب الموقف، فيضيع الطريق منك، بل حافط على علاماته ربما تعود إليه حين تحاول أن تلحق بنا، أو تُضله أو يُضلك، أو تصحب من تخلف عنه ولم يُجبر، شقَّ الطريق بجوارنا ولا تشقه بيننا، فلا تعلم قد يكون للرداء البالى الرث ستراً أو كساء، فلقد علمنا الفقر والحاجة ألا نُفرط فى التافه قليل القدر، فما بالك بنا ونحن الغنى عظيم المقام؟ فاجعلنا سندك حين تدبر، ولا يُغرنك من حولك فليس لفضلهم عليك الحق أن يجوروا علينا، ويسيئوا إلينا، ليس حباً فيك ولكن كُرهاً لنا.
فقديماً حارب فى صفوف على بن أبى طالب من كره معاوية بن أبى سفيان، وكانوا وبالاً على الطرفين، فلا تحملهم على ذلك ولا ترضى لهم بهذا، واعلم أنهم جاءوك لهذا الغرض وليس بغرض فلاحك أو نجاحك، فلا تستجب لمن يحاول أن يشق الصف أو يخرج على الطريق، وإلا سننحاز لعدوك إذا جد الجد، فنهدم المعبد على كل من يصلى صلاة الكُفر منكم، فلا تجعل الأمر يحكمه خيار بين عدو طيب وصديق شرير، فنُعيد إلى وجه مصر ما كرهناه وقاتلناه وثرنا عليه. اترك لنا سبيلاً قد نقف معك فيه يوماً ما، ولا تغلق سبيلاً يجبرنا على السير ضدك.
أنصحك بأن تُسمعنا قصيدة جديدة فى حب المستقبل وليس الماضى، فلن يعود عمر بن الخطاب بعدله، ولن يعود على بن أبى طالب بورعه، ولن يعود ابن عبدالعزيز بحكمته وتقواه، ولن يعود ناصرك يؤمم أو يحارب الأعداء، فلو عادوا لن يحكموا، ولو حكموا لن ينجحوا، فلكل أدواته وزمانه ورعيته، ابحث فى نفسك عن بضاعتك، واعرض علينا ما أنت قادم به لنا، وليس ما قدمه غيرك فى ماضينا الغابر. انظر أمامك ولا تنظر خلفك، واترك الماضى بحسناته وسيئاته فالتاريخ لا يُكتب مرتين، وإذا كُتب رغماً عنا نكون قد مللناه وسئمناه.
لا بأس، كُن بجوار مسيرتنا باختيارنا، فنحن سنختار غيرك، ربما يجدّ فى الأمر جديد، وربما تستنجد بنا أو نستنجد بك، أو تستجير بنا أو نستجير بك. افتح أبوابك علينا ربما تتنفس الهواء الذى نتنفسه أو نغلق أبوابنا معك.